عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كتاب جديد عن عاطف الطيب «رائد الواقعية السحرية»!

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يزال المخرج عاطف الطيب مبهراً، مثيراً للدهشة، بل إنه فى كل ذكرى نحتفى به فيها، تتجدد معالم وتتكشف مستورات لم نكن نعرفها. منذ يومين احتفلنا بذكرى رحيل الفنان ناجى العلى وكان صاحب الحظ الأوفر فى مناقشة فكره وتطلعاته فيلم «ناجى العلى» للمبدع عاطف الطيب، وقد تمكن خلاله أن يؤرخ لا لشخص فنان كاريكاتير ثائر، بل كان يرسم وطناً عربياً لا تنفصل حدوده ولا تنقطع عراة، كان ثلاثى المكان عنده فلسطين ولبنان ومصر، وكان ثنائى الزمان هو حصار بيروت وصيرورة الانتفاضة الفلسطينية الباسلة. هذه هى أدوات عاطف الطيب حين كان يشرع فى تقديم فيلم جديد، ولهذا فإن تراث الطيب لا يحمل هذا الكم من الأفلام بقدر ما يحمل فيلماً واحداً طويلاً يضم كل هذه الإبداعات لأن السينما عنده مشروع ثقافى فكرى مكتمل لا ينقطع من فيلم لآخر.

أتحدث اليوم عن عاطف الطيب الذى لا يتوقف الحديث عنه مهما أطلنا، وقد أصدر الكاتب الناقد والفنان المخرج الدكتور هاشم النحاس، كتاباً مهماً يقع فى 394 صفحة بعنوان «عاطف الطيب.. رائد الواقعية المصرية المباشرة»، وأحسب هذا الكتاب مرجعاً غير مسبوق فى تاريخ عاطف الطيب، وقد أعطاه حقه حيث سرد بإخلاص سيرته الذاتية منذ بدايته ومروراً بأزماته ثم رسم أهم ملامح أعماله ثم أورد شهادات معاصريه وأساتذته مثل نجيب محفوظ وصلاح أبوسيف وكمال الشيخ وسعيد شيمى ورأفت الميهى ونور الشريف ومحمد خان ونبيلة عبيد.

ترك لنا عاطف الطيب 21 فيلماً هى جميعها تاريخ مصر سجلها من غوصه فى بحر الواقعية بكل ما تشمل من مرارة وجراح ويأس وربما بعض الأمل مثلما نرى فى «الغيرة القاتلة» و«الحب فوق هضبة الهرم» و«الهروب» و«الدنيا على جناح يمامة»

و«ضد الحكومة» و«كشف المستور» و«ليلة ساخنة» و«جبر الخواطر» و«سواق الأتوبيس».

على أنى أرى أن قمة إبداعاته هما «ناجى العلى» و«قلب الليل».. وقد ارتفعت عبقريته حتى مست قناعاته واشتبكت بأحلامه غارسة فى قلوبنا كل هذا الوجع الإنسانى العظيم الذى هو وطننا العربى، وقد رحل الطيب عن 47 عاماً فى شعلة شبابه ولا أعرف إذا كان بيننا الآن لايزال يبدع ما إذا كان سيقول ويرسم ويصور وسط أطلال حضارات العراق وسوريا وليبيا واليمن. فى زمنه القريب كان الهم الأكبر هو فلسطين المحتلة.. لكنه لم يدرك أنياب الصهاينة مؤرخى إسرائيل وأمريكا وراسمى رجسة الخراب.. تيودور لينالز ومادلين أولبرايت وكوندوليزا رايس ورابعهم كلبهم ديفيد أليهاى الذى صرح فى حوار خطير فى بدايات الألفية فبراير عام 2000 فى «الواشنطن بوست» قائلاً: خلال ربع قرن من الزمان من الآن سيسترد بنو صهيون حلمهم الأكبر، ويقصد من النيل للفرات!!

كان «ناجى العلى» فيلماً موحياً مبشراً بأن النضال لن يموت وأنه من الصعب أن تنتصر الصهيونية وسط كفاح الشعوب وحجارة الأطفال التى لا تهدأ ولعله اليوم حين نشاهده يجعلنا أكثر وعياً لأعدائنا وأكثر ضميراً لمواجهتهم.