عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطايا رجال المرشد عزلت «مرسى» وعشيرته

بديع
بديع

الطريق إلى 30 يونيو 2013 كان ملغمًا بجملة من الأخطاء المريعة التى ارتكبها الإخوان أثناء حكمهم الكبيس بين عامى 2012 و2013، كلفتهم خسائر فادحة، أهدرت عقودًا طويلة من التخطيط والعمل من أجل اقتناص السلطة، فحين نالوها انكشف زيفهم وضعفهم وانتهازيتهم الفجة. ولم تمكث الجماعة فى الحكم سوى عام واحد، واندلعت تظاهرات مليونية ضدها، وهتف المصريون «يسقط حكم المرشد»، فى إشارة إلى أن المرشد العام للجماعة محمد بديع، هو الحاكم الفعلى وليس الرئيس السابق محمد مرسى.. لقد أضاع الاخوان السلطة التى منحتها لهم المصادفة، وبعض الظروف الدولية، والتربيطات المشبوهة مع واشنطن، فضلا عن أخطاء من تولوا زمام الأمور فى مرحلة ما بعد 25 يناير 2011، لينتهى الحال بتلاميذ حسن البنا وسيد قطب من احتلال قصر الاتحادية، إلى سجون طرة وأبوزعبل وبرج العرب، بينما يبدو حبل المشنقة قريبا بشدة من رقابهم، ومن ممثلهم «محمد مرسى»، وذلك على خلفية قضايا تخابر وتهديد للأمن القومى واقتحام سجون وقتل المصريين، فى حين أن الجماعة نفسها فقدت مصداقيتها، واكتسبت كرها شعبيا غير مسبوق بعد أن كشف الإخوان عن وجههم الدموى خاصة فى المشهد الأخير من اعتصامى رابعة والنهضة، حيث قام المتظاهرون بحمل العصى واستخدموا لهجات التهديد أمام الكاميرات تأكيدا على أنهم يريدون السلطة أكثر من اهتمامهم بمصلحة الوطن...

فى البداية يجب أن نشير الى أنه منذ وصول مرسى إلى السلطة بدأ المصريون يشتكون من مساع لـ»أخونة الدولة» واتهامات للرئيس الأسبق بالانحياز للجماعة، وليس لمطالب المصريين، وما زاد الأمور احتقانا إصدار مرسى عدة إعلانات دستورية كان أبرزها ذلك الذى سعى من خلاله الرئيس الأسبق لتحصين قراراته من الطعون القضائية، وهو الأمر الذى أثار احتجاجات أمام قصر الاتحادية فضت بالقوة وسقط فيها قتلى وجرحى من المتظاهرين، وبقيت الأمور تتطور فى هذا الاتجاه...كما أنه فى أثناء حكم الاخوان ارتكبت جماعة مرسى، تحت سمعه وبصره وبمباركة منه، وغالباً رغماً عن أنفه، وبحكم بيعته للمرشد العام للإخوان ولمكتب الإرشاد، مئات الجرائم السياسية والجنائية، كما ظن قادتها أن بإمكانهم بيع الدولة المصرية فى المزاد العلنى وهم فى السلطة.

ثم كانت حرب العصابات الإرهابية الشاملة التى قادها ولا يزال الإخوان وحلفاؤهم من جماعات التكفير والعنف المسلح، بعد 30 يونيو، وبعد فض اعتصامى رابعة والنهضة على يد الأمن، من أجل حرق مصر وتدمير مؤسساتها بإشاعة الفوضى والتطرف.

هذا وقد ظهر الإخوان على حقيقتهم وأنهم أصحاب سلطان وليس أصحاب دين كما كانوا يتشدقون بل إن كل همهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، فلا عهد يصان، ولا التزام ينفذ، ولا كلمة حق تقال. فى حين أن عشرات الشيوخ والدعاة من أبناء الإخوان، أو من المتمسحين بهم بحثا عن المال أو الشهرة أو السلطة، صاروا يزيفون الحقائق ويرددون الأكاذيب من أجل ترسيخ التنظيم فى كرسى الحكم.

ومما لا شك فيه أن سقوط الاخوان لم يبدأ فى 30 يونيو وانما بدأ منذ تولى مرسى حكم

مصر واختياراته الفاشلة لكل فريق العمل معه فى قصر الاتحادية أو فى مجلس الوزراء وهو ما يعرف بمستشارى السوء سواء من عمل مع مرسى بشكل رسمى أو غير رسمى أو من أصحاب الدعوة الإخوانية والترويج للسلطان الجديد الذى غرق فى «شبر ميه» وفشل فى إدارة البلاد والعباد والنتيجة سقوطه وانهيار جماعته.

أخونة الدولة

وقال الشيخ نبيل نعيم نبيل نعيم- القيادى السابق فى جماعة الجهاد والخبير فى شئون الجماعات الاسلامية، إن الأسباب التى أودت بحكم جماعة الإخوان تتلخص فى اتجاه الجماعة للتقوقع على نفسها منعزلة عن باقى المشهد السياسى، فضلا عن اتجاه الجماعة للزج بأنصارها فى المناصب الرسمية العليا فى الدولة، فيما كان يسمى بـ» الاخونة». وتابع: يدخل من ضمن الاسباب ايضا اتجاه الجماعة للعداء مع كل القوى السياسية وخسارة الجميع بمن فيهم أنصارهم من السلفيين، بالإضافة الى الإعلان الدستورى الذى اثار المشهد السياسى على الرئيس المعزول مرسى.

وختم الأسباب بإخفاق «مرسى» فى الوفاء بوعوده بتوفير العدالة الاجتماعية للمواطن فى الشارع، مشيرا الى ان أهم الأسباب هو لجوء مرسى للتحالف مع الجماعات التكفيرية والإفراج عن معتقلى الإرهاب، ثم دفع بهم فى الصفوف الأولى فى الاحتفالات الوطنية الرسمية مثل احتفالات أكتوبر.

حكم سلطوى

أكد حسين عبدالرازق – عضو المكتب السياسى لحزب التجمع- أن الأسباب التى أودت بحكم «الإخوان» فى مصر كثيرة لكن أهمها ان الاداء السياسى للجماعة لم يكن مقنعا بالنسبة الى المصريين من غير المنتمين اليها من حيث الانفراد بالحكم، وتجاهل المعارضة الى سلوك الرئيس «مرسى» الذى كان أشبه بزعيم حزبى أكثر منه رئيساً لكل المصريين كما كان يفترض فيه أن يكون. وكانت خطبه الثلاث الاخيرة أكبر دليل على ضيق صدره بالرأى الآخر وبالمعترضين على حكمه.

وبالتالى فإن أكثر ما عجل بإسقاط حكم «الاخوان» كان «الاخوان» أنفسهم الذين رفضوا ان يخرجوا من الخطاب الحزبى الضيق الى الخطاب الوطنى الذى كان يمكن ان يحدث فرقا ويمكنهم من الاستمرار فى الحكم مدة أطول.