عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلعت حرب.. صاحب الضربات القاضية للاحتكار الأجنبي

طلعت حرب
طلعت حرب

استطاع أن ينهض باقتصاد بلاده في فترة صعبة للغاية، موجهًا ضربات عدة للاحتكار الأجنبي، صال وجال هنا وهناك من أجل تحرير الاقتصاد المصري من التبعية للاحتلال البريطاني، حتى لُقب بـ"أبو الاقتصاد"، إنه المفكر الراحل طلعت حرب، مؤسس "بنك مصر" الشهير.

تمر الذكرى الـ75 على وفاة "طلعت حرب" في وقت يئن فيه الاقتصاد المصري بشكل كبير، وتقع البلاد تحت وطأة أزمة اقتصادية كبرى، حيث ولد عام 1867 بمنطقة قصر الشوق في حي الجمالية برحاب مسجد الحسين.

وكان والده موظفًا بمصلحة السكك الحديدية الحكومية، وينتمي إلى عائلة حرب بناحية ميت أبو علي من قرى منيا القمح بمحافظة الشرقية، كما كانت والدته تنتسب إلى عائلة صقر لقرية تابعة لمنيا القمح أيضًا.

تخرج في مدرسة الحقوق عام 1889 والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائي بالدائرة السنية، ثم أصبح رئيسًا لإدارة المحاسبات ثم مديرًا لمكتب المنازعات، حتى أصبح مديرًا لقلم القضايا، و في عام 1905 انتقل ليعمل مديرًا لشركة "كوم إمبو" بمركزها الرئيسي بالقاهرة.

وتوالت عليه المناصب الاقتصادية حيث عمل مديرًا للشركة العقارية المصرية، عمل وقتها على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين، وفي عام 1910 حاولت الشركة المالكة لقناة السويس تقديم مقترح لمد امتياز الشركة من القناة.

وساهم طلعت حرب في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح وأصدر كتابه "مصر وقناة السويس"، لتفنيد دعاوى إنجلترا وفرنسا لتمديد عقد احتكار القناة لمدة 40 سنه أخرى بعد الـ99 عامًا التي كانت تنتهى في عام 1968، نجحت حملته طلعت حرب فى القضاء على هذا المخطط الاستعمارى فى مهده.

وشارك طلعت حرب في ثورة 1919 التي كانت بمثابة الشرارة لانطلاق فكرة إنشاء أول بنك مصري في ذهنه، مستغلًا بذلك الأزمة المالية التي ضربت مصر؛ بسبب سطوة رأس المال الأجنبى الموجود في البلاد متمثلًا بالبنوك العاملة بالسوق المصرية، والتي تعاملت بقسوة مع المصريين خلال نزع ملكية الأطيان والعقارات من أصحاب الديون الذين عجزوا عن سداد الاموال التي اقترضوها من هذه البنوك.

وعلى إثر الأزمة، أعلن "حرب" الحاجة لانشاء بنك وطني مصري يكون سندًا للمصريين، وكتب مقالًا أوضح فيه للناس أهمية إنشاء بنك للمصريين، وأنه سيكون بنكًا للأمة بأسرها، واستطاع "أبو الاقتصاد المصري" أن يقنع 126 من المصريين بالاكتتاب لإنشاء البنك، بمبلغ ثمانون ألف جنيه، وفي عام 1920 نشرت جريدة الوقائع المصرية

مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى "بنك مصر".

وعقد أول اجتماع لمجلس ادارة الشركة فى 7 مايو 1920، وفي هذا الاجتماع أعلن  تأسيس البنك كأول بنك وطني بجهود مخلصة وعزيمة وطنية شارك فيها أفراد الشعب المصرى.

واشترط "حرب" في أن يكون رأس المال مصري 100% من خلال أسهم قاصرة على المصريين، ويعتمد على العاملين المصريين في إدارة انشطته واستخدام اللغة العربية في كل تعاملاته، كما ارتبط بنك مصر بالمشروع الوطني لانشاء كيان اقتصادي متكامل من المشروعات العملاقة والتي ما زالت هذه المشروعات قائمة حتى الان.

وعلى يد "طلعت"، استطاع البنك خلال أعوام من 1920 إلى 1960، إنشاء أكثر من 26 شركة في مجالات اقتصادية مختلفة، منها الغزل والنسيج "المحلة، ومصر للتأمين والنقل والطيران ومصر للسياحة وشركات صناعة السكر والسينما.

وخلال عام 1937، أنعم الملك فاروق على طلعت حرب بالباشوية وعين عضوًا في مجلس الشيوخ، وتلا ذلك أزمة اقتصادية كبرى حلت بالبنك خلال عام 1940 ، حيث فوجئ بآلاف المودعين يسحبون أموالهم من البنك، وسحب صندوق توفير البريد لكل ودائعه من بنك مصر.

واضطر حرب لتقديم استقالته وترك البنك، وقال جملته الشهيرة:"مادام في تركي حياة للبنك فأذهب أنا وليعيش البنك"، وقيل أنها مدبرة من الإنجليز، وخير بين بقائه أو بقاء بنك مصر فأختار الاستقالة ويبقى بنك مصر شامخًا.

عقب استقالته من إدارة بنك مصر، انتقل "حرب" للعيش في قرية العنانية بدمياط، حيث عاش بعيدًا عن الأضواء، وتوفى في 13 من أغسطس عام 1941 عن عمر يناهز 74 عامًا بالقاهرة.