رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أريد خلعًا

بوابة الوفد الإلكترونية

دق جرس المحكمة، وساد الهدوء بالقاعة، ليدخل المستشارون ويحتلون أماكنهم على المنصة، وينادى الحاجب على «لولا .ا» صاحبة دعوى الخلع التى اقامتها ضد زوجها المخرج باحد القنوات الفضائية،، تدخل القاعة فتاة نحيفة بيضاء اللون يتسم وجهها ببراءة الاطفال، وينبعث من وجهها نور وجمال يجذب جميع الحاضرين اليها، تقف الفتاة أمام القاضى وتحاول ان تخفى دموعها التى تملأ عينيها، تحلف اليمين، ويسألها القاضى انتى مازالت مصممة على الخُلع من زوجك، تنهمر الفتاة فى البكاء، وتقول: «نعم» يا سيدى القاضى أنا لست مصممة فقط، بل أتوسل اليك ان تفك اسرى من هذا الزواج الذى كان خطيئة، وغلطة عمرى أنى حاولت أهرب من مشكلة، فوقعت ضحية زوج كاذب وأب مزواج ومجتمع لم يقدر المرأة ويحترمها، ودائما ينظر اليها بانها تابع للرجل وعندما يخرج الرجل من حياتها ينظروا اليها نظرة مؤلمة، هذا بالفعل ما حدث معى فى حياتى، فانا بدأت مأساتى مع المجتمع منذ 15 عاما عندما تركنا والدى، وذهب وراء نزواته وزيجاته وعلاقاته المتعددة، فمنذ ان فتحت عينى وانا اسمع شكوى والدتى من تعدد علاقات والدى المتعددة بالنساء، وكانت والدتى تتحمل من اجلى انا واشقائى، وكان أملنا فى ان يتغير ولاننى كنت أعشق والدى وأحبه فوق الوصف لاننى كنت طفلته المدللة له، الا اننى فشلت فى العديد من محاولتى لاعادته الينا، لانه كان مريضا بنزوته مع النساء، وكان كل يوم أحواله تسوء عن اليوم السابق، حتي فوجئنا به يرفض الانفاق علينا، وكان يعتدى على أنا وأشقائى بالضرب اذا طلبنا منه اموالاً لشراء متطلبات المنزل، وكان يهدد والدتى ونحن بالطرد من المنزل، وقام والدي بترك المنزل، وتزوج بأخرى، كانت أول صدمة لى، رغم مساوئ والدى الا اننى كنت اشعر بالامان في وجوده، يوم خروجه من المنزل شعرت بأنى أصبحت يتيمة، والدى الذى أحبه ضحى بى وحبى له من أجل سيدة أخرى، أخفيت مشاعرى بداخلى خوفا على والدتى، ولأننا فى مجتمع ظالم كانوا دائما ينظرون الينا على أننا أسرة متفككة، كان أى عريس يرفض الارتباط بى أنا وشقيقتى، لأن والدنا منفصل عنا وله زيجات متعددة، وكاننا نحن المتسببين فى ذلك، فكيف يعقل أن يكون هو الجانى ونحن الضحية والمجتمع يعاقبنا على جريمته هو؟ قررت أن أسافر وأبعد عن هذا المجتمع الظالم وأحاول أن اجد عملا فى أى دولة عربية لكى أساعد أسرتى، وتعرفت هناك على زوجى المخرج بأحد القنوات الفضائية، وهو رجل عربى، وأوهمنى بحبه لى، وعندما علمت انه متزوج ولديه أولاد رفضت فى بداية الأمر، الا أنه بعد الحاح شديد وانه منفصل عن زوجته واكد لى اننى الحب الحقيقى له وان زواجه كان زواجا تقليدى، جلست افكر كثيرا ورغم ان عقلى كان يرفض هذا الزواج خاصا أنه يكبرنى بـ 13 عاما، الا أن قلبى أوهمنى بأنه سوف يعوضنى عن حب والدى وحنانه الذى فقدته، لم أعلم ربما اننى وافقت على الزواج للانتقام من والدى ولكننى للاسف لم اعلم اننى كنت انتقم من نفسى، ولم يحضر والدى لقراءة الفاتحة لى،

لانه تناسى ان لديه أبناء، أوهمت نفسى بأن زوجى هو المنقذ لى من قسوة الحياة وكلام الناس الذى كان دائما يتردد فى اذنى «انتى من اسرة مفككة» هذه الجملة كانت دائما تتردد فى سمعى، قررت أن أتزوجه قبل أن يطاردني شبح العنوسة، رغم رفض والدتى وأشقائى، الا اننى صممت على الزواج منه واقنعتهم به، وتمكنت من الحصول على تأشيرة لدخوله مصر، وتزوجنا وقررنا الاقامة فى مصر، ونظرا لان امكانياته المادية بسيطة، ولم يجد عملاً فى منزل والدتى، ولاننى كنت أعيش فى منزل والدتى كان زواجنا على الورق فقط، وأصبح زوجى عبئا على أسرتى دون عمل، وتوجهنا للاقامة فى القاهرة وعمل فى أحد القنوات، وقمنا بتأجير شقة مفروشة، اعتقدت اننى سوف اعيش حياتى مع زوجى ولكن للاسف اكتشفت ان زواجى حبر على ورق، فهو كان رجلا غريبا يكره ان ترتدى زوجته قميص نوم، او تجلس بجواره، وبدأت أفهم أنه يرفض اقامة علاقة زوجية معى، ولأننى أخجل من معرفة السبب كتمت بداخلى، وكنت أخشى أن أسأل أحدا عما يحدث حتى عن اسرتى، وبدأ قناع الحب الزيف يتساقط ويظهر زوجى على حقيقته، وهو أن زواجه منى كان مجرد محطة فقط للحصول على الإقامة في مصر، تأكدت أن هذا الرجل لم يكن هو السند الحقيقى الذى اطمئن على حياتى معه، فهو كان يخرج ويتركنى بدون مال ولا طعام فى الثلاجة، وبعدما فاض بى الكيل وصارحت أسرتى وطلبت الطلاق الا أنهم رفضوا، خوفا من كلام الناس على المطلقة، وبسبب هذه الأوهام بقيت زوجته 3 سنوات، إلى ان زهدت الدنيا كلها وقررت ان أتحرر من هذا الوضع الكاذب المخادع الظالم، وصممت على الطلاق، وعندما رفض زوجى توجهت إلى محكمة الاحوال الشخصية وتنازلت عن حقوقي لأحصل على حريتي.

بكت الفتاة بشدة، وتوسلت للقاضى سيادة المستشار اتوسل اليك بان تنقذنى من هذا الموت البطيء، الذى أعيش فيه فأنا ظلمت منذ صغري من أبى والآن أتعرض للظلم من زوجي وأنت الوحيد القادر أن ترحمني من هذا الزواج.