رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

3 مؤشرات على طريق التودد التركي إلى مصر

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قطيعة بينة حكمت علاقات مصر وتركيا منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، لكن مع دخولها للعام الثالث، باتت تلوح في الآفق منذ فترة كبيرة، مؤشرات لتودد الجانب التركي، من أجل عودة العلاقات بينهما، تمثلت هذه المحاولات في ثلاث خطوات نستعرضها في التقرير التالي.

«عودة العلاقات مع روسيا وإسرائيل»

بات من الواضح خلال الفترة الأخيرة، أن تركيا تحاول ترميم علاقتها مع جيرانها من بلدان العالم، اللذين دخلت معهم في خصام منذ عام 2011؛ من أجل العودة إلى مربع ما قبل ثورات الربيع العربي، وهو ما بدا مؤخرًا في الإتفاق الرسمي الذي وقعته أنقرة مع إسرائيل، والذي بمقتضاة ستعود العلاقات بينهم عما قريب.

ونصت الإتفاقية التي وقعت بين الجانبين، على تخلي الأتراك عن شرط المصالحة برفع الحصار عن غزة، في مقابل موافقة إسرائيلية على دفع 21 مليون دولار لذوي القتلى الأتراك، والذين قتلوا على متن سفينة «مرمرة» بيد الجنود الإسرائيليين في عام 2010.

أما على الصعيد الروسي التركي، فلا شك أن تصريحات الجانب الأخير خلال الفترة الماضية، اتضح من خلالها الرغبة التركية في ترميم علاقتها مع موسكو، التي اضطربت على إثر اتهام «فلاديمير بوتين» الرئيس الروسي، نظيره التركي «رجب طيب أردوغان»، بتفجير طائرة روسية كانت مُتجهة إلى الحدود السورية، ودخلت المجال الجوي التركي.

هذه السياسة الجديدة التي اعتمدتها تركيا في إصلاح ما تدهور من علاقتها الدبلوماسية، بلا شك لن تغفل فيها مصر، التي تبدو وكأنها محطة الاصلاح التركية القادمة، لاسيما مع الإشارات المتكررة للساسة الأتراك حول أهمية وضرورة عودة هذه العلاقات.

وهو الأمر الذي أكده «باكير أتاجان» الباحث والمحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط، حيث أكد في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن المقتضيات الإقليمية تجبر تركيا للسعي نحو مصر مثلما فعلت مع موسكو وتل أبيب، خاصة بعد أن وجدت نفسها معزولة بين جيرانها؛ لأن النظام الحالي تم الاعتراف به دوليًا واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي على السجاد الأحمر في باريس وبرلين ولندن.

«تلميحات تركيا بعودة العلاقات»

وخلال هذه المحاولات الاصلاحية، لا تلبث أنقرة كل فترة وترسل بإشارات إلى الجانب المصري، على لسان رئيس وزرائها «بن علي يلدريم»، الذي ألمح أكثر من مرة إلى رغبة بلاده في عودة العلاقات مع مصر.

وآخر الصيحات التركية، ما صرح به «يلدريم» أمس الثلاثاء إلى وكالة «الأناضول»، بتأكيده على ضرورة عودة العلاقات مع مصر دون أي تحفظات، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات ستبدأ على المستوى الوزاري، دون أن يحدد موعد.

وفي 18 يونيو الجاري، خلال لقاء له مع عددًا من الصحفيين الأتراك، جدد «بن علي» هذا الترحيب، حيث أكد وقتها على ضرورة إعادة العلاقات بين تركيا من جهة، وكلًا من سوريا ومصر وإسرائيل وروسيا من جهة أخرى إلى مستواها الطبيعي.

وقال «يلدريم»: «إسرائيل، سوريا، روسيا، مصر لا يمكن البقاء في حال العداء الدائم، الذي سيؤدي إلى الانتهاء مع هذه الدول المحيطة بالبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط».

أما عن سوء العلاقات بين مصر وتركيا، أضاف: «ينبغي ألا نمنع العلاقات التجارية بين البلدين، ويمكن تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسة، لا سيما أن تطويرها سيكون مفيدًا بالنسبة لكلا الشعبين».

ودومًا ما تصطدم التلميحات التركية، بواقع «عدم الارتياح» لدى الجانب المصري، حيث علق أمس الثلاثاء، المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، عن أن تركيا مستمرة في التناقض والتأرجح بين الأفعال والأقوال.

وهو الأمر الذي فسره الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، في تصريحات إلى وكالة «الأناضول»، بأن تصريحات الجانب المصري تعكس

صعوبة استجابته للمطلب التركي، ما دامت أنقرة لا تعترف بـ 30 يونيو ضد حكم الإخوان كثورة شعبية ثانية للشعب المصري.

وعبر بوابة الاقتصاد ستنطلق محطات إعادة العلاقات المتدهور بين مصر وتركيا، وفقًا لرؤية «باكير أتاجان» المحلل السياسي، والمحاضر في جامعة أيدن التركية، الذي أشار أيضًا إلى أنها ستشمل بعد ذلك الجانب الاجتماعي والسياسي والثقافي.

«الإرهاب والتخلي عن الإخوان»

وكان للعمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا منذ مطلع العام الحالي حتى الآن، بصمة في هذه الخطوات، لاسيما مع الطرح التركي الأخير، الذي ينبىء بانقلاب أنقرة على الجماعات الإرهابية، وإمكانية تخليها عن جماعة الإخوان.

واتضح هذا الأمر في تصريحات «يلدريم» التي قال فيها أن بلاده تريد الفصل بين ما اسماه «الانقلاب على الديمقراطية» وتطوير العلاقات الاقتصادية مع الجانب المصري.

وأضاف: «إذا وضعنا الشكل الذي تغير به النظام هناك جانبًا وما يتعرض له مرسي وفريقه من ظلم، فليس هناك من مانع في تطوير علاقاتنا الاقتصادية».

وسبق ولمح رئيس الوزراء بفكرة التخلي عن الجماعة بقوله عن عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي: «دعونا نترك الأمر جانبًا، فالحياة تستمر على جانب آخر، نحن نعيش في نفس المنطقة، ونحن بحاجة إلى بعضنا البعض».

ووفقًا لرؤية الدكتور مصطفي اللباد في إطار تصريحاته، فأن هذا الطرح يفهم منها أن هناك استعداد مبدئي تركي للتخلي عن الإخوان، قياسًا لما حدث في المفاوضات مع إسرائيل حين تنازلت تركيا عن شرطها في ضرورة فك الحصار عن غزة مقابل تطبيع العلاقات.

وأشار إلى أنه في سبيل حفظ ماء الوجه فقد تعمل تركيا للوصول إلى ترتيبات بهدف تحسين العلاقات مع مصر دون أن يقال إنها باعت الإخوان، وهو ما ينذر بأن المفاوضات بين الطرفين ستستغرق وقتًا طويلًا بسبب تفاصيلها.

وأضاف أن تخفيف من حدة العداء مع مصر، سيخدم أيضًا مصالح تركيا مع السعودية، كما إن الحاجة إلى نظام إقليمي متجانس.

وفي هذا الصدد.. يرى محمد محسن أبو النور، خبير العلاقات الدولية، أن لا أحد يستطيع انكار المحاولات التركية، الساعية للتودد إلى مصر؛ لاسيما لأنها من أهم الدول التي ارتبطت بمصالح وإتفاقيات معها، فضلًا عن حالة الانعزال الإقليمية التي تعيشها أنقرة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ«بوابة الوفد»، إلى أن هناك محاولات سعودية للتهدئة بين الطرفين، ولكن مصر في الوقت ذاته لن تقبل التسوية إلا إذا طبقت أنقرة القول بالفعل.