رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرهاب وتراجع أسعار النفط يسيطران على اجتماعات "قمة الصلب" بدبى

مؤتمر قمة الصلب بدبي
مؤتمر قمة الصلب بدبي

سيطرت الأوضاع الاقتصادية المتردية والصراعات السياسية والإرهاب فى العديد من البلدان العربية على اجتماعات قمة الصلب والمنعقدة فى دبى والتى يشارك فيها عدد كبير من الشركات العربية المنتجة للصلب ومنها شركات مصرية على رأسها مجموعة عز، والسويس للصلب، ومجموعة العشرى وكيل سابك السعودية فى مصر.

وكشف جورج متى، رئيس قطاع التسويق فى مجموعة عز، فى الدراسة المستفيضة التى عرضها على المؤتمر عن المشاكل التى تعانى منها صناعة الصلب بسبب الصراعات السياسية فى بعض البلدان والإرهاب والتباطؤ الاقتصادى فى العديد من البلدان بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط. وأكد «متى» أن الدول الغنية المصدرة للبترول قامت بالحد من إنفاقها الاستثمارى نتيجة انهيار أسعار الصلب فى منطقة الشرق الأوسط، واستمرت العديد من الدول الأخرى فى التوسع فى استثماراتها فى البنية التحتية والإسكان لتلبية الطلب المتزايد لديها. كما أكد خبير التسويق فى مجموعة عز أن منطقة الشرق الأوسط «17 دولة عدد سكانها 448 مليون نسمة» ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولى تشهد تباطؤاً شديداً فى النمو الاقتصادى مع انخفاض الناتج القومى إلى 3258 بليون دولار، بالإضافة إلى الصراعات السياسية فى العديد من الدول ومنها العراق، سوريا، اليمن، ليبيا مما يمثل تهديداً للمنطقة بأكملها ناهيك عن الانكماش الناتج عن العجز المتسع فى الميزانيات والذى لا يمكن الاستمرار فيه.

وأضاف أن انخفاض أسعار البترول بدأت تظهر آثاره على الدول المصدرة للبترول، وبدأت العديد من دول الخليج تشهد عجزاً فى ميزانياتها مع خفض الدعم الحكومى، والتراجع الشديد فى قطاع الإنشاءات والطاقة والتى تمثل حجز الزاوية فى نمو تلك الدول مشيراً إلى أن تدهور أسعار البترول أثرت بشكل كبير على معدلات استهلاك الصلب فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها لأن العديد من دول المنطقة تعتمد بشكل رئيسى فى مدخلاتها على صادرات البترول. وأوضح جورج متى أن حجم الانكماش فى الأسواق العربية بلغ العام الماضى نحو 1.1% بعد تحقيق معدل نمو قدره 6.2% فى عام 2014 كما ساهمت الأوضاع السياسية الصعبة فى العراق وسوريا واليمن فى انخفاض الطلب على منتجات الصلب، ومن المتوقع أن تعاود المنطقة نموها مرة أخرى العام القادم حيث تشير التنبؤات إلى أن حجم الطلب على منتجات الصلب النهائية ستصل إلى 53 مليون طن بنهاية العام الحالى 2016، وستعاود الارتفاع إلى 55 مليون طن العام القادم.

وعن استهلاك الصلب فى منطقة شمال افريقيا أكد جورج متى أن مصر ستقود عمليات النمو للصلب فى منطقة شمال افريقيا خلال العامين القادمين وبمعدل سنوى يصل إلى 4% بدافع النمو الهائل فى قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل والإسكان، مشيراً إلى أن من بين هذه المشروعات، مشروع تنفيذ أول محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية فى المنطقة العربية والتى ستقام فى منطقة الضبعة غرب الاسكندرية بقدرة 4 ميجاوات بتكلفة 4 مليارات جنيه وهو المشروع الذى من المتوقع أن يخلق طلباً كبيراً على حديد التسليح، ومن المنتظر أن يصل استهلاك المنطقة من الصلب إلى 24.4 مليون طن العام القادم وبمعدل سنوى قدره 7%. وقال جورج متى أن تقديرات مؤسسة ميتال بوليتان لأبحاث الصلب أكدت أن أهم أسواق الصلب فى المنطقة هى إيران، والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وتمثل هذه الدول نحو 70 % من إجمالى استهلاك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذى يصل إلى 50 مليون طن.

ومن جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد العربى للصلب محمد الأشقر أن الأوضاع الاقتصادية تغيرت تماماً بدءاً من عام 2013، فلم يعد سوق الصلب سوق طلب بل أصبح سوق عرض وقفز انتاج الصلب العالمى إلى ما يزيد على 1.6 مليار طن عام 2015 وقفز إنتاج الصين إلى ما يقرب من 50% من إنتاج الصلب العالمى... ونظراً للتباطؤ فى معدلات النمو فى الصين الذى هبط إلى أقل من 7% عام 2014

بعد أن بلغ 10% عام 2013 وما قبلها. وأضاف أن التباطؤ يعود إلى تحول اقتصاد الصين من اقتصاد استثمارى يعتمد على الاستثمار فى المشروعات الصناعية إلى اقتصاد يعتمد على الاستهلاك والخدمات وبالتالى انخفض حجم الطلب على منتجات الصلب فى الصين مع التوسع الذى تم فى الاستثمار فى هذه الصناعة خلال السنوات الأخيرة وقد قدر خبراء الصلب والمراقبون أن الطاقة الإنتاجية الفائضة للصلب فى الصين تتعدى 300 مليون طن ومنهم ما قدر تلك الطاقة الفائضة بما يزيد على 400 مليون طن.

أضاف أن سوق الصلب فى الصين أصبح يعانى من فائض فى الإنتاج هذا الفائض يتم تصديره لدول العالم بأسعار منخفضة وأن صناعة الصلب تأثرت على مستوى العالم بحجم صادرات الصين من الصلب والذى بلغ 55 مليون طن عام 2013 ثم ارتفع إلى 93 مليون طن عام 2014 ثم قفز إلى 112 مليون طن عام 2015 ومرشح للزيادة عام 2016 ولكن بنسبة طفيفة وكل ذلك انعكس على صناعة الصلب العالمية فى أغلب دول العالم، بالإضافة إلى المشاكل الأخرى التى تعانى منها صناعة الصلب العالمية والتى تعود إلى مجموعة أسباب منها ما قد يعود إلى أسباب داخلية تخص كل دولة مثل ارتفاع أسعار الطاقة ونقص العملة الأجنبية وعدم توافر الخامات للتشغيل ومنها ما قد يعود إلى أسباب خارجية وهى التى تهمنا وهى الطاقة الإنتاجية الفائضة والتباطؤ الاقتصادى الذى يضرب دول العالم والذى يتسبب فى انخفاض الطلب على الصلب مع تباطؤ معدل النمو فى الطلب على الصلب فى أغلب الدول الصناعية.

واتفق المشاركون على ضرورة تكاتف الدول العربية بهدف تطبيق القواعد والتشريعات التى أصدرتها منظمة التجارة العالمية (WTO) التى تمنع دخول أى منتجات مغرقة غير مطابقة للمواصفات والمنخفضة السعر وخاصة المدعمة من حكوماتها والتى تضر بصناعة الصلب المحلية وتصدر إلى أسواقنا العربية، واتفقوا على وضع عدة تدابير تضمن استقرار وضعها والمحافظة على حصة مبيعاتها فى السوق المحلى وذلك يستدعى من الأجهزة المعنية بقضايا الإغراق والحماية ووزارات التجارة والصناعة بالدول العربية أن تساند وبشكل قوى صناعة الصلب العربية وحمايتها من منتجات الصلب المغرقة من خلال القواعد التى أصدرتها منظمة التجارة العالمية.

ومن جانبه أكد خالد بسام رئيس الاتحاد العربى للصلب أن العامين الماضيين شهدا انخفاضاً شديداً للغاية فى النمو الاقتصادى فى غالبية الدول العربية، وانخفضت أسعار الصلب بشكل كبير ما جعل الشركات المنتجة غير قادرة على المنافسة وساعد على ذلك عدم وجود حماية للشركات المحلية فى غالبية الدول العربية المنتجة للصلب.