عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ياسر عرفات".. شوكة إسرئيل التي لا تنكسر

ياسر عرفات
ياسر عرفات

عاش ممسًكا بالبندقية مترقبًا للعدو، وفي اليد الأخرى معه الغصن الأخضر ليشيع مبادىء السلام، حتى بات بمثابة شوكة في ظهر إسرائيل لا تنكسر أبدًا، صرخ في وجه الاحتلال ووقف له بالمرصاد، ليُكتب في التاريخ أيقونة النضال الفلسطيني ضد قوات الاحتلال، ويصبح زعيم فلسطيني عشقه شبعه واحترمه العالم أجمع.

 

هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تحل ذكرى وفاته غدًا، حيث رحل في 11 نوفمبر عام، تاركًا ورائه رحلة نضال لا تنسى بلغت نحو 47 عامًا، ومواقف سجلها في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

خلال فترة رئاسته لفلسطين استطاع أن يجمع الشعب على قلب رجل واحد، وعاش وطنه خلال فترة حكمه مرفوع الرأس رغم الاحتلال الإسرائيلي، وبرحيله نكست غزة رأسها وأضحي نزيف القدس لا يتوقف.

 

ولد "عرفات" في القاهرة لأسرة فلسطينية، وكان أبوه يعمل في تجارة الأقمشة داخل حي السكاكيني، حيث قضى مراحل طفولته ومرحلة شبابه الأولى في القاهرة، وتوفيت والدته "زهوة أبو السعود" عندما كان في الرابعة من عمره بسبب قصور كلوي.

 

أنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة، حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته، وفي صباه وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين، وكانوا بوابته لدخول إلى عوالم السياسة.

 

في أثناء حرب 1948 ترك "عرفات" الجامعة، وذهب إلى فلسطين مع غيره من العرب، وسعى للانضمام إلى الجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وانضم إلى الجيش المصري في حربه الرئيسية التي كانت في غزة.

 

وفي عام 1957، أسس مع رفاقه في حركة فتح، أكبر الحركات في منظمة التحرير الفلسطينية عام 1957 وتولى قيادتها بشكل عام.

 

وشهد عام 1969، تغييرًا جذريًا في مسيرته النضالية، حيث ترأس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وبذلك أصبح ثالث من تقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964 بعد "أحمد الشقيري ويحيى حمودة".

 

وأطلق الراحل وقتها مبادرات سلام عدة، بدأت عام 1988، والتي مهد بها لبدء المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية، ووقف وقتها في قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية، وأمام المجلس الوطني الفلسطيني، ليعلن قيام دولة فلسطين، مُمسكًا بيد الرئيس الجزائري آنذاك "الشاذلي بن جديد".

 

وقال عرفات: "إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"، ثم تلا وثيقة السلام، التي خطها الشاعر محمود درويش، إيذانًا بأنها بداية مرحلة جديدة من النزاع مع الحركة الصهيونية لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، وفي تثبيت القدس عاصمة لهذه الدولة.

 

وانتقلت الحالة الثورية من الرئيس الفلسطيني، إلى 105 دولة لتعترف هي الأخرى بقيام دولة فلسطين المستقلة، وتم نشر 70 سفيرًا فلسطينيًا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال.

 

ووقع خلال عام 1993، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحاق

رابين" اتفاق إعلان المبادئ المسمى باتفاقية "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، ووقتها قال الزعيم الفلسطيني جملته الشهيرة: "غصن الزيتون في يدي وبندقية الثائر في يدي، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

 

وفي 1995 وقع عرفات، بمدينة طابا المصرية، على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعدها انتُخِب في 20 يناير 1996 رئيسًا لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة بفلسطين، وحصل فيها على نسبة 83% من إجمالي أصوات الناخبين.

 

وبدأ مشوار بناء الدولة الفلسطينية، عمل عرفات كل ما بوسعه لتجسيد استقلال فلسطين الذي أعلنه في الجزائر عام 1988، ونادى مجددًا بالسلام حين تم توقيع اتفاقية إعلان المبادئ في واشنطن، التي دعا فيها للعمل من أجل إحلال السلام القائم على العدل، لا السلام القائم على الظلم والاضطهاد.

 

ومن مواقفه التي لا تنسى، ما حدث خلال عام 2001، حين أعلن رفضه للمقترحات الأمريكية التي قدمها الرئيس "بيل كلينتون" للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تضمنت التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتحويل القدس إلى مدينة مفتوحة فيها عاصمتان، واحدة لليهود والأخرى للفلسطينيين.

 

وفي نفس العام فرضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة "ارئيل شارون" عليه حصار في مقاطعة في رام الله،  حينها دمرت قوات الاحتلال أجزاء كبير من مبنى المقاطعة، وقصفت المبنى وبداخله الرئيس ياسر عرفات ورفاقه ومعاونيه مرات عديدة بقذائف الدبابات والطائرات.

 

وعندما أبرمت مصر بقيادة الرئيس محمد أنور السادات اتفاقية «كامب ديفيد» مع إسرائيل عارض هذه الاتفاقية والتي كانت تحتوي بنود تعطي الشعب الفلسطيني الحق في إقامة حكم ذاتي داخل الأراضي الفلسطينية.

 

ورحل المناضل عرفات بعد صراع من المرض عام 2004 تاركًا الغصن الأخضر ملوثا بدماء شهداء فلسطين وغزة، التي لا زالت تعاني حتى الآن وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.