رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يسري الجندي: العشوائية تسيطر على الدراما.. والتليفزيون يقاطع الأعمال المحترمة

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يتوقع الكاتب والسيناريست يسرى الجندى، وهو يخطو خطواته الأولى فى الستينيات أن يصبح حال الفن بهذا التردى.. فقد تراجع المستوى وبلغ حد الانحطاط الأمر الذى دفع يسرى الجندى وأبناء جيله إلى تفضيل العزلة ومراقبة المشهد من بعيد والترحم على أيام جميلة مضت.

> أين أنت الآن؟

- أصلاً أنا كاتب مسرحى جئت إلى التليفزيون عام 1980 ضيفاً، وانتهت هذه الضيافة بـ30 مسلسلاً، وكانت لى محطات مهمة مثل كثير من زملائى، لكن كان المناخ مختلفاً، والآن أنا مجمد مشاركتى فيما يحدث، رغم أن لى عملين الأول «همس الجذور» مع إسماعيل عبدالحافظ والثانى «شجرة الدر» الذى حوله مشاكل متعددة مع التليفزيون المصرى، ورغم أن هناك فنانين كبارا فى انتظار أعمال كبيرة، لكن المعايير الآن والظروف مختلفة، قمت بتجميد معاملتى مع الساحة، حتى تستقيم الأمور من جديد، لأن المناخ الجديد لا يسمح بإنتاج أعمال ذات قيمة، وكل ما قدمت أنا وجيلى كان من إنتاج التليفزيون المصرى الذى كان قادراً على إنتاج أعمال كبيرة، لكن تبدل الزمان، وأصبح المهم الكسب المادى أياً كان الموضوع ما دام يجلب الإعلانات التى تلتصق دائماً بالأعمال الرديئة، وأصبحت هى التى تتحكم فى الدراما والبرامج.

> لكن هناك مبدعين أصحاب قيمة جدد، كيف ترى مصيرهم فى ظل هذا المناخ؟

- أعترف بوجود مواهب جيدة جداً على مستوى الكتابة، مثل عبدالرحيم كمال ومريم نعوم وناصر عبدالرحمن، وبشير الديك وفى الإخراج هناك من يخرج بلغة الصورة وفى مجال التمثيل لا يزال هناك من جيل الوسط، ولكنى كل هذا يتكلم فيه الإعلان أيضاً، وبالتالى ليس للمبدع رأى، وما دمت تجلب إعلانات أكثر تعطيك مالاً أكثر، لكن هناك أسماء عصية على قبول هذا، مثل يحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز، كما كان محمود مرسى من قبل، فهذه أسماء لها وزن تفرض اختياراتها على الشركات والقنوات الفضائية، لكني أشارك رغم تجميدى لنشاطى، بالرأى فى كيان جديد عملاق نضع فلسفته الآن عبر أفكار مغايرة لشروط السوق، واحتمالات التغيير آتية لا شك، ما دام ما يسمى فناً الآن غير معبر عن الواقع ولا عن الشخصية المصرية الطبيعية.

> متى يستقيم الأمر من وجهة نظرك؟

- لابد من قرار سيادى يرد للتليفزيون المصرى اعتباره، وحينها ستجد جميع منافذ الإعلام منضبطة، فرغم حاجة الدولة إلى إعلام قوى، إلا أنها تتعامل معه كلقيط، فهل تستطيع صفاء حجازى فعل شىء إلا إذا حلت مشاكل التليفزيون ذاته، وقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة عن رداءة الأعمال الدرامية، رأيى أنه إذا أرادت الدولة إصلاحاً فعليها الوقوف بجوار صفاء حجازى، فعلينا أن ندرك كم كان الإعلام كاشفاً ومحركاً لثورة 30 يونية ذاتها.

> ما المنتظر من دراما رمضان؟

- ستجد الإعلان متحكماً، فالإعلام المصرى يتعرض لانتهاك متعمد ومؤامرة لتخلو الساحة من التليفزيون المصرى، ليتسنى لهم أن يفعلوا ما يريدون، لكن علينا الانتظار تحت أى مؤشرات دالة حتى تحكم فى النهاية، فربما نجد ما يحلو لنا، أما حالة الدراما الآن بصرف النظر عن شهر رمضان فطابعها العشوائية، كما المشهد الوطنى بشكل عام، فسيطرت بالتآزر مع الإعلانات الأخلاقيات والسلوك بشكل كبير.

> لماذا يهمل التليفزيون المصرى الأعمال الكبيرة التى قدمها عبر تاريخه؟

- لا أسميه إهمالاً بل عملية مقاطعة متعمدة، لأن هناك محاولة تآمر ضمنية غير معلنة ضد كل ما هو طيب لإفساح المجال لكل ما هو زائف، ويحدث هذا الإهمال رغم حاجة التليفزيون وعوزه الشديد ولا يستطيع شراء مسلسلات كبديل للإنتاج الجيد، والآن الذى يستطيع المساهمة فى حل مشاكل الإنتاج، هو هذا الرصيد الضخم الذى بإمكانه أن يعرضه ويقبل عليه

الناس، لكنهم للأسف لا يفعلون ذلك، ويشغلون أنفسهم بمسلسل من هنا وهناك ولو بالدين، وهذا دليل على إقصاء الأعمال الجيدة، بالإضافة إلى ظاهرة الأعمال الدرامية المدبلجة باللهجة الشامية، الأمر الذى يؤكد المؤامرة التى تتعرض لها السوق العربية جملة والسوق المصرية خاصة، وقد كانت لهجتنا المصرية وشيجة لعلاقاتنا بالعرب ومجالا لريادتنا.

وقد ظهر مؤشر التكتلات الإعلامية لمحاربة الهجوم الذى ينال من مصر مثل الشركة القابضة التى تجمع cbc والنهار والبقية آتية.

ومن هذه القنوات ما كان يعرض أسوأ ما فى الواقع المصرى، وحالات نادرة للغاية تجاوزناها مثل زواج القاصرات والثأر.

> ألا ترى أن الإذاعة أكثر احتراماً؟

- نعم هى كذلك، فمازالت تحتفظ بالتقاليد الأولى لجيل الرواد، والأجيال الحالية تشيد بهؤلاء الأوائل الذين علموهم وكانت الدراما الإذاعية فى الماضى، يتوقف من أجلها الشارع، ربما كان ذلك لعدم وجود التليفزيون وقتها الذى جذب الجماهير، لكن الإذاعة لا تزال تحتفظ ببعض المعايير الإيجابية، وقد كان وحيد حامد من الكتاب الجيدين جداً للإذاعة، وانقطع للأسف عنها والمفارقة أن الإذاعة ليست لها ميزانية، فمن يعمل فى الإذاعة يعلم أنه لن يتقاضى أجراً يعترف به، ورغم كل هذا هى الأفضل قيمة، وقد بدأت رويدا تأثير الإعلانات السلبية على الإذاعة لكنها لا تزال بخيرها.

> ما نوعية الدراما التى نحتاجها بعد افتراض أنها جيدة فنياً؟

- نحتاج إلى كل ما يعمق الانتماء، والذى لا يمكن أن يقوى بمثل هذه النوعية من الدراما أو البرامج تلك التى من بين سلبياتها، برامج الطبخ التى هى للأغنياء، ولا يقوى الفقراء على تقديم وجبات مثل وجباتها، نحن فى حاجة إلى ما يشعر المواطن أن هذا بلده.

> كيف ترى مستقبل الأغنيات التى تقدم عبر الدراما؟

- هناك بصفة عامة أصوات جيدة لا يعلم أحد عنها شيئاً، وتنتمى إلى غناء الجذور، لكن لا يعنى هذا رفض التجديد الذى هو سنة الإبداع، وينسحب على كل ما هو فى الكون، فالغناء الجيد لابد ألا يكون مقطوع الصلة بما قبله، لكننا نرى معظم الأغانى الآن يقفز فى الهواء، وتدل على ارتباك فى العلاقة بالواقع المعاش، وهناك للأسف قطاع كبير من الشباب يحتشد وراء الأعمال التى ليست لها قيمة، لكن فى ذات الوقت هناك من جيل الوسط من يحاول الإبقاء على القيم الجمالية للأغنية، ومشكلات التترات الغنائية مسحوب عليها ما انسحب على الأغنية من رحيل وغياب المبدعين الحقيقيين.