رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلب من حجر

بوابة الوفد الإلكترونية

كنت أعيش مع أسرة بسيطة وفقيرة، وعندما تقدم «خالد» لخطبتى، وكان يعمل فى تجارة المواشى، سألنا عنه فمدحه ذووه ومعارفه، فوافقت عليه وتزوجنا، كنت أراه دوماً فى بداية زواجنا هادئاً وكنت أحسد نفسى عليه، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث بدأت كل الأشياء والمشاعر الجميلة تزول، وتحول زوجى إلى شخص آخر حيث عصبيته الزائدة وتكسيره لأثاث المنزل فكنت أفسرها بأنها بسبب ضغوط العمل والمعيشة، لكنها زادت فكان يثور لأتفه الأسباب فيكسر كل شىء ويرفع صوته ويضرب ويسب، مع العلم أنها مجرد نقاشات بسيطة بينى وبينه وبمجرد أن أعترض يتصرف كالأطفال فيصرخ ويدفعنى بقوة، ويتلذذ بحزنى وقهرى، وبعدها بدقائق كنت أراه يجلس يبكى ويعتذر لى وبعدها بساعات قليلة يعود لنفس التصرفات، وتعودت على طباعه بعدما أنجبت منه طفلاً، وكلما قررت الانفصال تراجعت خوفاً على مصير ابنى، ولكن تصرفات زوجى الجنونية كانت تزداد، حيث إنه إنسان لا يبالى ولا يتحمل المسئولية، ولا يقدر جهدى فى البيت.

ثم جاءت المفاجأة فاكتشفت مؤخراً أنه مريض نفسى ويتناول حبوباً للاكتئاب، وأن أسرته أخفوا عنا أنه يعالج نفسياً منذ صغره وأنه لم تستقر حالته إلا من سنتين فقط، ووقفت بجانبه حتى أتمكن من علاجه وإخراجه من تلك الحالة، هيأت له كل ما يستلزم من حياة جميلة، وتحملت وصبرت على ما يفعله بعدما نصحنى أحد الأطباء بمساعدته للخروج من هذا المرض النفسى. وفى النهاية يكون ذلك جزائى.. أن يقتل ابنى.

نعم.. لقد قتل ابنى وابنه.. تركت ابنى نائماً وذهبت لشراء لوازم البيت من

السوق.. رجعت لقيته ميت.. لم أتخيل أبداً أن والده سوف يقتله...

دفعت ثمن صبرى عليه غالياً.. فقدت ابنى الوحيد الذى تحملت من أجله تصرفات أبيه الحمقاء.

صرخات الجيران تصم أذنى وأنا فى طريقى للبيت.. ماذا حدث.. اقترب.. وتقترب الصرخات.. إنها تصدر من بيتى.. لماذا حدث.. ينقبض قلبى.

أشق الزحام متسائلة والعيون تراقبنى فى شفقة والأيدى تربت على أكتافى.. ماذا حدث.

ادخل إلى البيت ليصدمنى المشهد المروع.

ابنى.. فلذة كبدى ملقى على السرير بكامل ملابسه، ملفوفاً ببطانية وقد وضعت على رأسه وسادة.

اقترب فى ارتياع وأنا لا أكاد أفهم.. تمتد يدى المرتعشة لتبعد الوسادة عن رأسه.. تقابلنى عيناه المفتوحتان وقد فارقتهما الحياة.

لاااااا

من فعلها.. من قتل ابنى.. من حرمنى من حلمى.. من...

- أنا.

يشق الصوت قلبى.. من.. أبوه.. أنت من قتلت ابنك.. كيف؟.. ولماذا؟.. وكيف طاوعك قلبك الحجر؟

- أيوه أنا اللى قتلته... خنقته عشان أزعجنى كان بيبكى ومش راضى يسكت.

لفيته بالبطانية، ووضعت على فمه وسادة السرير وجلست عليه لمحاولة إسكاته عن البكاء، ولم أتركه إلا بعد أن سكت.

قتلته.. قتلته.