عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. "المحبة الوطنية" مائدة رحمن مسيحية بنكهة مصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

كراسٍ متراصة ومنضدات مُجهزة وأناشيد رمضانية تملأ أركان المكان، أمثال "رمضان جانا، وحوي يا وحوي وأهلًا رمضان" وبعض الأغاني الحماسية كـ " بشرة خير"، في مشهد كرنفالي لا صوت يعلو فيه علي صوت المحبة الوطنية، فيه المصحف الشريف إلي جوار الإنجيل جنبًا إلي جنب.  

هناك وعلي بعد خطوات من ميدان التحرير نبع ثورة مصر في موجتيها ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، وتحديدًا أمام كنيسة قصر الدوبارة، تجد العشرات من المسيحيين، علي اختلاف فئاتهم العمرية من الأطفال والشباب والكبار، يعملون بهمة ونشاط ووجه بشوش علي إعداد إحدى موائد رحمن الشهر الفضيل للمسلمين رافعين شعار "مسلم .. مسيحي كلنا مصريين ،ومفيش فرق بينا".

وعلي مائدة رحمن "المحبة الوطنية"، التي تنظمها الكنيسة الإنجيلية  بقصر الدوبارة للعام الخامس علي التوالي يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع علي مدار شهر رمضان، تختلف الأديان وتختلط الوجوه المتواجدة عليها، ويبقى الجميع متشابهًا في مصريته.

ورواد تلك المائدة ليسوا من الفقراء والمساكين فحسب، بل تتوافد عليها مختلف الطبقات، فالبعض يذهب للمشاركة والتكافل مع الأخرين وللإحساس بدفء العائلة والتأكيد علي الوحدة بين المصريين، والبعض الأخر لم يسعفه الوقت والطريق واضطر للجوء إليها.

ويشار إلي أن موائد الرحمن في مصر ليست وليدة اللحظة ولكن تعود أصولها إلي العصر العباسي والفاطمي، كما أن أول مائدة رحمن قبطية كانت في العام 1969، عندما أقام القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مار جرجس، مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين فى شهر رمضان بميدان الأفضل بشبرا.

 

يقول جرجس ميلاد المسئول عن بنك الطعام بالكنيسة المنوط به إعداد مائدة "المحبة الوطنية"، أن المائدة يتم إعدادها كل عام يومي الجمعة والسبت منذ 5 أعوام، لافتًا إلي أن الهدف منها خدمة إخواننا الصائمين بكل محبة وفرح.

ويُضيف ميلاد ان الكنيسة تٌقدم وجبات لـ 300 فرد،  وتشتمل الوجبة في معظم الأحيان علي "رز وربع فرخة وسلطات وملوخية وعيش"، مبينًا أن الكنيسة أيضًا تحرص علي توفير المياه والعصائر لتوزيعها علي الصائمين المارين بالشوارع وقت آذان المغرب.

وتوضح أمال موريس، إحدي المتطوعات القائمات علي إعداد المائدة، والتي يبلغ عمرها 50 عامًا، أنها تأتي يومي الجمعة والسبت، منذ بداية شهر رمضان الكريم، إلي مقر الكنيسة للمشاركة في إعداد الطعام وتجهيزه للصائمين.

وتعبر موريس عن فرحتها البالغة، أثناء مشاركتها في إعداد المائدة المحبة الوطنية، قائلة:" أنا باجي بقالي 5 سنين هنا، ولو عندي مشاوير بلغيها علشان اشارك في إفطار الصائمين".

"أنا اتعودت أصوم رمضان من وأنا

عندي 12 سنة، وبحب أشارك المسلمين فرحتهم برمضان وبالصيام خاصة أن اللي مربياني جارتي المسلمة"، هكذا تذكر أم نانسي إحد المتطوعات التي حرصت علي رفع المصحف بيدها اليمني والإنجيل بالأخري.

وتلفت مادونا نبيل التي تشارك في إعداد المائدة للمرة الأولي، بمشاركة أصدقائها، وتبلغ من العمر 15 عامًا أنها تدرك جيدًا أنه لافرق بين مسلم ومسيحي؛ لذا حرصت علي مساعدة الصائمين، في إتمام إفطارهم مستطردة:" كلنا مصريين ولازم نساعد بعض".

ويروي يوسف طه، احد رواد المائدة، أن هدف موائد الرحمن، هو توفير الطعام لكل الفئات ولا يقتصر علي الفقراء والمحتاجين فقط، حاكيًا :" أنا واصحابي خلصنا شغلنا وكنا مروحين وأتأخرنا وبيوتنا بعيدة فاقترحنا اننا ناكل في مائدة المحبة خاصة أنها كانت اقرب واحدة لينا وقولنا نغير ونعيش التجربة".

ويذكر ريمون أمير، أحد الجالسين علي المائدة، أنه ود أن يُشارك الفقراء وأصدقاءه المسلمين فرحتهم أثناء الإفطار، كما انه أراد أن يحمل رسالة لهم بأن الموائد ليست للفقراء والمحتاجين فقط بل بكافة الطوائف والفئات.

ويحكي مصطفي حلمي، أنه لم يتزوج ويفتقد إلي جو الاسرة، لاسيما ان اخته تزوجت وتعيش مع أسرتها، لذا اعتاد علي التردد إلي تلك المائدة كل جمعة وسبت، ليعيش " جو لمة الفطار ومن المعروف ان رمضان بيحب اللمة".

وعلي إستحياء جاءت أم محمد تلك التي تبلغ من العمر أرذله إلي المائدة، وهي تحمل أوانيها وكيس اسود لتطلب بعض الطعام من القائمين علي المائدة، ومن ثم تأخذه وترحل وهي تردد :" تسلم إيدكو علي الاكل احنا اخوات وعمرنا ما سمعنا عن حاجة اسمها مسلم ومسيحي وده اللي اتربينا عليه".

 

شاهد الفيديو: