رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برامج المقالب.. إهانة على ورق «بنكنوت»

بوابة الوفد الإلكترونية

الطبيعى أن تكون برامج المقالب «الكاميرا الخفية» سابقاً والتى نشاهدها كل رمضان ضيفh خفيفh على المشاهد، تحمل له «بونبوناية» تزيح عن كاهله ما تقدمه مسلسلات رمضان من عقد نفسية اصابت المشاهدين بهم الدراما الى جانب مشاهد العنف، وتفاصيل ترهق العقل والقلب من شدة قسوتها، لكن القائمين على برامج المقالب لديهم تصميم على أن ينضموا الى مسلسلات المشاكل والعقد النفسية، برامج أظهرت ضيوفها فى حالة يرثى لها امام الجماهير العربية من المحيط الى الخليج، والغريب فى الأمر والشىء العجيب أن النجوم على علم مسبق بالمقلب، لكنهم أمام الكاميرا وأمام بشاعة الموقف، وحالة السخرية منهم يصابون بحالة من الغضب، تجعلهم يهزون بكلمات تصل الى حد السب والقذف لمقدم البرنامج، وكلما كان غضب الفنان الضيف عنيفاً كلما زادت اسهمه للمشاركة فى هذه البرامج التى اصبح لها سوق ينافس سوق الدراما لأن المبالغ والاجور التى تدفع للضيف تتراوح بين 10 و150 ألف دولار ارقام ليس قليلة تدفع حسب نجومية الفنان.

يأتى على رأس مقدمى هذه البرامج رامز جلال الذى سخر فنه وموهبته طوال السنوات الاخيرة لصالح هذه النوعية من البرامج وأصبح أجره ينافس كبار نجوم الدراما.

هذا العام واصل أفكاره المستهلكة المستوحاة من المراهقين وهى عبارة عن حريق يشب فى أحد الاماكن وما يتبعه من مواقف اطفاء للحريق، وتسليط خراطيم الاطفاء على الضيف بدرجة تجعله فى غاية الغضب، ونفس الامر يصنعه هانى رمزى فى برنامجه «هانى فى الادغال» والذى جاء بصيغة جديدة تضع الضيف وجها لوجه مع الحيوانات المفترسة فى غابات افريقيا المفتوحة، وما يتبعه هذا من حالة فزع للضيف.

ومع ازدياد كم هذه البرامج وانتشارها وتحقيقها لردود افعال متباينة بين مؤيد ومعارض لها يطرح اسئلة كثيرة حول حقيقة وواقعية هذه البرامج، وهل الضيف يكون على علم بما يحدث فيه مسبقاً أم انه يفاجأ بالحكاية؟ كل المؤشرات التى تخرج من الكواليس تؤكد أن الضيف يكون على علم بكل تفاصيل الحلقة، لكن رد فعله الغاضب يأتى بسبب زيادة جرعة الموقف مما يجعل الضيف فى حرج بالغ، ففى حلقة راغب علامة، وغادة عادل واحمد حسام ميدو شهد الموقف مبالغة شديد فى تسليط خراطيم الاطفاء على الضيوف مما جعلهم يظهرون فى شكل بالغ الحرج امام جمهورهم وأبنائهم، وبالتالى تجد شتائم وركل بالاقدام وضرب بالأيدى.

ورغم ردود الافعال الغاضبة الا أن الضيف ينسى كل شىء بمجرد أن يحصل على «الشيك» الخاص بالمبلغ المتفق عليه، لأن هذه النوعية من البرامج تعتمد على اغراء النجوم بالفلوس لان الاهانات التى يتعرض لها الفنان لا يمكن قبولها، وبالتالى فهو يضحى بكبريائه وكرامته من أجل المبلغ المتفق عليه سلفاً، ولو أن هناك فنانا يخشى على صورته امام جماهيره واسرته لرفض عرض الحلقة، وهذا حق طبيعى له خاصة اذا كان فنانا بحجم راغب علامة يمتلك علاقات قوية داخل القناة التى تنتج برنامج رامز.

والغريب أن كل عام تجد عدد

النجوم المشاركين فى هذه البرامج في ازدياد وبعضهم يتكرر فى أكثر من برنامج، وكأنه احتراف مثل هذه النوعية من البرامج نظراً لارتفاع الميزانيات المخصصة لها، رامز جلال نفسه لم يعد له مكان بين نجوم جيله الا من خلال هذه النوعية من البرامج، لأنه حرق نفسه كفنان مقالب، وبالتالى من الصعب عودته كممثل طبيعى بدليل أن فيلمه الأخير «كنغر حبنا» لم يحقق أى نجاح، وهذا معناه أنه استهلك نفسه فى هذا البرنامج بالدرجة التى جعلت الجمهور لا يذهب اليه فى دور العرض.

الجمهور فى المنازل لم يعد يعتب على رامز جلال أو هانى رمزى فقط، بل انه يضع النجوم المشاركين على رأس المتهمين لأن أغلبهم من كبار النجوم ولا يحتاجون الى تلك «المرمطة» والاهانة مقابل الاموال التى يحصلون عليها، وكثير من النجوم فقدوا احترامهم لدى الجمهور بمجرد المشاركة.

فى الماضى كانت هذه البرامج تقدم تحت مسمى «الكاميرا الخفية» وكان اشهرهم اسماعيل يسرى، وابراهيم نصر، وحسين مملوك ومنير مكرم وكانت تتضمن مواقف كوميدية بين مقدم البرنامج وبين شخصيات عادية من المصريين، وبصراحة شديدة كانت هذه النوعية تحترم المشاهد لأنها بعد التصوير كانت تمنح من يتعرضون للموقف حرية العرض من عدمه، وفى الغالب كان الجمهور يقبل عرض الحلقة من باب الضحك، وليس من أجل  المقابل المادى، وشهدت هذه الحلقات متعة حقيقية لأن المواقف كانت تبدو تلقائية، ولم يكن الهدف منها الربح أو الخسارة.. مقدم البرنامج كان يتقاضى ملاليم، ولم يكن المواطن الذى يتعرض للموقف يطمع فى اكثر من ابتسامة وضحكة، الآن دخلنا عصر الاستغلال.. استغلال الموهبة والنجومية والموقف وكل شىء.

الازمة الحقيقية ان هذه النوعية من البرامج بالفعل فقدت صلاحيتها، ولكن الفضائيات مصممة على أن تكون ضمن خطة برامجها رغم الملايين التى تنفق عليها، وهو ما يؤكد أن الفضائيات لم تعد تبحث عن تحقيق متعة للمشاهد بقدر سعيها خلف وكالات الاعلانات الداعم الأكبر لتلك البرامج السطحية.