رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكومة شريف.. «ساعة تروح وساعة تيجي»

بوابة الوفد الإلكترونية

بين ليلة وضحاها غيرت حكومة شريف إسماعيل قرارها، فبعد ان رفضت من قبل مطالب أعضاء مجلس النواب بإلغاء التوقيت الصيفى عدلت عن اتجاها وقررت بقدرة قادر إلغاء التوقيت الصيفى على حساب العمل والانتاج دون وضع معايير وخطط دقيقة للوقت الذى يهدر سدى من حياة العامل، وكأن الحكومة عندها «شعرة ساعة تروح وساعة تيجى».

ورغم ان الهدف من زيادة ساعة للتوقيت الرسمى من اجل تبكير اوقات العمل وتوفير الطاقة، فالحكومة التى تدعى التقشف وتخرج على المواطنين بتصريحات عجز الموازنة ، اعلنت عن إنفاقها 8 ملايين دولار لشركات الطيران من أجل تطبيق التوقيت الصيفى .

ثم تبين للبرلمان أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ومن ثم لم يكن أمامها سوي الرضوخ لقرار مجلس النواب بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي نهائياً.

وتعود فكرة العمل بالتوقيت الصيفي والشتوي إلي الأمريكي بنجامين فرانكلين، فهو أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي عام 1784، لكن لم تبدأ الفكرة جديًا إلا في بداية القرن العشرين، حيث طرحَهَا من جديدٍ البريطاني وليام ويلت الذي بذَلَ جهودًا في ترويجها، وانتهت بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه. ويعتقد البعض أن أول من اخترع خطة لتغيير التوقيت الصيفي، هو المكتشف الإنجليزى وليام ويليت، الذي شعر بالفزع عندما ذهب للعب الجولف ووجد سكان لندن نائمين لفترات طويلة خلال النهار الصيفي، فبدأ في اقتراح تغيير التوقيت للاستيقاظ مبكرا.

وتحققت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة، فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة  وعلى مستوى العالم يوجد حاليًا حوالى 40 دولة تتبع نظام التوقيت الصيفى، منها: المملكة المغربية وسوريا والولايات .

وفي مصر ناقشت حكومة أحمد نظيف في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في عام 2010 تعديل قانون تحديد التوقيت الصيفي والشتوي تمهيدًا لإحالته لمجلس الشعب، وشهد نفس العام تغيير الساعة أكثر من مرة مع حلول شهر رمضان وتغييرها بعد انتهائه والعودة للعمل بها مرة أخرى.

فى عام 2011 تم إلغاء العمل بالتوقيت الصيفى وذلك بعد ثورة الخامس والعشرين وظل الحال حتى عام 2014 وبعد ثلاثة أعوام من إلغائه قالت الحكومة إنها ستعيد العمل بالتوقيت الصيفي للتخفيف من أزمة الطاقة وأعلنت الحكومة حينها أنها اضطرت لإعادة العمل بالتوقيت الصيفي بسبب أزمة الطاقة المتكررة وانقطاع التيار الكهربي، مشيرة إلى أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في الخامس عشر من مايو الجاري كوسيلة للتقليل من استهلاك الكهرباء. يشار هنا الي انه في عام 2014 وخلال مدة لم تتجاوز الثلاثة أشهر تغير التوقيت في مصر ثلاث مرات، فقد قرر مجلس الوزراء عودة العمل بالتوقيت الصيفي قبل شهر والنصف من رمضان لترشيد استهلاك الكهرباء، ثم تغيرت الساعة مرة أخرى في شهر رمضان المبارك، ثم تمت العودة للعمل الصيفي مرة أخرى بعد رمضان وهكذا أصبحت حكومة شريف مصابة بحالة من التشوهات وبدت  وكأن عندها «شعرة ساعة  تروح  وساعة تيجي».

أزمة الطيران

الخطير في الأمر أن تسبب تأخر إعلان الحكومة عن موقفها من التوقيت الصيفي في إرباك إدارة شركة مصر للطيران بسبب المواعيد المكتوبة على تذاكر الحجز الخاصة بالمسافرين وناشدت شركة مصر للطيران عملاءها المسافرين على رحلاتها الدولية اعتبارًا من الدقيقة الأولى من صباح يوم الجمعة 29 أبريل ضرورة التواجد بالمطار قبل موعد إقلاع رحلاتهم المدونة على تذاكر السفر بـ4 ساعات وللمسافرين على الرحلات الداخلية التواجد قبل إقلاع الرحلة بساعتين على الأقل، وذلك نظرًا لإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي وقالت الشركة انها ستتكبد خسائر بنحو 18مليون جنيه مصري بما يعادل 2 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة المتبقية في حال إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي.

مزايا التوقيت الصيفى

صراع مستمر بين مؤيدى ومعارضى نظام التوقيت الصيفى فهؤلاء الداعمون لتطبيق التوقيت الصيفى يرون أن توفير الطاقة والعوائد الاقتصادية التى ستجنيها مصر من أهم الدوافع لاتباع التوقيت الصيفى كما يدعم التوقيت الجديد وفقا لبعض مؤيدى هذا النظام الصحة العامة من خلال إتاحة الوقت للعائلات لأن التوقيت

الصيفى يتيح المزيد من الوقت لعمل نشاطاتٍ خارج المنزل بعد الظهيرة فى ضوء الشمس، ما يُعد امراً مفيداً.

ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن‏80%‏ أو‏90%‏ من العاملين يصيبهم نوع من الكسل ويهربون من أشغالهم لأن الإنسان يبدأ يومه في نشاط تام ثم يقل تدريجيا ويتنبه الي أن عملية تأخير أو تقديم الساعة لابد أن تتم من خلال دراسة علمية متأنية ويجب تنظيم حملة إعلامية لتوعية الناس بدلا من التجاهل السلبي‏.‏

وعلى صعيد الشارع المصرى، فالمؤيدون للقرار يرون: «النهار بالصيف طويل جداً ويبدأ شروق الشمس في ساعة مبكرة، فعلى سبيل المثال في آخر أبريل الشروق الساعة 5:13 وفي آخر مايو 4:54 ، طب ليه مانستفيدش بطول النهار وسطوع الشمس المبكر».

ويرى حمدى السيد «أن الصيف في مصر شديد الحرارة ما دام كدة ليه ننزل متأخر في عز الشمس، يعني لو معاد شغلي 9 الصبح وبانزل من البيت 8:15 يبقى الشمس طالعة بقالها 3 ساعات، تكون سخنت والجو بقى حر، بينما بالتوقيت الصيفي هايكون النزول 7:15 يعني الشمس لسه هادية».

 

أضرار تغيير التوقيت

يذكر أن الساعة البيولوجية عند البشر تقاس بالقدرة على العمل حسب جداول زمنية ضرورية للحياة وللصحة، فللبشر إيقاعات بيولوجية زمنية يختلف فيها مستوى الهرمون والكيميائيات الأخرى في الدم على مدى هذه الفترات الزمنية.

في دراسة أمريكية جديدة حول تغيير الساعة، فقد أظهرت أن التحول إلى العمل بالتوقيت الصيفي وفقدان ساعة من ساعات النوم يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 25% في أول يوم عمل بالتوقيت الصيفي، وعلى النقيض، فإن خطر الإصابة بأزمة قلبية تراجع بنسبة 21% سنوياً الذي يلي بدء العمل بالتوقيت العادي وزيادة ساعات النوم ساعة إضافية.

 ولوحظ تأثير تقديم وتأخير الساعة وهو تأثير ليس بخفي عند مقارنة حالات الدخول إلى المستشفيات من قاعدة بيانات المستشفيات بولاية ميتشيغان، وقد فحصت الدراسة معدل دخول المستشفيات قبل بداية العمل بالتوقيت الصيفي واليوم الذي يلي بدء العمل بالتوقيت الصيفي فوراً لمدة أربع سنوات متتالية.

خلل نفسى

«هل يعلم القائمون على تغيير الساعة ماذا يفعلون فى الجهاز العصبى لما أقدموا على تغيير الساعة» جاءت تلك العبارة على لسان عزة كريم دكتورة علم الاجتماع والنفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. وأكدت كريم أن التغيير الذي يحدث في التوقيت كل فترة له تأثير سلبي للغاية على الساعة البيولوجية للإنسان، وعلى نفسيته، فيفقد الإنسان اتزانه النفسي، ويصاب بنوع من التوتر والقلق وعدم الإحساس بالاستقرار، مشيرة إلى أن أهم أنواع الاستقرار التي يحتاجها الإنسان هو استقرار الوقت.

واستنكرت فكر الحكومة بأن تغيير التوقيت يوفر الطاقة الكهربائية، قائلة «لو تغيير الوقت عشان توفير الكهرباء فهذا لا يحدث، لأن الناس بقت تسهر أكثر وبالتالي بتستخدم كهرباء أكثر».