عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القارئ أحمد نعينع.. طبيب القلوب

القارئ الطبيب أحمد
القارئ الطبيب أحمد نعينع

لم يكن ارتباط اسمه بلقب القارئ «الطبيب» على اعتبار أنه حاصل على ماجستير فى طب الأطفال فقط، لكنه طبيب للقلوب أيضًا، لما حباه الله من نعمة حفظ القرآن الكريم وإجادة أحكام تلاوته، مما جعله يقف فى الصفوف الأولى بين كبار دولة التلاوة فى مصر، ومنذ أن بدأ خطواته الأولى نحو الدخول فى مجال قراءة القرآن سار على نهج ودرب قارئ الملوك الشيخ مصطفى إسماعيل، لذا فهو القارئ الذى يعده الكثير من أهل القرآن أنه الامتداد الحقيقى لعملاق التلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل.

وحينما يسأل د. نعينع عن سر انحيازه له يجيب على الفور: أنا منحاز لعمنا الشيخ لصوته الجميل والقوى، خاصة أن العُرب فيه مضبوطة وقدرته فائقة على التنقل بين المقامات المختلفة بيسر وسهولة، وقفاته لا يستطيع أن يضاهيه فيها أحد، يمتلك القدرة على تنغيم الكلمات الصعبة دون الإخلال بالنطق الصحيح، بالإضافة إلى الروحانية واستحواذه على إحساس المتسمع فهو بلبل صداح.

ولد القارئ الطبيب د. أحمد نعينع فى 15 مارس عام 1954 بمركز مطوبس - محافظة كفر الشيخ، وقد عشق نعينع تلاوة القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، وكان والده تاجرًا عرف بالصدق والأمانة، وقد دفعه لحفظ القرآن وفى الثامنة من عمره وأتم حفظه على يد الشيخ «أحمد الشهوا» ثم جوده على يد الشيخ أمين الهلالى ورغم أنه سار فى التعليم العام لكنه لم ينس القرآن قط حتى حصل على الإجازة فى علوم القراءات العشر على يد الشيخ فريد نعمان حتى أنهى دراسته للطب بجامعة الاسكندرية.

تعلق د. نعينع بقراءة القرآن فى الاحتفالات والمناسبات الدينية منذ أن كان فى المدرسة الابتدائية، فكان فى مدرسة مطوبس الابتدائية يقرأ على زملائه ما تيسر من آيات الذكر الحكيم كلما واتته الفرصة حتى ذاع صيته، وقبل أن ينهى دراسته الثانوية كان نجمه قد بدأ يتلألأ حتى استقر فى الإسكندرية ما بين مطلع السبعينيات ومطلع الثمانينيات، وهناك سمعه الدكتور أحمد السيد درويش رئيس جمعية الشبان المسلمين وقتذاك، وبدأ يصحبه إلى الاحتفالات الدينية حتى ذاع صينه فى الإسكندرية، وعندما التحق بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، سمعه الدكتور محمد أبو الفتوح رئيس قسم الجراحة فى الكلية آنذاك وتحمس له وساعده حتى أصبح قارئ السورة بمسجد السماك بحى غيط العنب بامتداد «10» سنوات من عام 1970 إلى 1980 وحتى تم اعتماده بالإذاعة وانتقل للقاهرة لينطلق صوته عبر الأثير حاملاً أسمى آيات الكتاب الحكيم، إلى مختلف دول العالم الإسلامى.

وفى فجر شبابه كان «نعينع» على موعد مع الشهرة والانطلاق عام 1979 فقد أعجب به الرئىس الراحل أنور السادات أثناء قراءته فى الاحتفال بعيد البحرية برصيف «6» بالاسكندرية، ولم يمر شهر وقتها حتى ضمته الإذاعة لها واعتمدته قارئًا بها فى شهر نوفمبر 1979 وقرأ القرآن لأول مرة فى العاشر من ديسمبر عام 1979 بمناسبة ذكرى الشيخ طه الفشنى قبل أن يقرأ أول فجر بالإذاعة فى 15 يناير 1980 أما قراءة السورة لأول مرة فقد كانت من مسجد المرسى أبو العباس بالاسكندرية أثناء احتفالات أعياد ثورة 23 يوليو فى عام 1980، والجدير بالذكر أن الإذاعة رفضت السماح للدكتور نعينع لقراءة السورة من مسجد السماك عام 1978 رغم اعتماده قارئًا للسورة من قبل وزارة الأوقاف بسبب عدم اعتماده إذاعيًا حتى تاريخه، وقد ضمه الرئيس السادات إلى السكرتارية الخاصة به وعينه طبيبًا فى سكرتاريته يرافقه فى كل تنقلاته ويفتتح كل الاحتفالات الرسمية والدينية حتى أصبح «نعينع» أحد أبرز نجوم التلاوة فى العالم الإسلامى كله، وبعد اغتيال الرئيس الراحل «السادات» فى 6 أكتوبر عام 1981 ترك «نعينع» العمل بسكرتارية الرئيس، والتحق بشركة المقاولون العرب طبيبًا بالمركز الطبى للشركة، إلا أنه ظل قارئًا لرئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك

إلى جانب عمله بالمقاولون العرب.

تميز د. نعينع باستقلاليته فى الأداء والشكل العام، حتى لعله يكون أول قارئ مصرى يرتدى البدلة ليخرج بذلك عن الزى التقليدى للقراء «الجبة والقفطان» فالأساس فى رأيه «الحشمة والوقار».

نقلة أخرى كانت فى حياة د. نعينع وهى إلمامه بعلوم وفنون القراءة فدرس الموسيقى لاقتناعه بأهميتها ليؤكد أن «القارئ بدون موسيقى كجسد بدون رأس» ولعل اهتمامه بالموسيقى كان سببًا فى علاقته القوية بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والتى بدأت عام 1982عندما سمعه فى الاحتفالات الدينية مشيدًا به وتمكنه من مقام «السيكا» والتنقل فى بحوره بيسر وسهولة.

عين «نعينع» قارئًا للسورة بمسجد سيد الشهداء الإمام الحسين رضى الله عنه بالقاهرة، فى منتصف الثمانينيات خلفًا للقارئ الكبير محمود على البنا، وقد فاز بالمركز الأول فى المسابقة الدولية لقراءة القرآن الكريم بإندونيسيا بعد تفوقه على القارئة الإندونيسية التى يطلقون عليها «أم كلثوم اندونيسيا» شارك «نعينع» فى العديد من المسابقات الدولية للقرآن ففى عام 1985م حصل على الجائزة الأولى فى المسابقة التى أقيمت فى الهند، وعام 1986 فى سلطنة «بروناى» حصل على الجائزة الأولى أيضًا من بين قراء من أكثر من «50» دولة، بعد أن نال إعجاب أعضاء لجنة التحكيم، وفى عام 1990 اختير رئيسًا للجنة التحكيم لمسابقة القرآن الكريم التى أقيمت فى ألمانيا إلى جانب مشاركته كضيف شرف فى ماليزيا عامى 1978 و1995 ومسابقة كندا عام 1994.

وفى منتصف الثمانينيات سجل د. نعينع المصحف المرتل للإذاعة المصرية ثلاث مرات بصوته، الأولى كانت دون أجر، والثانية والثالثة سجلهما فى الدول العربية وقد استطاع أن يسجله فى 21 ساعة، وهو يذاع فى العديد من بلدان العالم الإسلامى فضلاً عن تسجيله للمصحف المجود فى 80 ساعة للإذاعة المصرية ودون أجر.

سافر نعينع لدول العالمين العربى والإسلامى، بالإضافة إلى معظم دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وفى عام 1980 حمل دعوة القرآن إلى «لندن» عاصمة إنجلترا، وتكرر هذا فى معظم رحلاته الأوروبية والأفريقية، وفى ألمانيا أسلم على يديه العديد من الشخصيات وفى جنوب أفريقيا أسلمت سيدتان ورجل على يديه، كما سعد «نعينع» بقراءته القرآن لأول مرة على جبل عرفات.

وهكذا رحلة طويلة امتدت لسنوات انطلق نعينع من قمة إلى قمة عبر خطواته الواثقة فى عالم التلاوة ليصبح أحد أعلامها على الاطلاق، والدكتور نعينع متزوج من الدكتورة إيناس الشعراوى أستاذ الطب بجامعة الاسكندرية، ولديه ثلاث بنات «ياسمين ويسرا ويارا» متع الله الدكتور نعينع بالصحة والعافية وجعله نموذجًا يحتذى به قراء العالم الإسلامى جميعًا.