رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقابر القاهرة.. تاريخ من التنقل والترحال

بوابة الوفد الإلكترونية

الثابت تاريخياً أن كثيرًا من المقابر تم نقلها من موضعها الأصلى إلى مكان آخر.. ورصد كتاب «العشوائيات الآمنة» الصادر عن مركز «شفافية» للدراسات المجتمعية والتدريب الإنمائى، تاريخ نشأة مقابر القاهرة ونقلها من مكان لآخر ورصد أيضاً أشهر مقابر القاهرة.. وبحسب الكتاب فإن مقابر القاهرة التاريخية كانت تمتد حول أطراف مدينة القاهرة وكانت نشأتها على مراحل تاريخية متعاقبة بدأت منذ الفتح الإسلامى وما تلاها من عصور حتى عصرنا الحالى.

ويقسم الكتاب مقابر القاهرة إلى قسمين قسمين «القرافة الكبرى» و«القرافة الصغرى».. ويقول الكتاب «فى منتصف القرن الخامس الهجرى كانت القرافة تمتد فقط شرق المدينة وأطلق عليها جبانة الفسطاط وكان أقدم أجزائها يقع بين مسجد الفتح وسفح المقطم، وتشمل الأحياء المعروفة اليوم ببطن البقرة والبساتين وعقبة بن عامر، والتونسى، وهذه المنطقة هى التى تعرف بالقرافة الكبرى.

أما المنطقة المحصورة بين قبة الإمام الشافعى وسفح المقطم وهى المعروفة بمقابر الأمام الشافعى حاليًا لم تكن تحوى مقابر إلا بعد أن دفن الملك الكامل محمد الأيوبى ابنه فى سنة 608 هجرية بجوار قبر الإمام الشافعى وبنى القبة الكبيرة الموجودة إلى الآن على ضريح الإمام الشافعى، فنقل الناس أبنيتهم من القرافة الكبرى إلى هناك وأنشأوا بها الترب وعرفت بالقرافة الصغرى وفى زمن الناصر محمد بن قلاوون استجد الأمراء المماليك تربًا بين قبة الإمام الشافعى وباب القرافة حتى صارت العمارة متصلة من بركة الحبش جنوبًا إلى باب القرافة شمالًا.

وهناك جبانة أخرى يرجع تأسيسها إلى القرن الثانى الهجرى كانت تمتد إلى حدود الطرف الشمالى لمصر الفسطاط، وتغطى المنطقة التى تقع اليوم جنوب غرب باب القرافة حتى عين الصيرة، ومع بداية القرن الثالث وجدت جبانة أخرى عند سفح المقطم فى المنطقة التى تقع فيها اليوم ضريح عمر بن الفارض وكانت تعرف قديمًا بمدافن محمود.

ويرجع إطلاق اسم القرافة على جبانات القاهرة إلى بداية القرن الرابع الهجرى- حسبما جاء فى كتاب «العشوائيات الآمنة»- حيث طرأت ظاهرة جديدة على استخدام المقابر فى دفن الموتى وهى بناء حى عمرانى بجوار المقابر تداخل معها عمرانيًا؛ حيث امتدت المنازل داخل منطقة المقابر، وقد استمد هذا الحى اسمه من اسم عائلات بنى قرافة، وهى أحد بطون فروع قبيلة المعافر، وإلى هذه القبيلة ينسب مجموع جبانات القاهرة التى عرفت جميعًا بالقرافة.

وقد ذكر المؤرخان ابن جبير وابن سعيد أنهما باتا بحى القرافة ليالى كثيرة، وأضاف ابن سعيد أن بها قبورًا عليها مبان معنى بها، وتربًا كثيرة عليها أوقاف للفقراء ومدرسة كبيرة للشافعية، ولا تكاد تخلو من طرب خاصة فى الليالى المقمرة، وهى معظم مجتمعات أهل مصر وأشهر متنزهاتهم، وكانت هذه البداية لسكن المقابر وتحويلها لمنطقة سكنية.

وقد امتد بناء المقابر على مر العصور حول القاهرة وأحيائها السكنية؛ حيث نشأت جبانات جديدة بعد الفتح الفاطمى لمصر كانت أولًا جنوب شرق القاهرة وتمتد خارج باب زويلة فى المنطقة التى يشغلها اليوم جامع الصالح طلائع وشارع الدرب الأحمر وشارع التبانة وشارع باب الوزير والشوارع المتفرعة منها، وبعد وفاة أمير الجيوش الفاطمى بدر الجمالى سنة 487هـ أنشئت جبانة أخرى خارج باب النصر شمال القاهرة كان هو أول من دفن فيها، تشغل مكانها اليوم قرافة باب النصر الواقعة بين حى الحسينية وشارع المنصورية.

أما قرافة المماليك الواقعة فى صحراء المماليك، إلى الشرق من طريق صلاح سالم الحالى فلم تنشأ إلا فى عصر المماليك الشراكسة مع نهاية القرن الثامن الهجرى حيث بدأ سلاطين المماليك وأمراؤهم فى إنشاء المساجد والخوانق بهذه المنطقة وألحقوا بها مدافن لهم.

وما إن انتهى القرن التاسع الهجرى إلا وكان بها مجموعة من العمائر الدينية والقباب لم تجتمع فى صعيد واحد مثل ما اجتمعت هناك، وأكثر من عنى بالإنشاء بها من سلاطين المماليك الشراكسة السلطان الملك الأشرف أبوالنصر قايتباى لذلك فإنها تعرف فى المصادر بمقابر

قايتباى.. وبالتالى يتأكد أن ظاهرة سكنى المقابر كانت قائمة تاريخيًا كما استدل مما ورد من المصادر التاريخية ومما هو باق بالفعل من الآثار المادية فى القرافة على أنه كان يقطنها سكان وقد ساعد على ذلك عدة عوامل أولها العلاقة الإيكولوجية البيئية بين القرافة وعواصم مصر الإسلامية.

فمن المعروف أن القرافة نشأت مع نشأة أول عاصمة إسلامية فى مصر؛ وهى الفسطاط ثم تطورت بتطور العواصم وامتدادها فكما أن التطور العمرانى لهذه العواصم كان يتجه دائمًا نحو الشمال الشرقى فإن نفس الشىء حدث للقرافة؛ بحيث يمكن القول إن تطور القرافة قد صاحب التطور العمرانى لهذه العواصم ومن ثم أصبحت نطاقًا عمرانيًا ملاصقا وملازمًا لتطور هذه العواصم وعلى ذلك يمكن القول إن اتساع وامتداد القرافة ارتبط بالعواصم بحيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ منها ولنا أن نتوقع فى ضوء هذه العلاقة الإيكولوجية أن تختلط المساكن بالقبول فى بعض المناطق ويصبح السكن فى بيوت بالمقابر أمرًا واقعًا فى ضوء هذه العلاقة.

وتتخلل المقابر السكنية مقابر أخرى تاريخية وأثرية أغلقت أبواب بعضها لحمايتها من اعتداءات سكان المقابر، ومنها ما هو متاح للزيارة، فهى مقابر المماليك حكام مصر خلال ستة قرون، ويضم بعضها رفات سلالة عائلات الأسرة العلوية من أحفاد محمد على باشا.

وتجد مقابر أسر بكوات وباشوات العصر الحديث أكثر بساطة من مقابر ملوك مصر فى العصور الإسلامية، ولعل زائر منطقة البساتين سيكتشف أن بكل بيت مقبرة توضع عليه من الخارج لافتة رخامية مكتوب عليها اسم الميت، والذى غالبًا ما يكون أحد أفراد الأسرة المالكة فى فترة ما قبل الثورة، أو أحد الباشوات. وتتميز هذه المقابر بالرفاهية، ففى حين تبدو المقابر الأخرى- فى ترب الغفير مثلًا متروكة- فى العراء نجد أن مقابر هؤلاء الباشوات معتنى بها تمامًا، حيث نجد سبيل مياه مكتوبًا عيه «اقرأوا الفاتحة لسكان هذه المقابر»، وعادة ما يقوم حارس بحراسة المقبرة، والعناية بها.

تضم مقابر القاهرة مبانى عتيقة وأحواش دفن قديمة تجمع جدرانها وشواهد القبور قيمة فنية وزخرفية تنطق بتطور الكتابة العربية وأنواع الخطوط والزخارف والأبواب، إضافًة إلى مقابر الصوفية أمثال ابن عطاء الله السكندرى، وقرافة جلال الدين السيوفى، وقرافات الزهاد والصحابة الذين وفدوا إلى مصر بصحبة عمرو بن العاص، ودفنوا فى سفح المقطم استجابة لوصية عمر بن الخطاب لأن فيه غراس أهل الجنة.

إقرأ الملف ادناه..

 

محافظة القاهرة: مشروع نقل المقابر اختفى بعد ثورة يناير

 

21 منطقة مدافن تحتل 3000 فدان من أغلى الأراضى فى العاصمة

 

تجارة سرية فى الجماجم.. وغرف نوم فوق جثث الموتى