رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهاجمة «نمنم» للتعليم الأزهري ليس أولها.. تاريخ الأزمات بين الأزهر والثقافة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم تعاقب الأنظمة وتغيير الوزراء والعلماء، ظل الاضطراب هو عنوان العلاقة بين وزارة الثقافة ومشيخة الأزهر، فمنذ عام 2001، ولا تلبث كل فترة وتتجدد الأزمات من جديد بين الوزراة والمشيخة.

«النمنم والأزهر»

«مناهج الأزهر تشجع على العنف».. تصريح فتح به وزير الثقافة حلمي النمنم أبواب الجدل عليه، بعدما شن هجومًا بالأمس على مشيخة وجامعة الأزهر، خلال  الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية.

وأكد الوزير على ضرورة مواجهة العنف الديني في المجتمع المصري، قائلًا: «ليس هناك مجتمع ميال بالفطرة للعنف، ولكن هناك ظروف اجتماعية تولد هذا العنف، ولابد من مواجهتها».

وأضاف: «المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، حيث يعاني من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهري في مصر»، متابعًا: «حيث يشكل التعليم الأزهري نسبة كبيرة في مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر في المناهج الدينية التي تدرس بالمعاهد الأزهرية».

وعلى الفور رد مجمع البحوث الإسلامية بجامعة الأزهر، على كلام الوزير، حيث أكد الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام للمجمع، أن روح التعليم الأزهري ترفض العنف وتواجه الفكر المتطرف من خلال مناهج الأزهر التعليمية.

وأشار إلى أن الأزهر كان بمثابة رأس الحربة لمواجهة تيارات الغلو والتطرف ومن حاولوا استخدام الدين لخدمة الأغراض السياسية، منتقدًا انزعاج وزير الثقافة من مساحة التعليم الأزهري، قائلًا: «الأزهر هو الذي حمى مصر من العنف وهو الذي يواجه تياراته».

وتابع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: « ما يبذله الأزهر الشريف بتعليمه الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف لا يدركه إلا كل منصف وموضوعي، ولكن يبدو أن الهجوم على الأزهر أصبح بمثابة شهادة براءة».

«فاروق حسني والأزهر»

خلال سرد وقائع الصراع الدائم والمستمر بين الأزهر والثقافة، لا يمكننا إغفال واقعة الحجاب التي فجر بها الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة خلال عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أزمة بين وزارة الثقافة ومشيخة الأزهر، خلال 23 عامًا قضاها في منصبه، حيث اعتبر وقتها «حسني» أن الحجاب عادة تدل على التخلف، وأنه ليس فرضًا في الدين، وأن ارتداؤه هو عودة إلى الوراء وجهل، ليثير جدلًا واسعًا بعدها رغم تأكيده على أن ما قاله هو محض رؤيته الخاصة.

وخرج وقتها شيخ الأزهر الراحل «محمد سيد طنطاوي»، ليؤكد استعداده للمثول أمام مجلس الشعب لشرح آيات

الحجاب وبيان أصوله في القرآن والسنة.

«جابر عصفور والأزهر»

واصددم أيضًا الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بمؤسسة الأزهر، وقت توليه الوزارة في عهد الدكتور أحمد شفيق، حينما أعلن أنه لو كان وزيرًا وقت منع الأزهر لفيلم «نوح» ما كان الفيلم ليمنع.

وأعلن الوزير وقتها عن عدم التزامه برأي الأزهر فيما تعرضه الوزارة من فنون وأعمال، قائلًا: «إن الدستور هو الذي يحكمنا وليس الأزهر»، ليرد الأزهر عليه في بيان رسمي قائلًا: «لن نرد على أية تصريحات تصدر إلا بعد صدور قرارات رسمية، فالأزهر يتعامل مع قرارات، وموقفنا من عرض فيلم نوح واضح وصريح؛ وهو الرفض الكامل لعرض هذا الفيلم المسيء».

ولم تهدأ حدة الأزمة إلى هذا الحد، بل وصلت إلى نشر الوزير مقال له في إحد الجرائد القومية، بعنوان: «صراعات الخطابات الدينية في مصر»، انتقد فيه منع الفيلم، وانتفض عليه وكيل الأزهر بمقال ممثال في نفس الجريدة بعنوان: «خطابنا الديني»، وصف فيه حديث وزير الثقافة بأنه زعم لا يصمد أمام الوقائع وأنها افتراءات على رموز دينية.

ولم يسكت عصفور لوكيل الأزهر، بل أعقبه بمقال آخر قال فيه: «أعترف بأنني عندما قرأت رد الأزهر شعرت بالحزن، لأن يكون هذا الرد من وكيل الأزهر وممثله، الذي يسارع إلى رمي الناس بالباطل، إلى درجة لا تتباعد كثيرًا عن التكفير».

الأمر الذي جعل شومان يصف وزير الثقافية بأنه «وزير الزمن الماضي»، قائلًا: «انتهى عهد الوزير السلطان، الذي يتطاول على من يشاء ويفعل ما يحلو له دون أن يجرؤ أحد على أن يرد عليه، كما يفعل عصفور حاليًا».