رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد..نعيم: 16 عامًا أذوب عشقًا في عرائس الماريونيت

الفنان أحمد نعيم
الفنان أحمد نعيم

"العروسة دى أحلى حاجة  فى الدنيا بلعبها وبسمعلها وأكلمها كمان" بتلك العبارات المبهجة بدأ حديثه المشوق عن عالم العرائس الذى كان له أثر كبير فى مشوار حياته بداية من عرضه لـ"مسرحيات الشوارع" أى اللعب بالعرائس فى الساحات عامة، وصولاً لرئيس مسرح العرائس بساقية الصاوى.

إنه الفنان "أحمد نعيم" الذي يتعامل مع عرائسه وكأنه يداعب طفلته الصغيرة فينحتها برفق حتى لا تتأذى ملامح وجهها، ومن ثم يتأمل فى ملامحها ليخرج منها لوحة فنية رائعة لتجسد شخصية في مسرحية وكأنها من بنى البشر، بل أفضل فهو عالم خالٍ من الشحنات والضغائن والصراع على المال والسلطة والجاه.

وبعد انتهاء دور العروسة لا يقوم نعيم بإلقائها فى الخزانة، بل يوجد غرفة مخصصة لهم ليحتفظ بذكريات شخصياتهم والتى لا تغيب عن مخيلته، كونه يتحدث معهم كل يوم ويحكى لهم.

فخلق نعيم بينه وبين عرائسه حالة من التواصل الذاتى فيشعر بفرحهم وحزنهم بمجرد النظر إليهم لبضع دقائق ولا ينسى أن يلقي السلام عليهم كل صباح.

وبوجه بشوش وضحكة لم تفارقه طوال الحديث، أوضح "نعيم" أن عالم العرائس بحاجة لدراسة كبيرة والسيرعلى نهج الدول الغربية لتطورها في هذا الفن، قائلاً "اتعلمت فن تصنيع ونحت العرائس لما سافرت لندن وكانت أهم خطوة ليا وأستفدت منها كتير".

أنا خوخة

واستطرد محرك العرائس، أنه يعمل في فن صناعة العرائس منذ عام 2000، فبدأ بصناعة عرائس الجوانتى والمشاركة ببرنامج "عالم سمسم" للأطفال، فكان هو المسئول عن تحريك العروسة خوخة، علاوة على عمله فى إحدى الفرق التى تقدم مسرح شارع للأطفال.

وفى عام 2006 قرر"احمد نعيم" بالبحث والدراسة حول عالم العرائس لأن لها سحرها الخاص وتأثيرها القوى على الأطفال والكبار، قائلاً:" أنا لاقيت نفسي فيها وحبيت اكمل حياتي معاهم وده مأثرش على حياتي الشخصية فأنا متزوج وليا حياة ولكن العرائس نكهة مختلفة".

وتوجه لساقية الصاوى لاستكمال مشواره فى نحت وتصميم العرائس، وأعطاه ذلك فرصة المشاركة في صناعة وتصميم كم هائل من العرائس والمشروعات مثل مشروع "أم كلثوم" حتى وصل لمنصب مدير مسرح العرائس بها لعام 2008.

وأشار أن هناك من يشاركه فى الأفكار واختيارالتصميم و الألوان والملابس المناسبة للعرائس.

"زيزى وصفيحة وفلان"

أهم العرائس التى صنعها "نعيم" واحبها وارتبط بها على المستوى الشخصي لكثرة المجهود والوقت والدراسة لتصنيعهم وخروجهم بهذا الشكل والذي ترك أثرا رائعا على المشاهد.

وروى نعيم عن الراقصة"زيزى" وكأنها محبوبته التى طالما يطاردها المعجبون، وقال عنها إنها راقصة تلتزم بالأداب العامة ولا علاقة لها بالفن المبتذل الذى نشاهده فى الفترة الحالية من الراقصات، وحين مشاهدتها تسترجع ذكريات عرض راقصة "الليلة الكبيرة"، والهدف وراء تصميم الراقصة زيزى هو رجوع المجتمع للفن الراقى.

وأشار "نعيم"، إلى أن شخصية الراقصة متواجدة بفن العرائس بالعالم كله وجزء لا يتجزء من عرائس الماريونت، وكان تصنيع الراقصة زيزي تحدى كبير لنفسه ليثبت أنه صانع عرائس مبدع.

وأضاف نعيم أن صانع العرائس لابد له من صنع أهم ثلاث عرائس وهم الراقصة والبهلوان والهيكل العظمي لصعوبة تنفيذهم.

عروسة من الكانز

أما عن قصة"مستر صفيحة" فهو شخص يكره نداء الناس له بكلمة صفيح، حيث إنه لا دخل له فى خلقه بتلك الهيئة، لذلك يحب إطلاق لقب مستر قبل اسمه المتعارف للجميع، وبعرض نعيم "مستر صفيحة" على الجمهور تعجب له كونه استطاع  صناعته من عبوات الكانز وبعض مفاتيح الميكانيكة.

واستعاد نعيم معاناته التى واجهها للبحث عن الأدوات لصنع "صفيح"، حيث إنه كان من الصعب إيجاد مفاتيح الميكانيكية المتطلبه لإنهاء التصميم.

أما عن العروسة "فلان " فهى تصعد على المسرح بحفل غنائى ليتفاجأ به الجمهور بأن المطرب عروسة، وقبلت بترحاب شديد ويدل ذلك على تأكيد نظرية أن العرائس ليس للصغار فقط.

وبنبرة تمني قال نعيم "أتمنى عرض مسرحيات في الشارع لأني بحب تفاعل الجمهور معايا خاصة وبيكون من كل الطبقات والأعمار ولكن مش سهلة لأنها تحتاج إجراءات وتصاريح كثيرة".

وأعاد بذاكرته أجمل العروض التي أقامها بالشارع وكانت عرض عرائس للجوانتي عبارة عن شخصيتين أرجوز ومراته وكان في الشارع تحت مسمى "عايزين نلعب" وشاركت في تصميم عرائسه وكان الاراجوز أول عروسة اعملها واخيطها بيدي، ولاقى العرض تفاعل كبير من الجمهور خاص الأطفال.

في أنواع كتير من العرائس لكن العرائس الماريونت لها سحر خاص ومختلف عن باقي أنواع العرائس.

الماريونت للجميع

 قال نعيم، إن هناك عشاقا لعرائس الماريونت يطلبون تصنيع واحدة وتكون تكلفتها غالبا كبيرة لأنه يستخدم خامات وتصاميم جيدة لتكون متينة وتتحمل الشغل وهذا يتوقف على استخدام الشخص لها.

وبالرغم من عشقه لتصنيع عرائس الماريونت، إلا أنه يواجه صعوبات

لإيجاد الخامات الخشبية البسيطة، لأن فى مصر لا يوجد سوا الخشب الأبيض والزان والأخير ثقيل فى الوزن وصعب فى شغله، فيستعين بشجر الليمون إذا وجد ويكون استخدامه بإسلوب معين، ولكن خارج مصر متوفر الخشب الطرى والخفيف الذي يسهل استخدام السكين والازميل به.

لغة خفية للعرائس

أي حد بيحب حاجة وبيتعامل معها على طول بيحس من ناحيتها بشئ، فدائما ما يكون بينك وبين ما تحبه لغة تواصل خاصة.

وبابتسامة خجل قال: " انا دايما بتكلم مع العرائس بتاعتي وبحافظ عليهم مش برميهم، وبيني وبين عرائسي لغة خاصة، بالذات العرائس اللي صنعتها بنفسي بيكون في لغة خفية بيني وبينها لأني اتعاملت معها من أول ما كانت خشبة لحد ما وصلت لشكلها النهائي واصبح لها شخصية، فلو العروسة مضايقة خيوطها بتتلعبك.

عيادة العرائس

"وطالما لكل مريض طبيب وعيادة فأنا قررت افتح عيادة للألعاب والكشف مجاني" هكذا قال نعيم عن عيادة الألعاب الخاصة به، وهدفها أن الناس تستطيع الإحتفاظ بأغلى ألعابها ومقتنياتها بجانب الانتيكات الخاصة بهم.

وأغلبنا لما يتكسر منه لعبة أو انتيكة لا يعرف مكان لتصليحها ويخجل من السؤال لذا قررت أن اقدم خدمة لمن يريد الحفاظ على ما هو غالي عليه أويرغب في أن يهديه لأطفاله أو لناس تستفيد منها.

وتابع كلامه بأنه لم يتلق حتى الآن كشوفات كثيرة وما قام بتصليحه كان انتيكات خشب واكسسوارات، بجانب عرائس الماريونت لأن العرائس بتتعب من الشغل ولابد من متابعتها للحفاظ عليها.

الألعاب الإلكترونية

أكد صانع العرائس، أن هناك تحديا كبيرا جدا لنستطيع تجنب الأطفال الألعاب الإلكترونية والاتجاه للألعاب الطفولية الملموسة كالعرائس وغيرها حتى يتفاعل الطفل معها بصورة إيجابية، موضحاً أن التكنولوجيا ليست سيئة ولكن لا يمكن أن نعتمد عليها فقط.

وتابع، بأن لا أحد ينكر بأن الكبير والصغير حين يرى العروسة يتفاعل معها ويحبها.

أكاديمية ميكانيزم

وعن الأكاديمية التي أنشأئها لفت نعيم، أنها مجهود ذاتي ومساحتها ليست بكبيرة، ولكنه يقدم من خلالها دورات تدريبية لكل من يريد أن يتعلم صناعة العرائس من هواه والطلبة خاصة طلبة كليات "التريبة الفنية والفنون"، متمنياً أن تشتهر أكثر للوصول لأكبر عدد ممكن من الراغبين في التعلم.

وأكد أن فكرة الأكاديمية كانت مخاطرة ولكنه تمسك بها لإيمانه بضرورة وجود مكان متخصص للعرائس، خاصة وأن مصر تحتاج أماكن كثير مثل "ميكانيزم" تجلب الناس إليها ليزدهر هذا الفن ويجد من يهتم به ويتطور.

وأعرب نعيم عن أسفه بسبب تأخر مصر في فن العرائس، في حين أن خارج مصر هذا الفن متطور وأفضل في الخامات والعدد والآلآت، واكثر دقة، لذا شغلهم أجود وأحسن مننا.

وأضاف أنه ليس لديه أمل كبير بوجود جهة تصحو وتهتم بفن العرائس أملاً في أن تهتم جهة لأن كل ماكان في دعم مادي أكبر كل ما يزدهر الفن.

قائلاً: "السينما بيصرف عليها الملايين وبيخرج أفلام مش كلها هادفة وحلوة، لو اتصرف 10 % بس من اللي بيصرف على السينما هنطور فن العرائس بصورة كبيرة وهيبقى عندنا فن ومسرح للعرائس ينافس على مستوى العالم".