رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالفيديو..والد طالب عين شمس القتيل يروي قصة ابنه من مطاردة الداخلية لـ"المشرحة"

بوابة الوفد الإلكترونية

"كلنا أحمد مدحت".. هي الجملة الأكثر بحثًا بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مؤخرًا من قبل النشطاء.

 

وانتشرت مئات صفحات التي تحمل اسم الطالب القتيل، وصورًا لطالب كلية الطب، في مشرحة زينهم، مُعنوَنَةً بأنه "ضحية التعذيب الجديدة"، متهمين وزارة الداخلية بقتله، بعد أن آثار مقتله الرأي العام حول حقيقة الواقعة.

 

أما وزارة الداخلية.. أكدت- في بيانٍ لها- أن الطالب قُتل خلال مداهمة مباحث الآداب لأحد الشقق "سيئة السمعة"، بأن قفز من شرفة الطابق الرابع.

 

"بوابة الوفد" حاورت والد الشاب القتيل.. والذي أكد أن قوات الأمن الوطني اقتحمت منزله في 15 أغسطس 2015، وألقت القبض على ابنه؛ بتهمة التخطيط لتفجير المجرى الملاحي لقناة السويس، إضافة إلى تلفيق قضية جنحة تظاهر، وحكم عليه بالحبس عامين وغرامة 50 ألف جنيه.

 

إلى نص الحوار:

 

 هل "أحمد" متهم في أي قضايا أو له نشاط سياسي؟

 

نعم، أحمد متهم في قضية غريبة، بدايتها كانت باقتحام قوات الأمن الوطني لمنزلنا قبل افتتاح قناة السويس الجديدة بـ"يوم"، وقالوا لنا أن هناك أمر من النيابة العامة بضبطه وإحضاره بتهمة حيازة "أسلحة ومتفجرات"؛ لغرض تفجير المجري الملاحي لقناة السويس، وبعد أن فتشوا المنزل بأكمله لم يجدوا شيئًا؛ فاصطحبوه إلى جهة مجهولة.

 

بعد ذلك علمنا أنه متهم في قضية تفجير المجرى الملاحي هو وثلاثة آخرين، لم تربطهم أي علاقة ولو مصادفة قبل ذلك، منهم طفل 14 عامًا، وآخر 47 عامًا، والثالث 35 عامًا.

 

وتلقى "أحمد" تعذيبًا ممنهجًا- على حد وصفه- لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يتم حبسه احتياطيًا 4 أيام على ذمة التحقيق، ليقدم الاستئناف، ويُخلى سبيله بعد إتمامه ثمانية أيام داخل مقر الاحتجاز.

 

المفاجأة أننا اكتشفنا بأن القضية تحولت لـ "جنحة تظاهر"، وتم الحكم عليه بالحبس عامين وغرامة 50 ألف جنيه، في قضية لم تكن موجودة من الأساس، وتقدمنا باستئناف على الحكم.

 

احكِ لنا نبذة عن حياة أحمد؟

 

 أحمد، ولد في المملكة العربية السعودية عام 1995م، ودرس بمدارس ألسن طيلة المرحلة الابتدائية في مصر، ثم انتقل لمدرسة "المنارة" ليكمل باقي المرحلة التعليم الأساسية، وكان دائمًا من الطلاب المتفوقين وحصل على الثانوية العامة بمجموع 99.7% ليلتحق بكلية الطب جامعة عين شمس كما حلم منذ الصغر أن يكون طبيب مخ وأعصاب.

 

ويستكمل والده: "اتحاد طلاب الجامعة، نشر اليوم درجات "أحمد" طيلة الأربع سنوات حيث حصل على تقدير جيد جدًا، وكان يقوم بعمل دراسة معادلة بالجامعة الأمريكية، وفي نفس يوم الواقعة؛ كان لديه امتحان "تويفل" حيث كان من المفترض أن يتلقى تدريبًا أكاديميًا بالولايات المتحدة الأمريكية لأربعة أشهر على نفقته الخاصة.

 

ما رأيك في "بيان الداخلية" بضبط "أحمد" بأحد الشقق سيئة السمعة؟

 

هذا الكلام غير صحيح، عند صدور الحكم "المتقدم" على أحمد؛ لم أتمكن من تسليم ابني بيدي للشرطة في قضية قاتلة كهذه، فقررت أن يختبئ عند شقيقته بعيدًا عن أنظار الأمن، حتى يصدر الحكم في الاستئناف، إلا أن شقيقته كانت في زيارة لدينا، وفور عودتها لمنزلها لم تجده، وسارعت بالاتصال بشقيقها الأكبر الذي ظل يبحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة الذين نفوا وجوده تمامًا.

 

من أخبركم بوجوده لدى الأمن؟

بعدما حُكم عليه بسنتين حبس، نصحنا المحامين بأن يختفي أحمد، حتى ميعاد الاستئناف، وهو ما حدث.. فقمنا بإخفاءه لدى شقيقته، والتي مكث عندها ثلاث أيام، وفي اليوم الذي قُتل فيه، حينما عادت شقيقته إلى منزلها لم تجده، فاتصلت به حتى الساعة الحادية عشر مساءً ولم يرد، فقرر أخيه البحث عنه في المستشفيات والأقسام، فلم يجدوه.

 

أحد الضباط قال لنا "مش أحمد مدحت ده كان عليه حكم حبس سنتين؟" فرددت "أيوة"، فرد قائلًا: "ده مباحث تنفيذ الأحكام قبضت عليه، وهو بيهرب من البوكس؛ وقع على رأسه مات"، فسألته "ألاقيه فين؟"؛ فرد "اسأل عليه مباحث تنفيذ الأحكام".

 

على الفور توجهنا لمباحث تنفيذ الأحكام حيث قابلنا ضابط، وعند سؤالنا، قال: "ده كان في شقة دعارة ونط من الدور الرابع ومات، وهو دلوقتي في مشرحة زينهم"، لنستكمل رحلة المعاناة إلى المشرحة حيث وجدناه بملابسه كاملة حتى الحذاء لم يخلعه وهو ما يكذب رواية الضابط.

 

هل رأيت آثار تعذيب على جسده؟

 

نعم، أحمد تعرض لتعذيب شديد ظهر ذلك جليًا في آثار لكمات على وجهه، و"كوي" في بطنه وقدمه، وجرح في الرأس وهو الذي أدى إلى نزيف دموي من الأنف والفم، وهذا هو سبب الوفاة.

 

ما هي الصعوبات التي قابلتك لاستلام الجثمان؟

 

البداية كانت في المشرحة عندما توجهت حاملًا خطابًا من مفتش الصحة إلى النيابة العامة؛ لإصدار تصريح الدفن، فأخبره القائمون على المشرحة بالتوجه لمفتش الصحة كي يأتي لمعاينة الجثمان حتى يحصل على تصريح الدفن.

 

وكان ردي عليهم: "تصريح دفن إيه.. ده مقتول"، فأخبره القائم على المشرحة بأنه إذا كان مقتولًا؛ فهذه جناية، ولابد من عودته إلى النيابة العامة مرة أخرة، وبعد أن توجه إليها؛ أكدت له بأن قضية ابنه "أحمد" في نيابة شرق القاهرة بالعباسية، فتوجه إليها ليجد محاميان تبرعا معه ودخلا معي لوكيل النيابة.

 

لكن أكثر ما جرحني عند سؤال وكيل النيابة: "لماذا أنت هنا؟"؛ فرددت قائلًا: "ابني مقتول"، فقال لي: "روح لِمّ فضيحة ابنك.. ده كان في شقة دعارة".

 

ويستكمل والد أحمد: "لم أستطع أن أصمت على حديثه، فرددت عليه: "ابني لا تربيته ولا أخلاقه تسمح له بكده، وأنا بطالب بتشريح الجثمان"، ودخلت المحامية وطلبت الإطلاع على محضر تحقيق النيابة؛ لكن رئيس النيابة "رفض".

 

بعدها بساعات اطلعت المحامية على المحضر، وأصدرت النيابة قرارًا بتشريح الجثمان، يوم الثلاثاء الماضي، والذي استمر من الثالثة والنصف عصرًا حتى التاسعة مساء، وأثناء تغسيله في اليوم التالي؛ قمنا بتصويره؛ لرصد آثار التعذيب على جسده.

 

هل كان لأحمد انتماءات سياسية؟

 

لا، أحمد ليس له أي انتماءات سياسية أو حزبية.

 

هل لديك تعليقات على تحقيقات النيابة؟

 

تحقيقات النيابة رصدت وجود حقيبة بها واقي ذكري، لكن محضر الشرطة قال أنه كان لديه حافظة نقود جلد وبها 375 جنيهًا، وهاتف آي فون أبيض، و 2 فيزا، وهويته وكارنيه الجامعة ولديه صورة من المحضر.

 

هذا إضافة إلى أقوال الضباط في محضر الشرطة، والذين قالوا: "عند دخولنا إلى الشقة؛ وجدنا مالكة الشقة تقف بجوار المطبخ، وقام أحد الشباب بالقفز من الدور الرابع، لكن الشقة التي قاموا بضبطها في الدور الأول وليس الرابع، وهو ما يعكس أقوال الضباط والمحضر والتحقيقات".

شاهد الفيديو: