عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيدات أعمال وتُدرن عقارات.. "الوفد" تقتحم عالم "المتسولات"

بوابة الوفد الإلكترونية

المتسولات.. فرقتهن ظروف الحياة، وجمعتهن مهنة واحدة، يجلسن أمام  أحد المساجد، منتظرات ما تجود به أنفس المارة عليهن من أموال، مُدعيات أنهن غير قادرات على الكسب، أو يدعين وفاة عائلة أسرهن، أو بالفعل هن بحاجة للمساعدة، تلك هى يوميات المتسولات في مصر والتي أصبحت للأسف ظاهرة.

 

أمام مسجد المغفرة بالعجوزة.. أسلوبًا جديدًا من أساليب النَصب، تمارسه تلك السيدات، فأثناء مرور محررات الوفد، بالشارع عقب صلاة الجمعة، وجدتا تجمهر يشبه الوقفات الاحتجاجية، فضولهن الصحفي جعلهن علي الفور يتوجهن صوب مسجد بالعجوزة، ولكن ما تم رصده لم تكن وقفة احتجاجية، ولكن مجموعة من السيدات المتسولات يجلسن أمامه للحصول علي شئ من المال و الطعام، عرفنا ذلك من خلال ملاحظتنا لمحادثات جانبية تدور بين المتسولات، فعلى سبيل المثال إحدي المتسولات قامت بالاتصال بفتاة ما قائلة: "اللحمة خلصت تعالي علشان تلحقي الفلوس"، و أيضًا لبعضهم البعض: "إنتي أخدتي كام"، فترد أخرى: "مجمعتش غير 100جنيه".

 

ما أكد لنا أنهم مُدعين عندما أستوقفتنا إحدى المتسولات عرفت نفسها باسم "أم محمد" وذلك لممارسة مهنتها في الحصول على الأموال أو الطعام، فأكتشفنا من خلال حديثنا معها، أن معظم السيدات المتواجدات أمام المسجد، يملكن عقارات أو أموال بالبنوك وشقق، أو أنهن يحصلون على معاش اجتماعي وميسورات الحال و لسن بحاجة للأموال.

 

وعلي جانب آخر، وجدنا أن هناك بالفعل بعض السيدات بحاجة فعلية إلى مساعدة من المسؤولين، و النظر إليهن بعين الرحمة ولكن هن قلة في وسط عشرات السيدات هناك.

 

" أنا عمري في حياتي ما مديت إيدي لحد".. بصوت خافت كسرته الحَوجة قالتها أم محمد، السيدة الخمسينية، و تجلس ضمن السيدات المتراصات حول أسوار المسجد، ترتدي عباءة سمراء وخمارًا طويل، بجانبها حقيبة تضع فيها أغراضها  وتستخدمها وسادة وقتما تشعر بالإجهاد.

 

فمنذ ريعان شبابها وهي تجتهد للحصول على "لقمة العيش"، حتى أعجزها المرض وأسكنها بجوار الأسوار، لم تكن أم محمد كباقي المتسولات، تمتهن التسول منذ الصغر، بل لجأت إليه عقب إصابتها  بمرض "سرطان الثدي" الذي فاجئها منذ خمس أعوام مضت، واشترط عليها الأطباء، عدم القيام بأي مجهود يذكر، واضطرت بعدها إلى أن تتخلي عن عملها كخادمة في البيوت لتصير متسولة "على باب الله"، على حد وصفها  لتكفل أسرتها.

 

لم يكن التسول، أول باب طرقته  أم محمد، عقب أزمتها، فتروي أنها لم تترك أساس في المنزل إلا وباعته حتي أوعية الطهي، أما عن زوجها، فتقول"سابني أنا وعيالي وراح اتجوز ومسألش علينا من بعدها ".

 

المتسولون أغلبهم أصحاب عقارات.. عبارة قالتها السيدة الخمسينية، متحدثة عن زميلات مهنتها، حيث قالت: "خمس سنوات بجوار الأسوار، كشفت لي الكثير عن عالم التسول الذي لم أسلكه بإرادتى"، لتكشف لنا أثناء حديثها، عن حقيقة الكثير من المتسولات بجوارها، مؤكدة  امتلاكهن للعقارات والأراضي، مشيرة إلى أن أغلبهن ميسورات الحال ويدعين الفقر.

 

 وتابعت أن المسجد التي تقف بجواره يقع في منطقة راقية هناك بالقرب من ميدان "سفنكس" إلى حد ما، والمترددون على المسجد أغلبهم من الطبقات الراقية، كما وصفت

أم محمد،  وذلك مايفسر تجمهر السيدات المتسولات هناك.

 

"في اللي بيدي خمسة جنيه، وفي اللي بيدينا خمسين، كل واحد ومقدرته، وفي ناس بتدينا لحمة وفراخ وناس بتوزع علينا وجبات".. عبارة قالتها سيدة منتقبة، كانت تجلس بجوار أم محمد، مؤكدة أن هناك الكثير من السيدات المتواجدات يمتلكن عقارات وعمارات بالإيجار، ولكنها مهنتهن منذ الصغر ولم يعد لديهم بديل لها، فهي لديهم كالهواء المستنشق لاستمرار الحياة.

 

متسولات مسجد "المغفرة" يديرون شقق مفروشة

و أستمرينا في الحديث مع هؤلاء السيدات فتوجهنا لسيدة أخرى وتتدعى " أم حسين" تبلغ من العمر 70 عام، فتروي عن الأسباب التي دفعتها للتسول منذ عام قائلة: "أنا معاشي 150 جنيه ومش مكفي و مفيش حد من أولادي بيسأل عليا و لا بيقولي عاملة أيه".

 

 وبوجه حفر الدهر عليه آثاره، تستكمل السيدة السبعينية في لوعة: "أنا مش عارفة أزور بناتي لأن لازم أروح بكيس فاكهة وزيارة و أنا مش معايا عشان كده قطعت ومبقتش أشوفهم"، متابعًة إنها بذلت ما بوسعها للحصول على لقمة عيش حلال لكن "الصحة علي القد" فلم تجد طرق أخرى للعيش في هذه الظروف سوى التسول.

 

وتتضيف أم حسين: "بقيت أجي كل جمعة قدام المسجد و أهل الخير بيساعدوني بحتة لحمة أو أي قرش يسند و بقالي أكتر من سنة علي الحال ده".

 

وعند سؤالها عن قصص باقي النساء الأخرىات، التي تجلس برفقتهن عند المسجد، أوضحت أن هؤلاء قد أتين من مناطق مختلفة وبعيدة من شبرا وحلوان و الوراق، وغيرها من الأماكن على حد وصفها، ليجلسوا في هذا المكان تحديدًا نظرًا لأنهن  كُنا يعملن بشقق مفروشة لخدمة العرب أثناء إقامتهم بمصر في العجوزة، و عند مغادرتهم يحصلون على راتب منهم، معلقة: "يعني هما عارفين المكان أكتر مني علشان كده جم هنا".

 

 وتابعت: "لا أعلم ما إذا كانوا بحاجة لأموال بالفعل أما لا"، بصوت متوتر قالت: "أنا معرفش هما معاهم فلوس و لا الشغل دمر صحتهم ومش معاهم، أنا معرفش حاجة عنهم".