رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ترامب" على أبواب رئاسة أمريكا "مسيح" أم "هتلر"جديد؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تقول الجملة الشهيرة «إن تاريخا يحترم نفسه، لا يكرر نفسه، لكن يبدو أن التاريخ «غير محترم» فعلا، إذ إنه يكرر نفسه بشكل مبتذل ويستعيد «أقذر» مشاهد النصف الأول من القرن العشرين، سواء من خلال الأزمة الاقتصادية التى ضربت العالم وقتها فى الثلاثينات، أو في صعود النازية في أوروبا مما أسفر عن حربين عالميتين وملايين القتلى. هنا ـ في الجنوب ـ وفي مصر تحديدا- قلب العالم جغرافيا على الخريطة- لسنا بمنأى عما يحدث هناك في الأعلى، في الشمال، إذ سينعكس فوز اليمين ممثلا في المرشح الجمهوري دونالد ترامب علينا وعلى المنطقة والعالم كله سياسيا واقتصاديا وثقافيا. أنصاره يرونه «مسيحا» سيخلصهم من أزماتهم المالية الطاحنة، ويعيد أمريكا «عظيمة» بعد ترنحها مؤخرا على غير هدى، ويوقف المهاجرين عند «حدهم وحدودهم»، بينما يراه معارضوه مجرد «هتلر» جديد  وعلامة انحطاط  نبتت في الفجوة السياسية والأخلاقية التي يشهدها العالم حاليا خلال رحلة عبوره الدامية من قرن إلى قرن.

لكن مهلا.. هل هذه الصفات السلبية التي يراها فيه رافضوه، ستخصم من فرصة فوزه بكرسي الرئاسة؟.. الإجابة: لا، للأسف.

إنها تدعم صعوده، لأنه باختصار «رجل مناسب» لـ «زمن منحط».

يقول محللون: «يحسده الملايين على ثروته، محبوب فعلاً لأنه متسلّط، لأنه لعوب ومحتقر للنساء، ومتهرّب من الضرائب، وبلطجي لا يقبل أن يقف في وجهه أحد،

وفوق كل ذلك، يكره المهاجرين اللاتينيين والمسلمين. إنه يجسّد شريحة واسعة جدا من الأمريكيين، فهو نموذج يمكنك الوقوع عليه في الكثير جدا من أفلام هوليوود التي تمجّد الحصول على المال بأي طريقة. إنه حلم الجمهور الأمريكي العريض الذي استيقظت غرائزه العنصرية ضد العالم!».

هذا الملف ليس دفاعا عن الديمقراطيين مقابل الجمهوريين، لأننا نؤمن بأن اختلافات الأحزاب السياسية الأمريكية شكلية لا جوهرية. إنه محاولة لرسم «سيناريو» لشكل العالم في الفترة القادمة في حالة فوز «ترامب» الذي يمثل الضمير الفج لليبرالية المتوحشة، خاصة في ظل إفلاس الطروحات البديلة وعلى رأسها اليسار، وتشييع جثة الليبرالية إلى مثواها الأخير.

فى النهاية، بالنسبة للعرب، فإن «أمريكا هى أمريكا».. إذ تثبت كافة المآسى العربية السابقة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة بأنه لا فرق بين «جمهورى» ولا«ديمقراطى».. لا فرق بين «ترامب» أو«هيلارى».. لا يسكن «البيت الأبيض» إلا «قلب أسود»