رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسرح التليفزيون فى ذمة الله

المسرح المصري
المسرح المصري

شهدت فترة الستينيات ازدهار المسرح المصرى، مما جعل الدولة تهتم بوجوده وضمه إلى التليفزيون المصرى، فتم تأسيس 10 فرق مسرحية تحتوى على كبار النجوم فى ذلك الوقت، واستمر التليفزيون فى تقديم تلك الأعمال حتى فترة قريبة، ثم خفض ميزانية إنتاج عروض مسرحية حتى اختفت تماماً، دون أن يشعر بها أحد أو السؤال عن أسباب اختفائها، حتى جاءت أزمة عرض خطاب قديم للرئيس عبدالفتاح السيسى مع محطة أمريكية الذى عرض مؤخرًا على شاشات التليفزيون المصرى، لتكشف عن غياب الإدارة فى ماسبيرو، وأنه يعيش فوق بحيرة من الأزمات والكوارث التى لا ينظر إليها أحد.

اتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى وقت قريب كان يقود الإعلام العربى من المحيط إلى الخليج واستطاع خلال فترة ريادته أن يقدم لنا مجموعة من أهم الأعمال المسرحية والبرامج التى ما زلنا نحكى ونتحاكى عنها، وما زالت تعيش فى وجدان المشاهد العربى المصرى، لكنها للأسف ضاعت ولم تعد سوى ذكريات.. فى هذا التحقيق تحدثنا مع مجموعة من المسرحيين عن أزمات ماسبيرو وكيف يخرج من كبوته حتى يعود منارة كما كان يضىء الساحة العربية، ويقدم مجموعة من الأعمال المسرحية من جديد ليعود للمنافسة.

عصام السيد: الفضائيات الخاصة تتحكم فى أذواق الجمهور

يقول المخرج عصام السيد: مسرح التليفزيون نوعان الأول هو من يعرض على جمهور وتذاع على الشاشة، والآخر تسمى مسرح التليفزيون «تلى ثيتر» ويتم تصويرها داخل استوديو دون جمهور، ونحن فى مصر نقدم النوع الأول، وفى فترة الستينيات كان يوجد ضرورة لتغطية ساعات الإرسال، لذلك كان هناك 10 فرق مسرحية تابعة للتليفزيون، يقدمون أعمالاً خصيصًا له.

وأضاف: فى 2004 كنت مسئولاً عن تقديم عروض مسرح التليفزيون، وكان حسن حامد، رئيس الاتحاد فى ذلك الوقت، وعلى مدار 11 شهرًا قدمت 8 عروض مسرحية تم عرضها على مسرح يوسف السباعى بجوار الكلية الحربية، وكان أبطال هذه العروض نجومًا كبارًا منهم: نور الشريف الذى قدم مسرحية «يا غولة عينك حمرا» وعرض آخر لـ«لوسى» وندى بسيونى وعدد من الوجوه الشابة فى ذلك الوقت، وللأسف لم تعرض جميع المسرحيات حتى تلك اللحظة، وتوقف المشروع بمجرد رحيل حسن حامد، برغم أنه فى إحدى جلساتى معه قال لى إنه بمجرد عرض المسرحية على الشاشة تغطى تكاليفها لأنها تشغل ساعات إرسال.

وأشار إلى أن التليفزيون الخاص أصبح يتحكم فى أذواق الجمهور، وقال: الدليل على ذلك بعد ثورة يناير كانت برامج «التوك شو» التى تجلب الإعلانات، وهناك محطات تليفزيونية، تقوم على برنامج، بعد 30 يونية تراجعت نسبة المشاهدة على تلك البرامج، والمشاهد أصبح يطلب الكوميديا، سواء برنامج أو مسرحية، لذلك نجد الكثير من البرامج الكوميدية ظهرت.

وواصل حديثه قائلاً: عودة مسرح التليفزيون فى ذلك الوقت مهم جدًا ولكن بشروط، أن يخرج من تحت سيطرة الموظفين، وتكون عروضه متنوعة ليس شرط كوميدية فقط، وبكل حزن أقول إنه لم يعد هناك أحد يشاهد التليفزيون المصرى، وأصبح خرابة ووجب نسفه.

مازن الغرباوى: خارج إطار المنافسة

يقول الفنان مازن الغرباوى، ممثل ومخرج مسرحى: التليفزيون المصرى هو صاحب ضربة البداية فى العروض المسرحية، أما الآن وفي ظل وجود منافسة شرسة بين الفضائيات فهو خارج إطار المنافسة لأنه أكبر من ذلك، فالقنوات الخاصة هدفها هو الربح دون النظر إلى المضمون

وجودة ما يقدمونه طالما سيعود عليه بالمال الذى أنفقه.

وأضاف: التليفزيون المصرى يمكنه أن يقدم عروضًا متنوعة على عكس ما تقدمه القنوات الخاصة، ولكن بشرط أن تكون العروض التى يتم تقديمها لها كيان إدارة منفصل عن ماسبيرو بكل مكوناته الإدارية والمالية والفنية لكى لا يتكرر ما حدث فى أن يتم وقف المشروع بمجرد تغيير الإدارة، حيث حدث ذلك منذ سنوات وتم تكرار الأمر مؤخرًا من جديد.

وأشار إلى أن التليفزيون عليه تقديم عدد من الأعمال المسرحية، لأنه أحد أنواع الفنون المطلوبة والتى لها دور توجيهى وتوعوى، وقال: ذلك المشروع لو تم بشكل صحيح سوف يدخل أرباحًا كبيرة للدولة خاصة لو أن تلك العروض تقدم بتذاكر.

هشام عبدالخالق: لا بد من إدارة جديدة

ويقول المخرج هشام عبدالخالق، الذى يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية: لم يعد هناك مسرح حقيقى فى مصر ولا يوجد من ينتج مسرح، والتجارب الموجودة على الساحة تعتمد على «الإفيهات»، وهذا ليس مسرحًا، فقديمًا عندما كان يقدم سمير غانم أو سيد زيان وغيرهما عروضًا مسرحية كان لديهم قصة تدور حولها أحداث المسرحية، وكانوا يستغلون تلك الأحداث لإضحاك الجمهور دون ابتذال، أما ما يقدم الآن فهو «عك»، وليس موجودًا فى تصنيف العالم.

وأضاف: كل ذلك فى ظل وجود مجموعة كبيرة من الشباب تعمل فى الظل ولا يلقى الضوء عليها يحاولون تقديم مسرح حقيقى، ولكن بسبب الظروف الإنتاجية والميزانية المحدودة لمسرح الدولة لا يجدون الدعم المطلوب، لذلك هناك فرصة جيدة لهم، فى أن يرعاهم ماسبيرو، مع إنى أشك فى ذلك لأنهم لم يطوروا فى شكل البرامج التى يقدمونها، فما بالك المسرح.

وأشار إلى أن الدولة لو قدمت مسرحًا تليفزيونيًا سوف يكون نسخة من مسرح أشرف عبدالباقى، وقال: لا بد من إدارة جديدة داخل ماسبيرو تقوم بإنتاج برامج على مستوى المحطات الأخرى، ويكونون حياديين، فمثلًا محطة الـ«بى بى سى» برغم من أنه تليفزيون حكومى يقف على الأحداث بكل حيادية، وهذا ما يجب أن يتم مع العروض المسرحية أن تكون بعيدة عن الإدارة لكى لا تتأثر بسياسة الدولة، بجانب أن جودة الصورة فى ماسبيرو أصبحت قديمة جدًا وعفا عليها الزمن.