رؤية عُمانية لأمن الخليج العربي
منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مقاليد الحكم في السبعينيات وحتى الآن وعلى مدار ستة وأربعون عاماً، سعى إلى إطلاق فكرة إقامة التعاون الإقليمي باعتباره يعزز الكتلة الخليجية في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، وباتت تلك الرسالة العمانية بشأن التعاون الإقليمي، أحد العناصر الرئيسية للسياسة العمانية التي كان يقودها ويمثلها شخصيا السلطان وهو ما عبر عنه بقوله في حديث لمجلة المصور المصرية عام 1973م: "نحن جميعا نهتم باستقرار الأمن في المنطقة كسياسة عامة، ولا ريب اننا إذا حققنا الأمن في المنطقة وتعاونا جميعا في هذا السبيل فإننا نكون بذلك قد حصنا أنفسنا ضد أي خطر خارجي، ولا ريب كذلك في الاتحاد قوة، وهو إذا ما أمكن تحقيقه فإنه سيكون الدرع الواقي للمنطقة"
وأكد السلطان قابوس على ذلك في حديث آخر لجريدة الأنوار اللبنانية عام 1974م بقوله: "سنسعى إلى المزيد من التضامن والاتحاد بيننا وبين إخواننا في الخليج لأننا نعتبر أنفسنا وحدة كاملة والمستقبل كفيل بوضع اللمسات الأخيرة لأي نوع من الوحدة أو الاتحاد".
ودعا في عام 1976 لعقد اجتماع لوزراء خارجية دول الخليج بالإضافة إلى إيران والعراق، لمناقشة قضايا الأمن
واستمرت المساعي العمانية – بتوجيهات السلطان قابوس – قائمة وتعززت دعوتها لإقامة ترتيبات أو إطار للتعاون الإقليمي شيئا فشيئا عن طريق الاتفاقيات الثنائية والبرامج المشتركة في المجالات التخصصية.