عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذهب الأبيض

بوابة الوفد الإلكترونية

أطلق عليه المصريون اسم «الذهب الأبيض» قبل تولى محمد على حكم مصر لم يكن الفلاح المصري يعرفه، محمد على برؤيته العبقرية للتنمية الشاملة استجاب لمستشاريه بأهمية زراعة هذا المحصول الذى تهتم دولة الهند بزراعته.

جلب الرجل بذور القطن، وتولى خبراء الزراعة استنباط أنواع من هذا النبات (القطن) تفوقت في جودتها على الأنواع الأصلية التى تزرع فى الهند وغيرها.

كان الهدف انتاج محصول زراعى يزداد الطلب العالمى عليه لإنتاج الملابس الفاخرة وتحقق الهدف وأصبحت مصر من أهم دول العالم فى انتاج «القطن» خاصة الأنواع الفاخرة طويلة التيلة.

عندما أطلق الفلاح المصرى على هذا المحصول تسمية «الذهب الأبيض» كانت هذه التسمية تعبر بدقة عن أهمية هذا المحصول للفلاح المصرى. فالقطن يتطلب فى الشهور الأولى من زراعته عمالة كثيفة تستوعب أعدادًا هائلة من الصبية والفتيات فى عملية مكافحة «دودة القطن» وهذه العمالة توفر للفلاح دخلاً إضافيًا بتشغيل أبنائه وبناته.. وعندما يبدأ الحصاد تحتاج عملية الحصاد لعمالة كثيفة أيضًا من نوعية العمالة الأولى ويضمن الفلاح البسيط أيضًا دخلاً إضافيًا. ثم يبدأ الفلاح فى بيع المحصول وتوفر قيمة بيع المحصول مبلغًا محترمًا من المال يسمح للفلاح البسيط بتغطية نفقات أسرته طوال العام.

ومن أهم بنود الانفاق التى تمثل أولوية للفلاح البسيط استخدام بعض هذا المال ليدفع

مهرًا لعروس يختارها لابنه أو لتجهيز عروس تتهيأ للزواج.

وكان موسم حصاد القطن هو فى نفس الوقت موسم الزواج لنسبة كبيرة من أبناء الفلاحين البسطاء، كانت الفرحة بالحصاد (جمع القطن) تتردد فى اغنيات بسيطة ومعبرة «نورت يا قطن النيل.. يا حلاوة عليك يا جميل».

كانت هذه الأهازيج تتردد فى كل مراحل الزراعة والحصاد وتعبئة القطن فى أكياس الخيش وفى عمليات وزن الأكياس عند البيع.

هذه الفرحة اختفت باختفاء كل هذه المظاهر. وتنازل القطن المصرى عن عرشه الذى احتله عالميًا لسنوات طويلة واليوم يتوارى هذه المحصول خجلاً وقد احتل ذيل القائمة فى اهتمام الفلاح المصري.

وعندما نسترجع ذكريات أيام عز القطن من خلال بعض الصور التى حفظت هذه الذكريات الجميلة أيام كان القطن المصرى يزهو بلقب «الذهب الأبيض» لا نملك إلا أن نطلق تنهيدة عميقة ونحن نردد.. والله زمان».