رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجميع يشكو في «حلوان العام»

بوابة الوفد الإلكترونية

المرضى يشكون الزحام وسوء الخدمة.. والأطباء يشكون ضعف الإمكانات وقلة الرواتب.. والمدير العام يشكو وائل الإبراشى!

مدير العيادات: نعانى نقصًا كبيرًا فى المستلزمات الطبية.. ونائب مدير المستشفى: الأطباء محبطون وبعضهم هجر المهنة للعمل مندوب أدوية

أجهزة المخ والأعصاب غائبة.. ولا يوجد طبيب متخصص فى علاجه بالمستشفى!

 

طوابير ممتدة، وشكاوى من المرضى والأطباء، وتصريحات متضاربة من المسئولين عنها.. هذه هى أبرز ملامح مستشفى حلوان العام، وهو المستشفى المسئول عن تقديم الخدمة الطبية لنحو 3 ملايين مصرى يسكنون فى حلوان والمعصرة وطرة وكوتسيكا بالقاهرة، والتبين وبعض مناطق الصف فى الجيزة.

المستشفى الذى لا يوجد به سوى 192 سريرًا فقط يتردد عليه يوميًا 4 آلاف مريض، منهم 3 آلاف مريض فى العيادات، وألف مريض فى الاستقبال.. والمثير أن كل من فى المستشفى يشكو ما عدا المدير العام!

فالمرضى المترددون على المستشفى يشكون من الأوضاع المتردية فى أغلب الأقسام ويشكون من طول الانتظار فى طوابير العلاج، ويشكون من سوء معاملة مقدمى الخدمة هى أكثر المفردات تردداً على ألسنة كل المرضى المترددين على المستشفى، والغريب أن الأطباء يشكون أيضاً من زيادة عدد المرضى مؤكدين أنها تفوق كل المعايير الدولية.

وحسب أطباء بالعيادة الخارجية للمستشفى، فإن العيادة تستقبل يومياً ما بين 150 إلى 200 مريض ويعمل بها طبيبان فقط، ومطلوب منهما تقديم خدمة طبية لكل المرضى المترددين عليهم، وهذا بحسب أطباء المستشفى يكاد يكون مستحيلاً، خاصة أن المعدل العالمى للعلاج على أى مريض يجب ألا يقل عن 15 دقيقة، وهو ما يستحيل معه تقديم الخدمة بشكل جيد لكل المترددين على العيادة الخارجية لمستشفى حلوان العام.

من جانبه، اعترف الدكتور عبدالرحمن كرم، مدير عيادات مستشفى حلوان العام: بأن المستشفى يعانى نقصاً كبيراً فى المستلزمات الطبية، مؤكداً أن وزارة الصحة ترسل نسبة بسيطة جداً من المستلزمات التى لا تكفى المستشفى.

مشيراً إلى الميزانية المخصصة لشراء المستلزمات الطبية قليلة للغاية ولا تكفى لشراء ما يحتاجه المستشفى، خاصة فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعارها، مطالباً بالتعديل فى الميزانية لتيسير المستلزمات الطبية من أجل الاهتمام بصحة المريض لأنها أساس الحياة.

وقال استشارى الجراحة دكتور حاتم المرسى، نائب مدير مستشفى حلوان العام: مع التطور الكبير فى عالم الجراحة.

وطالبنا وزارة الصحة منذ عدة سنوات بإنشاء وحدة مناظير كبيرة بمستشفى حلوان العام، ولم نطلب منظار التدخل الجراحى، بل طالبنا جهاز التدخل الخاص بالباطنة الذى يصور المعدة ليكشف لنا عن قرحة المعدة، لنبدأ معالجتها قبل أن تنفجر معدة المريض.

ولكن طلبنا لم يتحقق حتى اضطررنا لإدخال وحدة جراحة مناظير بالتعاون مع وحدة مناظير خارجية ومن خلال هذه الوحدة تم إجراء جراحة مناظير لـ4 آلاف مريض.

ويضيف: العديد من المستشفيات أغلقت بسبب نقص المستلزمات.. لكن نحن ما زلنا مستمرين إلى أن نعبر مرحلة الثلاثة أشهر التى أثرت على المستشفيات بشكل كبير بسبب منع استيراد المستلزمات الطبية لمدة 3 شهور.

وكشف حاتم المرسى أن مستشفى حلوان العام لا يوجد به أجهزة مخ وأعصاب بل ولا يوجد به طبيب متخصص للمخ والأعصاب.

وأوضح حاتم أن أساس راتب الأطباء فى المستشفيات الحكومية 240 جنيهاً وبعد الخصومات يقلل الراتب 234 جنيهاً.. وراتب النائب بعد الكادر 800 جنيه، ويظل 12 يوماً فى المستشفى، وبإضافة النوبتجيات يصل الراتب 1300 جنيه.. فى حين أن أعلى راتب فى أمريكا وألمانيا لطبيب الأسنان والمخ والأعصاب 600 ألف دولار فى العام.

وأشار حاتم المرسى، نائب رئيس مستشفى حلوان العام، إلى وجود حالة من الإحباط للأطباء.. وقال: للأسف الأطباء تركوا مهنة الطب واشتغلوا مندوبين للأدوية، مثل خريجى كليات العلوم.

وفى المقابل، قال دكتور أحمد السعدنى، مدير عام مستشفى حلوان العام: كل شىء تمام ولا يوجد شكوى من أحد.. مشيراً إلى وجود خطة من وزارة الصحة وفقاً لاحتياجات المستشفيات من التجهيزات الطبية والمعدات والأجهزة الطبية وكل شىء. وقال: تم بالفعل توفير الأجهزة الطبية ولا يوجد لدينا نقص فى أى شىء من الحاجات الرئيسية، والعمليات لم تتوقف نهائياً.. ولا يوجد حادثة أو مريض فى الرعاية أو مريض كلى توقف له شىء.

مضيفاً أن المستشفى لديه مخزون كلى يكفى 6 أشهر، فى حين أن مصر

كلها بها مشاكل كلى صناعى، لكن مستشفى حلوان العام لا يوجد به مشاكل كلى صناعى، وكل شىء متوافر فى المستشفى والحمد لله.

وأشار إلى أن أموال صندوق تحسين الخدمة بالمستشفى تكفى لشراء المستلزمات والأدوية الطبية، لحين إرسالها للوزارة.. وقال: لا توجد لدينا مشاكل فى الأدوية الحيوية التى تمثل خطورة على روح المواطنين.. والأنسولين متوافر فى المستشفى، وأدوية الكلى والرعاية وكل الأدوية الرئيسة موجودة.

والموجود من مخزون الأدوية والطوارئ بالمستشفى يكفى ثلاثة أشهر.

مشيراً إلى أن قسم الطوارئ يعطى للمريض «حقنة مسكنة» فقط، وممنوع يصرف له دواء.

وعندما سألته: هل الطبيب يحظى بالاهتمام من قبل الدولة.. صمت قليلاً وقال: إن مطالبنا كأطباء واضحة وصريحة وهى رفع حد الأجور لأنها ضعيفة جداً فى محاسبة الطبيب.

للأسف الطبيب مهضوم حقه وأصبحت الضغوط عليه أكثر من اللازم، وزاد ضغط العمل.

وفى سياق متصل أشار مدير عام مستشفى حلوان العام إلى وضع خطة شاملة للرسم الهندسى وكل التصورات بهدم وبناء المبنى الآخر للمستشفى على أن يكون مزوداً بكل الخدمات الصحية والتجهيزات الطبية اللازمة، وسيكون بها كل النواقص غير الموجودة لدينا الآن وستشمل أقساماً جديدة.. وتم رصد 238 مليون جنيه لإقامة المبنى الجديد.. وحالياً نسعى لاستخراج تراخيص البناء.

وأكد مدير مستشفى حلوان أن عدد المرضى المترددين على المستشفى يزيد على 40 ألف مريض يدخلون على العيادة الخارجية شهرياً فى ظل وضع استثنائى.. خاصة أن المكان غير مجهز كعيادة خارجية، فكان عبارة عن قسم داخلى، وقمنا بتحويله لعيادة خارجية ما تسبب فى تكدس وزحام، مما جعل المريض والطبيب غير راضين عن هذا الوضع.

لافتاً إلى أنه مع هذا التكدس من زحام المرضى نجد أن القوى البشرية قليلة فى بعض التخصصات النادرة، مثل المخ والأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالى هذا يؤثر بالسلب.

موضحاً أن الأخطر من ذلك وجود مشكلة كبيرة جداً فى صيانة الأجهزة الطبية فى مصر، خاصة أن الشركات الموردة والشركات الوكيل تطلب مبالغ رهيبة جداً فوق كاهل البشر.

وأكد أن مصر غير قادرة أساساً على الصيانة الدورية لأحدث الأجهزة الطبية.

ورغم كل ذلك على الأطباء أن يعلموا أن مهمتنا هى رسالة فى المقام الأول.

وانتقد مدير المستشفى معالجة بعض وسائل الإعلام لأزمة المستشفيات، مؤكداً أن البعض يستخدم صوراً أرشيفية وكأنها واقع حال لإثبات الإهمال.

وقال: أقرب مثال على ذلك.. ما قدمه الإعلامى «وائل الإبراشى» بالبرنامج عن حملة للغسيل الكلوى.. الذى تضمن تسجيلات وصوراً قيل إنها خاصة بمستشفى حلوان العام.. لكن هذا التسجيل الذى أذاعه لم يكن لمستشفى حلوان.. بل كان لمركز طبى فى حلوان، وكان يجب للأمانة المهنية أن يقول إنه مركز خاص ويذكر اسم المركز واسم صاحبه.. لكن للأسف الإعلام لم يعد يعمل بمصداقية.. ونجد بعض الصحف تعمل بعشوائية وتفتقد المصداقية.