رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النار «أكلت جهاز البنات»

بوابة الوفد الإلكترونية

 برج حمام فى الدور العاشر بمنطقة «حارة النمر» خلف مستشفى الحسين الجامعى اشتعلت به النيران وتسبب فى تدمير 7 منازل وتشريد 8 أسر.. ولا مكان لهم سوى الشارع.. لم يجدوا مسئولًا بالحى أو المحافظة يحرك ساكناً أو يصرف لهم تعويضًا عما فقدوه واكتفى القائم بأعمال محافظ القاهرة بصرف مائة جنيه وبطانية لكل أسرة وانصرف كأن شيئًا لم يكن.. السكان يشعرون بأنهم أغراب عن بلدهم، لا كرامة لهم.. حتى عضو مجلس النواب عن الدائرة اكتفى هو الآخر بتوزيع مائة جنيه من دون أن يأخذ موقفًا أو يطالب بحقوقهم.. انصرف الجميع عنهم، وبقى الحال على ما هو عليه.

مشهد حزين.. بيوت متهدمة ومتعلقات السكان من ملابس وأدوات منزلية وأخشاب وآثار للدخان على بعض المنازل المجاورة.. الجميع فى المنطقة يترقب وينتظر المساعدة والإنقاذ.

عبدالهادى عثمان، رجل فى الستين من عمره يجلس وسط أولاده يندب حظه ويتحسر على ما فقده فى الحريق وشقته التى كانت تقيه وتحميه هو وأولاده من الشارع، فلديه أربعة أبناء فى عمر الزهور يتحدث فى نبرة صوت حزينة قائلاً: نام واستيقظت على صوت زوجتى تصرخ بيتنا «ولع» اصحى فوجئنا بلهيب النار يدخل علينا فى الشقة وبسرعة أنقذت أولادى على آخر لحظة قبل أن تأكل النار شقى عمرنا ولم تترك لنا شيئاً لا نمتلك من الدنيا سوى ملابسنا التى خرجنا بها من وسط النار حتى حاجة بنتى كنت بجهزها أكلتها النار، نطقنا بالشهادة عندما رأينا النار فى بيوتنا، أخرجت الأولاد من شباك صغير فى الشقة. ويضيف قائلاً: ما حدث لنا لا يصدقه عقل.. برج حمام يدمر 8 أسر ويذهب ضحيته شخصان بخلاف 50 حالة إصابة.

ويضيف عبدالهادى: مضى شهر ونحن نائمون فى الشارع لم نرَ مسئولاً سوى القائم بأعمال المحافظ الذى جاء لكى يصوره الإعلام وسلم علينا وقبلنا وصرف لنا مائة جنيه وبطانية وقال: هنشوف لكم شقق تقعدوا فيها، بعضنا رفض أن يأخذها لأن المواطن المصرى ملهوش كرامة وقيمة. ويواصل: عندما قتل الشاب الإيطالى ريجينى قامت الدنيا ولم تقعد رئيس الحى لم نره منذ الحادث والبركة فى جمعية رسالة أكلتنا 7 أيام وانقطعت.. وعضو مجلس النواب عن الدائرة جاء إلينا ووزع علينا مائة جنيه وأنا لا أمتلك القدرة على استئجار شقة، لأن معاشى بسيط وإيجار الشقة فى المنطقة وصل إلى 2000 جنيه  ونطالب رئيس الوزراء والحكومة التدخل لإنقاذنا وتعويضنا عما فقدناه فى الحريق..

صاحب مطعم فى المنطقة، بجواره على كرسى خشب يجلس عبدالغنى عبدالحافظ يتحدث بصعوبة وهو مصاب بكسر وحروق فى يديه نتيجة للحادث الأليم يقول: أعيش مع زوجتى وأختى فى شقة أكلتها النار ولم تبق على شىء فيها، وتم نقلى إلى مستشفى الحسين

الجامعى لتلقى العلاج والحمد لله خرجت ووجدت نفسى فى الشارع بيوتنا تدمرت وفقدنا كل شىء.

الحكومة تجاهلتنا حتى هذه اللحظة لم نر مسئولًا يزورنا أو ينقلنا إلى مساكن آدمية، عرضوا علينا أن نعيش فى خيام رفضنا، وتم نقلنا إلى النادى القومى بمنطقة الدرب الأحمر، ولكن إلى متى نعيش مشردين من يعوضنا على ما ضاع وما فقدناه.

محمود عبدالسلام محمد، أحد الضحايا، يقول: كنت موجودًا فى بيتى واشتعلت النيران فجأة دون أن أعرف السبب وتم إنقاذى على آخر لحظة وشقتى ولعت قدامى ولم أستطع إخماد النيران المشتعلة، وأصيبت فى يدى وأولادى أخرجتهم من الشباك والسبب فى امتداد النيران إلى الشقق المجاورة هو الحمام الذى يكاد يطير مشتعلاً بالنيران ويدخل الشقق فتشتعل بها النيران وهكذا من شقة لأخرى حدثت الكارثة.

ويتابع محمود: «لدى 4 أولاد مش عارفين نروح فين، ليس لنا مأوى غير الشارع بعد أن فقدنا السكن الذى كان يؤوينا، رحت الحى قالوا هات ورق يثبت أنك كنت ساكن فى شقتك وأنا ساكن إيجار جديد وليس صاحب ملك وحتى الآن لم أصرف أى شىء، لأن المواطن المصرى ليس له ثمن فى بلده أو قيمة.

وتتفق معه فى الحديث محاسن محمد، قائلة: استيقظنا على اشتعال النيران فى الشقة وزوجى تم نقله إلى مستشفى الحسين الجامعى نتيجة إصابته بحروق، كنا هنموت ونحن نعيش حاليًا فى النادى القومى بجوار شققنا ونطالب الحكومة بصرف تعويض لنا وتوفير شقق.

صابرين السيد، سيدة مسنة فى السبعين من عمرها، لا تستطيع القدرة على الحركة، تعيش مع عشر بنات تم إنقاذها فى اللحظات الأخيرة، تقول: كنا نعيش فى شقة واحدة، جمعتنا لمدة عشرين عامًا وفرقتنا النار والحكومة رمتنا فى الشارع، رفضوا تعويضنا ولا أحد يسأل فينا مش عارفين نروح فين، المسئولين لم يراعوا ظروفنا.