رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جمعية حقوق المشاهدين: إعلانات التليفزيون «شحاتة» و«ابتزاز عاطفى» للمصريين

 حسن علي رئيس جمعية
حسن علي رئيس جمعية حماية المشاهدين

يهل علينا شهر رمضان كل عام ببركاته وروحانياته العظيمة ورغبة المسلمين في الخروج منه مغفوري الذنوب، إلا أن البعض يسعى لاستغلال هذه الروحانيات من أجل جمع الأموال والتبرعات، واستدرار عطف المواطنين في هذا الشهر الكريم، للإنفاق في شتى وجوه وأبواب الخير، وهو ما تقوم به الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خلال إعلاناتها المختلفة التي وصفها البعض بإعلانات «الشحاتة والتسول» التي تسيء لمصر بين الدول العربية وذلك لانها تعرض على القنوات الفضائية، وتستغل البسطاء من الفقراء والمرضى للترويج للمؤسسات الخيرية مقابل الدفع لهم وهو ما يتنافي مع أخلاقيات العمل الإعلاني ومقتضيات الرسالة الإعلامية بل يعد انتهاكًا لخصوصياتهم، ومخالفًا لمواثيق الشرف الإعلانية المحلية والدولية.

وتستعين هذه الاعلانات بنجوم الفن والرياضة، إضافة إلى المفكرين والساسة والشيوخ من الجانب المسلم والقساوسة من الجانب المسيحى من أجل توجيه وحث المواطن على التبرع لهذه الجمعيات الخيرية، وهو ما يثير تساؤلا حول التكلفة التي تبلغها هذه الاعلانات ومن أين تحصل هذه الجمعيات على اموالها للإنفاق على هذه الحملات الإعلانية.

من جانبه، وصف حسن علي، رئيس جمعية حماية المشاهدين، إعلانات التبرعات للجمعيات والمؤسسات الخيرية على شاشات الفضائيات في رمضان، بـ«العار» لافتًا إلى أن هذه الإعلانات اساءت لمصر بين الدول العربية وأظهرتها في صورة الدولة المتسولة، وذلك لأنها تذاع على الفضائيات وليس التليفزيون الأرضي فقط.

وأوضح «علي»، أن الصحة وعلاج المواطنين من الأمراض هي مسئولية الدولة والحكومة وليس الجمعيات الخيرية التي تستغل مرض بعض الأشخاص لجني الأموال، وذلك بمشاركة شخصيات مشهورة من فنانين وعلماء الدين يتقاضون الملايين من أجل عمل هذه الاعلانات، مبينًا أن وجود هذه الاعلانات يفقد الحكومة شرعيتها وقدرتها على الوفاء بأقل حقوق المواطنين.

وأكد «علي»، أن الجمعية تصدر تقريرا كل عام تقيم فيه أداء إعلانات رمضان، مضيفًا أن هذا العام يعد الأسوأ في طريقة تقديم الاعلانات وذلك في ظل الانفلات وغياب المحاسبة والرقابة.

وعن استغلال الاطفال، أكد «علي»، أن هذا مخالف لقواعد الاعلام المهنية والأخلاقية والتي تجرم توظيف الاطفال بهذه الصورة السيئة لتحقيق المكاسب والمنافع.

وبين «علي»، أن استغلال البسطاء من الفقراء والمرضى للترويج للمؤسسات الخيرية مقابل الدفع لهم يتنافي مع أخلاقيات العمل الإعلاني ومقتضيات الرسالة الإعلامية ويعتبر انتهاكًا لخصوصياتهم، بالإضافة إلى حرمة هذا الاستغلال في مواثيق الشرف الإعلانية المحلية والدولية.

وأشار «علي»، إلى أن الحل هو التعجيل باصدار قانوني الصحافة والاعلام الموحد ونقابة الاعلاميين، وذلك لمحاسبة المتجاوزين الذين يستغلون حاجات الناس لتحقيق منافع ومكاسب شخصية.

وعن الأموال التي تحصل عليها الجمعيات لتمويل الاعلانات، أكد عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اموال الدعاية تدفع من الاموال التي يتبرع بها المواطنون قائلا: «هذه الحملة الاعلانية  الكبرى من اموال المتبرعين»

وأشار «ربيع»، إلى أن الجزء الذي يصرف على الاعلانات يعتبر قليلًا مقارنة بالتبرعات التي تجمعها هذه الجمعيات، مفيدًا بأن لعبها على عواطف الناس واستجداءهم للتبرع يمكنها من جمع الاموال الكثيرة.

ولفت «ربيع»، إلى أنه يجب أن يتم تفعيل الرقابة على هذه الجمعيات والاعلانات التي تقوم بها وذلك لمنع هذه الفوضى الاعلانية التي أصبحت تستفز مشاعر المصريين وتجعلهم يعيشون في جو من الكآبة والاحباط.

وبين «ربيع»، أنه لا أحد ينكر وجود جمعيات جادة تعمل على تحقيق المنفعة للمواطنين، وتعمل بدون الظهور الإعلامى والشو الرمضانى، وتقدم كل الواجبات الإنسانية بدون أى ضجيج ، أو إعلانات من أجل الحصول على أموال أو تبرعات ، وإنما يذهب إليها المتبرع وهو واثق منها.

وتابع ربيع، أن هناك سؤالًا مهما ينساه المصريون عقب انتهاء شهر رمضان وهو أين تم صرف أموال المتبرعين ومن سيحاسب هذه الجمعيات على مصادر صرف هذه الاموال؟.

أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، أنه من حق الجمعيات والمؤسسات الخيرية أن تقوم بعمل اعلانات لجذب المواطنين للتبرع والتطوع، ولكن الاعتراض على الاسلوب والطريقة التي تقدم بها هذه الاعلانات.

وقالت «عبدالمجيد»: إن هذه الاعلانات تجعل المشاهد يقع تحت وطأة الابتزاز العاطفي، حيث إنها حولت شهر رمضان الكريم من عمل وعبادة إلى شهر للتسول والمتاجرة الفاضحة بآلام وأمراض المصريين، والمحاولات البائسة لاسترحام مشاعر المشاهدين خلال الشهر الفضيل للتبرع الإجبارى.

وبينت «عبدالمجيد»، أن هذه الاعلانات ذات تكلفة عالية، و كان من الأفضل أن يتم استخدام هذه الاموال في خدمة الفقراء وليس الشحاتة والتسول، مؤكدة أن هناك أساليب اعلانية كثيرة تستطيع بها الجمعيات أن تعلن بدون استغلال الناس.

وأكدت «عبدالمجيد»، أنه يجب وضع آلية لمراجعة الاعلانات وفق الضوابط المتعارف عليها وميثاق الشرف الاعلامي، وذلك للحفاظ على ما تبقى من إنسانية وكرامة الفقراء ومحدودي الدخل.