عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على شعب "الأورومو" التي استدعت إثيوبيا سفير مصر لأجلهم

شعب الأورومو- أرشيفية
شعب الأورومو- أرشيفية

على وقع الأزمات الكثيرة التي تشوب ثوب العلاقة بين مصر وإثيوبيا، طفت على السطح أزمة ليست بجديدة، وهي اتهام أديس أبابا للقاهرة بدعم الجماعة الإثيوبية المسلحة المعروفة باسم ‏‏"جبهة تحرير أورومو"، التي تقود الاحتجاجات ضد الحكومة الإثيوبية.

 

البداية.. كانت مع الاحتجاجات التي اشعلها شعب "الأورومو" في العاصمة الإثيوبية بداية الأسبوع الماضي وحتى الآن، وهي من الجماعات التي تعتبر مسلحة في دولة سد النهضة، إلا أن دخول مصر على خط الأزمة زاد الأمر سوءًا.

 

طالت الأزمة القاهرة، بعدما بث على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو لإحد المصريين يعلن دعمه لجبهة تحرير "الأورومو"، ظهرت فيه عناصر من الجبهة تقف بجانبه.

 

وتطور الأمر سريعًا، اليوم، بعدما أعلنت السلطات الإثيوبية، استدعاء السفير المصري في أديس أبابا، أبو بكر حنفي، للتشاور معه حول مصر تلك الجماعة، والشائعات التي ترددت بشأن دعم مصر لها.

 

ومن جانبها، نفت وزارة الخارجية المصرية على لسان المتحدث الرسمي باسمها، المستشار أحمد أبوزيد، ما نقلته وسائل الإعلام، بشأن دعم مصر تلك الجبهة "الأورومو"، مؤكدة على مبدأ مصر الثابت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكن يظل التساؤل من هي جماعة "الأورومو" التي تسبب في تلك الأزمة؟.

 

"تعريفها"

هي جماعة عرقية، تشكل واحدة من كبرى العرقيات في إثيوبيا، وتحتل مناطق كثيرة من إثيوبيا، وتوجد أيضًا في شمال كينيا ومناطق في الصومال، ويبلغ عددها 30 مليون نسمة حول العالم.

 

وتعاني تلك الفئة العرقية من الاضطهاد والتهميش من قبل الحكومة الإثيوبية بالرغم من أنها تمثل الأغلبية، كما أن السلطات تسعى في الوقت الحالي إلى توسيع العاصمة أديس أبابا على حساب أراضي "الأورمو"، وترفض تعيينهم في الهيئات الحكومية أو مشاركتهم في الحياة السياسية.

 

"أين يعيشون؟"

يقطن "الأوروميون" في إقليم "أوروميا" الذي تبلغ مساحته نحو 600 ألف كيلومتر مربع، وهي واحدة من 9 أقاليم في إثيوبيا تم تقسيمها على أساس عرقي،  يحده من الغرب السودان، ومن الشرق جمهورية الصومال، ويعتمد اقتصاد سكان الإقليم بشكل أساسي على الزراعة، وتربية الماشية، والمناجم، والسياحة.

 

"تواجدها في إثيوبيا"   

تمثل هذه الفئة في إثيوبيا نحو 40% من عدد سكانها، ثم قبائل الأمهرة الذين يمثلون 27% من عدد السكان ويسيطرون على السلطة في تحالف مع قبائل التيجري التي تضم 6% من المواطنين، وتسيطر على المفاصل القيادية بالدولة.

 

"ديانتها"

يدين نحو 80% منهم بالإسلام، كما يوجد بها مسيحيون أرثوذوكس وبروتستانت، وينتمي بقيتهم لمعتقدات إفريقية محلية تختلف حسب الفكر والتعليم والمستوى الاجتماعي لكل فئة عن الأخرى.

 

"أصلها"

تنتمي الأورومو في الأصل السلالي إلى "العنصر الحامي" المعروف باسم "الشعوب الكوشية" إلى جانب القومية "الصومالية" و"العفرية"، حيث أن لها لغتها الخاصة بها والمختلفة عن "الأمهرية"

التي هي اللغة الرسمية في إثيوبيا.

 

"تاريخها"

"الأورومو" في مقدمة الشعوب التي استوطنت منطقة القرن الأفريقي منذ القدم، وخضعوا على مر التاريخ لدول وممالك عديدة، كان أبرزها الممالك الإسلامية التي حكمت المنطقة قرونًا إثر دخولها الإسلام إليها.

 

وفي العصر الحديث تعود بداية تكون الدولة الإثيوبية وتشكلت الدولة من عرقيات مختلفة تحت هيمنة عرقيتي  الأمهرية والتيجراي اللتان تنتميان في معظمهما إلى المسيحية.

 

ومنذ ستينيات القرن العشرين حاولت جماعات من ناشطي الأورومو إعادة صياغة مفهوم هويتهم الوطنية برفض الهوية الوطنية الإثيوبية والمطالبة بنظام القومية.

 

"صراعها مع السلطة"

منذ تسعينات القرن الماضي تخوض شعوب الأورومو غمار حرب مع السطات الإثيوبية، والتي اشتد خلال الـ9 أشهر الماضية، حيث تستهدف الحكومة الإثيوبية القضاء عليهم بسبب تخوفها من كثافتهم السكانية، وانتشار ديانتهم الإسلامية، وتمسكهم بحق القومية وتحقيق مبدأ تقرير المصير.

 

وتشير إحصائيات منظمة "هيومن رايتس" إلي أن تعداد الأورومو في فترة الاستعمار حتى عام 1900، كان 10 ملايين نسمة، وانخفض إلى 5 ملايين، نتيجة عمليات القتل التي تعرض لها الأوروميون على يد إثيوبيا.

 

"أشهر احتجاجات الأورومو"

 

ودومًا ما تنظم تلك الفئة احتجاجات عنيفة في شوارع إثيوبيا، وتعد التظاهرة التي نظموها خلال نوفمبر عام 2015 من أعنف احتجاجاتهم، حيث بدأت في منقطة "جينكي" التي تقع على بعد نحو 50 ميلًا غرب العاصمة الإثيوبية، وسرعان ما توسعت الاحتجاجات لتصل لأكثر من 130 بلدة في أوروميا.

 

وظهرت في تلك الفترة بعض الصور المروعة لضحايا المتظاهرين، جراء عنف الشرطة الإثيوبية وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة قتلت ما يزيد عن 75 شخصًا من الأورومو.

 

"جبهة التحرير"

وفي عام 1973، أسست تلك الجماعة جبهة تحرير مسلحة، تطالب باستقلال إقليم أوروميا من إثيوبيا، وتطالب بتطبيق نظام القومية العرقية، كما أنها ترفض إقامة سد النهضة الإثيوبي.