رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جرائم الشيعة في بيت الله الحرام تاريخ من الدم

بوابة الوفد الإلكترونية

تواصلت ردود الأفعال الإسلامية والعربية المنددة بإطلاق مليشيا الحوثى صاروخاً بالستياً باتجاه منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضى، والذى تمكنت قوات التحالف العربى من اعتراضه واستهداف موقع إطلاقه.

وقال وزير الخارجية السعودى عادل الجبير إن جماعة الحوثى وصالح لم تراع إلا ولا ذمة باستهدافها البلدَ الحرام مهبط الإسلام وقبلة المسلمين فى العالم.

من جهته، اتهم وزير الخارجية اليمنى عبدالملك المخلافى الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع على عبد الله صالح «بالسعى لحرب إقليمية»، عقب استهداف مكة المكرمة.

وقال «المخلافى» فى سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر» إن التصعيد الذى مارسه الانقلابيون وآخره ضرب الصواريخ على مكة المكرمة، يكشف أن المليشيا مجرد أداة فى يد إيران لتدمير اليمن وأشقائها.

وفى السياق ذاته، قالت هيئة كبار العلماء فى السعودية عبر حسابها على موقع تويتر إن «التعرض للحرمين جريمة عظيمة وبرهان جديد على هدف الصفويين من زرع جماعة الحوثى فى اليمن».

كما ندد مجلس التعاون الخليجى بشدة بإطلاق الصاروخ، وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى عن إدانة المجلس واستنكاره الشديدين لاستهداف مكة المكرمة.

وقال الزيانى فى بيان «إن هذا الاعتداء الغاشم الذى ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحى وقبلة مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، استفزاز لمشاعر المسلمين، واستخفاف بالمقدسات الإسلامية وحرمتها».

وتعيد هذه الجريمة السيناريو الأسود الذى ارتكبته مليشيات الشيعة أيضا فى المسجد الحرام قبل ما يقرب من ألف عام عندما أدخلت الحملات الوحشية التى كان يقوم بها القرامطة على المدن القريبة والبعيدة الرّعب والهلع فى نفوس المسلمين، وخصوصاً عمليات الإبادة والقتل الجماعى التى كان القرامطة يمارسونها، وبالأخصّ على قوافل الحجّ التى كانت تتعرّض دوماً لغارات وحملات من هذا النوع.

وكان الحجّاج الذين يمرّون بمناطق يُسيطر عليها القرامطة وخصوصاً القادمين من العراق، يتعرّضون لحملاتهم الوحشية، حتّى وصل الأمر إلى أنّه فى سنة 263 و316 هجرية لم يتمكن أى من الحجّاج القادمين من العراق من أداء مراسم الحجّ فى هاتين السنتين.

وصل الأمر إلى ذورة الخشونة والوحشية فى سنة 317 فنتجت عنه فاجعة كبرى، فقد امتنع القرامطة على غير عادتهم من مهاجمة قوافل الحجّاج القادمين من العراق باتّجاه الديار المقدّسة، فوصلت القوافل ومنها قافلة العراق بقيادة منصور الديلمى سالمة إلى مكّة دون مضايقة تذكر، إلاّ أنَّ القرامطة بقيادة أبوطاهر الجنابى هاجموا الحجّاج يوم التروية فى مكّة على حين غرة فقتلوا منهم جمعاً غفيراً، وليس ذلك وحسب بل هجموا على أهل مكّة وعملوا منهم مذبحة مريعة وانتهكوا حرمة وقدسية المسجد الحرام.

ويذكر أنّ أبوطاهر هاجم الحجّاج وأهل مكّة على رأس (900) فارس بينما كان هو ثملا ممتشقاً حسامه على ظهر حصانه الذى تبوّل قريباً من بيت الله الحرام.

وينقل المؤرّخون أنَّ القرامطة قتلوا ما استطاعوا من الحجّاج وأهل مكّة، وهتكوا الحرمات ودنّسوا المقدّسات. فقتلوا ما يقارب (1700) نفس كان معظمهم متمسّكاً بأستار الكعبة. وكانت سيوف القرامطة تحصد رؤوس النّاس من الطائفين والمصلّين وحتّى الذين هربوا من بطشهم إلى الوديان والجبال، فكان النّاس يصيحون عليهم: أوَ تقتلون ضيوف الله؟ فكان القرامطة يجيبونهم: إنَّ من يخالف أوامر الله ليس بضيف له. وقد وصل عدد الذين قُتلوا فى هذه الحملة الوحشية قرابة (30) ألف إنسان، ورمى القرامطة بجثث أكثر هؤلاء فى بطن بئر زمزم ودُفن الكثير كذلك منهم دون أن يُغسلوا أو يكفّنوا.

وفى تلك الحالة التى كان القرامطة يُذبّحون فيها المسلمين ويعملون من جثثهم كومات متراكمة بعضها فوق بعض، كان أبوطاهر ينشد البيت التالى وهو يقف بقرب الكعبة.

وإضافةً إلى المقتلة العظيمة التى أحدثها القرامطة، والوحشية التى اتّبعوها مع الحجّاج، واستيلائهم على أموالهم وأموال أهل مكّة، فقد قاموا بسرقة معظم الحلى والنفائس الموجودة فى الكعبة ومن جملة ما سرقوا ستار الكعبة المشرّفة، وقلعوا بابها ثمّ عمدوا إلى ميزابها لقلعه وأرسلوا واحداً منهم إلى سطح الكعبة لأجل ذلك إلاّ أنَّ المرسل لفعل ذلك سقط من على السطح وخرَّ ميّتاً فى الحال.

وسرق القرامطة الحجر الأسود بعد أن قلعوه بواسطة مقلاع أو فأس وحملوه معهم إلى البحرين، وقد ورد موضوع سرقة الحجر الأسود من قبل القرامطة فى كتب التأريخ جميعاً، وقد أضافت مصادر تأريخية أخرى قائلة: إنَّ أبا طاهر ضَرَبَ الحجر الأسود بفأس كانت بيده وذلك فى محاولة لقلعه، فانكسر الحجر.

وذكر ابن كثير أنَّ أبا طاهر هدَّم القبّة التى كانت موضوعة على رأس بئر زمزم، وهو الذى أمر رجاله بقلع باب الكعبة ونزع ستارها الذى قطعه إرباً إرباً ووزّعه على أصحابه، ثمّ أمر أحد رجاله بالصعود إلى سطح الكعبة لقلع ميزابها فلمّا سقط الرجل من أعلى السطح ومات

انصرف أبوطاهر عن قلع الميزاب، وتوجّه إلى الحجر الأسود وأصدر أوامره إلى رجاله بإخراج الحجر، فعمد أحدهم إلى فأس وبدأ يضرب الحجر به وهو يقول: «أين الطيور الأبابيل، أين الحجارة من سجّيل» ولمّا قلعوا الحجر أخذوه ورحلوا إلى بلادهم.

وجاء فى التكملة لتأريخ الطبرى أنّ القرامطة سرقوا الحلى التى كان الخلفاء قد زيّنوا بها الكعبة وأخذوها معهم، ومن تلك الحلى «درّة اليتيم» التى كان وزنها أربعة عشر مثقالا من الذهب، وأفراط مارية وقرون كبش إبراهيم (عليه السلام) وعصا موسى والموزونة ذهباً، وطبق ووشيعة من الذهب وسبعة عشر قنديلا من الفضّة وثلاثة محاريب فضيّة أقصر من الإنسان بقليل كانت موضوعة فى صدر البيت.

وقيل: إن كثيراً من العلماء المحدثين قتلوا أثناء الهجوم الذى قام به القرامطة على الحجّاج أثناء طوافهم، من جملتهم: الحافظ أبوالفضل بن حسين الجارودى وشيخ الحنفية فى بغداد أبوسعيد أحمد بن حسين البردعى وأبوبكر بن عبدالله الرهاوى وعلى بن بابويه الصوفى وأبوجعفر محمّد بن خالد البردعى «والذى كان يسكن فى مكّة».

وحمل القرامطة الحجر الأسود إلى الإحساء، كما ذكرت المصادر التأريخيّة من أنَّ القرامطة حملوا الحجر الأسود إلى البحرين.

ويعتبر القرامطة أنفسهم جزءاً من الإسماعيلية، ولذا فقد خطب القرامطة فى مكّة باسم عبيدالله المهدى وهو نفسه أبوعبيد الله المهدى الفاطمى العلوى الذى خرج فى أفريقيا، ثم كتبوا إليه كلّ ما حدث فى مكّة، فكتب عبيدالله المهدى جواباً شديد اللهجة إلى أبوطاهر القرمطى يقول فيه: لقد اعترتنى الدهشة والعجب من رسالتك التى بعثت بها إليَّ إذ تمنُّ فيها عليَّ بأنّك ارتكبت جرائم وحشية باسمنا فى حرم الله وأهله، وفى مكان لم ترق فيه قطرة دم واحدة منذ الجاهلية، ولم يُهن أهله أو تُنتهك حرمهم فيه. بل وتجاوزت حدّك بأخذك الحجر الأسود الذى هو يد الله اليمنى فى الأرض فاقتلعته وحملته إلى بلدك. فهل كنت تنتظر منّا الشكر والتقدير على عملك هذا لعنة الله عليك.

وظلّ الحجر الأسود بحوزة القرامطة مدّة (22) سنة فى البحرين، ولم تجد كل المحاولات والمساعى التى بذلها قطبا السياسة الإسلامية (أى القطب العبّاسى فى بغداد والفاطمى فى أفريقيا) من أجل الضغط على القرامطة وإجبارهم على إعادة الحجر الأسود، وقد عرض الخلفاء على القرامطة مبلغاً قدره (50) ألف دينار مقابل إرجاعهم للحجر الأسود، لكنّ القرامطة ظلّوا يخوضون فى عنادهم.

والقرامطة هى فرقة سياسية دينية من غلاة الشيعة أسسها حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلى العقيدة، والإسماعيلية هى أحد الفرق الشيعية المتطرفة وسميت الاسماعيلية نسبة إلى اسماعيل بن الإمام جعفر الصادق.

وكان القرامطة قوة عسكرية بدوية تعتمد فى حياتها على الغارات التى تشنها على الدول المجاورة. وكان القرامطة من ألد اعداء العباسيين. وكانوا على علاقة صداقة فى بادئ الأمر مع الخلافة الفاطمية على أساس أن كلاهما يدينون بالمذهب الشيعى، ثم انقلبوا عليهم.

ويبقى السؤال: هل تنجح الدول الإسلامية فى ردع الهجوم العبثى للحوثيين والميليشيات الشيعية المتكرر على بيت الله الحرام؟ هذا ما تنتظره شعوب المنطقة من منظمة التعاون الإسلامى قبل فوات الأوان.