رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طالب يقضى الفسحة داخل بالوعة المدرسة

بوابة الوفد الإلكترونية

مع شروق الشمس، أيقظت الأم ابنها أحمد صاحب الـ8 سنوات التلميذ بالصف الثالث الابتدائى ليذهب إلى مدرسته بقرية سيف النصر بكفر الدوار وارتدى ملابسه وقام بتجهيز الكتب والكراسات والسندوتشات وسارع إلى مدرسته بكل جد ونشاط وعندما دق الجرس للإعلان عن بداية اليوم الدراسى، سارع أحمد ليصطف فى طابور الصباح وبعد انتهاء تحية العلم صعد إلى فصله مع زملائه وبعد مرور الحصتين الأولى والثانية وبداية الحصة الثالثة حيث سيطر شعور على أحمد بأنه زمن الحصة يطول حيث كان يرغب فى انتهائها سريعاً حتى يخرج إلى (الفسحة) لتناول السندوتشات التى يحبها وبعد مرور الوقت ببطء دق جرس (الفسحة) ونزل التلاميذ سريعاً إلى فناء المدرسة وانتهى أحمد من تناول طعامه وشرب المياه من (حنفية المدرسة)، ثم انطلق يلهو بكل براءة مع التلاميذ أثناء الجرى واللعب سقط فى إحدى فتحات الصرف الصحى حيث تجرى الصيانة داخل المدرسة واختفى داخلها وسط صراخ زملائه وسارع المدرسون إليه محاولين إنقاذه دون جدوى بعد اختفاء أحمد داخل مياه الصرف وتم الاستعانة بـ(سيخ) حديد لإخراج التلميذ وبصعوبة بالغة أمسك أحمد بالسيخ الحديدى وتم إخراجه فى حالة صحية سيئة ونقله إلى أحد الأطباء الذ ى نصح بسرعة نقله إلى أحد المستشفيات العامة لسوء حالته الصحية واحتياجه السريع إلى التنفس الصناعى .

وبالفعل تم نقل أحمد بواسطة سيارة غير مجهزة إلى مستشفى العامرية العام والذى يبعد عن المدرسة بأكثر من 25 كيلو، حيث تم تقديم بعض الإسعافات الطبية اللازمة ثم احتجازه داخل العناية المركزة يصارع الموت ولا يزال يتعلق بخيوط الحياة دون ذنب سوى أنه ذهب إلى المدرسة، مثل زملائه ليتلقى دروس العلم،

ليتخرج شاباً نافعاً مصر بعلمه.

كانت المدرسة قد بدأت مرحلة الصيانة البسيطة منذ عدة شهور، ولم تنته قبل بدء العام الدراسى وأعلنت الإدارة التعليمية بمركز كفر الدوار نقل التلاميذ إلى مدرسة إبراهيم شرف للتعليم الأساسى التى تبعد عن القرية بحوالى 5 كيلومترات حتى يتم الانتهاء من أعمال الصيانة وهو ما رفضه أولياء أمور التلاميذ .

وعقد مجلس امناء المدرسة اجتماعاً طارئاً داخل مكتب مدير المدرسة قبل بدء العام الدراسى بيوم واحد، حيث تم اتخاذ قرار بفتح المدرسة لاستقبال التلاميذ دون إنهاء الإصلاحات ودون حتى إغلاق البالوعات المفتوحة.

وأكد محضر الجلسة رفض أولياء الأمور والأمناء قرار الإدارة التعليمية بنقل التلاميذ إلى مدرسة إبراهيم شرف للتعليم الأساسى لبعد المسافة أكثر من 5 كيلومترات.

ويقبع «أحمد» على سرير العناية المركزة يصارع الموت والخوف من غيابات الجب الذى سقط فيه، ورأى الموت بعينيه، فربما يلفظ أنفاسه الأخيرة فى أى لحظة، فمن سيكون المسئول عن تلك الكارثة، ومن سيعيد حتفه.. وإذا نجا تلك معجزة فهل سيطيح نسيان ما يحدث ويدخل تلك المدرسة ويتلقى دروس العلم ويلعب ويرتع مع أصحابه!