أيمن الكفيف: نمشي من البلد ولّا نموت يا ريس

إذا تركت مشروع الأنابيب مش هلاقى أأكل أولادى العيش الحاف.. هكذا تحدث الكفيف أيمن أبو الوفا مصطفى من محافظة قنا وهو يحدثنا عن حلمه.. صارخاً.. جئت من الصعيد طارقاً باب الوفد عسى أن أجد حلًا لمشكلتى، وأضاف الحاصل على ليسانس شريعة وقانون دفعة 2006: أنا ميت من الجوع، قبل الثورة كنت شغال فى السياحة تابع، كنت أكافح ولا أنتظر الجنيه صدقة من أحد، وكان دخلى اليومي 500 جنيه، وبعد الثورة أصبحت بدون عمل... ولا أدرى.. ماذا أفعل، وعندى زوجة وثلاث بنات، ساكنين فى البلد وصاحب البيت يريد 400 جنيه شهرياً وإلا سيقوم بطردنا من البيت، ويواصل :جئت الى القاهرة واضطررت لبيع كروت الشحن بجوار محطة المترو لكى أوفر لقمة عيش حلال لأبنائى، لكن أصدر وزير الداخلية قرارًا بمنع الباعة الجائلين وتوقفت عن مزاولة بيع كروت الشحن احتراماً لتعليمات وقرار الوزير، ورجعت البلد وسط أولادى، وعملت فى أنابيب البوتاجاز من خلال حصة شباب الخريجين التابعة لإدارة التموين، وبالفعل أعطونى 30 أنبوبة ايجار آكل منها عيش، من خلال حصة تعهدية مرخصة وهذا بدل التعيين، وكنت أتحصل منها على 130 جنيهاً فى اليوم..، وبعد فترة رددت الأنابيب نظرا لارتفاع سعر الإيجار فهو يريد فى الأسبوع 500 جنيه.. بحثت عن فرصة عمل أخرى فتم تعيينى فى نادى الإنتاج الحربى مقابل راتب شهرى 700 جنيه... لكن هذا المبلغ لم يحقق لى حياة

كريمة فإيجار البيت 400 جنيه، ومصاريف بيت وزوجة وثلاث بنات، وأخت كفيفة أتولى رعايتها ومصاريف علاجها بالكامل.. ويواصل مع بكاء مستمر لا ينقطع.. لجأت كثيرا إلى البنوك من أجل الحصول على قرض، وللأسف الكل قال نحن لا نتعامل مع المكفوفين.. ويتابع أيمن: حلم عمرى والحلم حق مشروع أن يكون عندى 100 أنبوبة، بينما طموحى فى الحياة امتلاك 50 أنبوبة نعيش منها مرتاحين.. ومضى قائلاً:

لا أريد وظيفة حكومية، بل أريد 50 أنبوبة بوتاجاز فقط..

ويواصل باكيًا: يا ريس أنا ذهبت إلى الصندوق الاجتماعى للتنمية عشان مشروع أنابيب مكون من 50 أو 30 أنبوبة فقط قال نريد دراسة جدوى من البنك الأهلى وخطابًا موجهًا، وعندما ذهبت للبنك الأهلى قال: أنت "أعمى" كفيف.. والشئون الاجتماعية ترفض أن تعطيني مرتبًا علشان
أنا نظيف وشيك وبلبس بدلة... هل هذا يرضيك ياريس!! أمشى من البلد وأموت ولّا أبيع أولادى ولا أشتغل وآكل لقمتى من عرق جبينى؟!!