رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"المال والبنون".. عندما كانت للدراما المصرية سمعة طيبة

بوابة الوفد الإلكترونية

هناك أعمال فنية «غناء ودراما وسينما ومسرح» تفرض نفسها على المشاهد والمستمع لسنوات طويلة تزيد من العمر الطبيعى لصناع هذه الأعمال.. أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وسيد درويش والقصبجى وليلى مراد وأسمهان وغيرهم، أسماء ما زالت محفورة فى ذهن عشاق الموسيقى والغناء رغم سنوات الرحيل الطويلة «ابن النيل» و«باب الحديد» و«صراع فى الوادى» و«بين الأطلال» و«إنى راحلة» و«دعاء الكروان» و«شىء من الخوف» و«شباب امرأة» و«رد قلبى» و«صلاح الدين» و«سيدة القصر» و«الأرض» و«امرأة على الطريق» و«الفتوة» و«نهر الحب» أفلام ما زالت تحظى بقبول عشاق السينما، وفى الدراما «ليالى الحلمية» و«الوسية» و«الشهد والدموع» و«بابا عبده أو أبنائى الأعزاء شكرًا» و«المال والبنون» و«رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة» و«صيام صيام» و«بوابة الحلوانى» و«الراية البيضا» وتوالت الأحداث العاصفة التى اشتهر بالبرادعى، وأعمال أخرى كثيرة محفورة فى وجدان المشاهد المصرى، أما دراما وسينما وغناء هذا الجيل فهى باهتة خالية من الإبداع الحقيقى الذى يجعلها تعيش عشرات السنين، كما عاشت أعمال الرواد.

منذ أيام بدأت قناة النيل للدراما عرض مسلسل «المال والبنون» الذى أنتج عام 1993 وهو عمل من الأعمال الذى يحظى بقبول كبير كلما عرض على الشاشة الصغيرة وهذا العمل يحظى بكل مقومات النجاح والاستمرارية وبمجرد عرضه ترحمنا على هذا الزمن الجميل، وكيف كان يعمل فى مسلسل واحد كل هذا العدد من كبار النجوم، الذين يمثلون أجيالاً مختلفة من الممثلين، ورغم ذلك لا تشعر بأن هناك نجماً متفوقاً على الآخر، لا تشعر بأن هناك ممثلاً أوحد، والباقى كومبارس، يخدمون على الدور كما يحدث فى دراما هذا الزمن الذى نعيشه هذه الأيام.. حيث تجد نجماً أو نجمة تستحوذ على كل شىء الأجر الأعلى والدور من الجلدة للجلدة، وموسيقى العمل متخلفة ولا تعبر عن بيئة وثقافة المجتمع الذى تدور فيه الأحداث.

وفى «المال والبنون»، وهو العمل الذى نتحدث عنه بمناسبة إعادة عرض التتر لحن الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن، وهو من أوائل أعماله للدراما والأشعار لسيد حجاب والغناء لعلى الحجار بمفرده فى تتر المقدمة ودويتو بين على الحجار وحنان ماضى فى تتر النهاية، ووقتها كان الجمع بين مطرب ومطربة فى حد ذاته فكرة جديدة، ومنذ هذا الوقت وياسر عبدالرحمن متربع على عرش الموسيقى التصويرية وأصبح يمثل مع عمر خيرت والراحل الكبير عمار الشريعى ثلاثياً مهماً لأى عمل درامى ومن وقتها أصبح التتر عاملاً من عوامل نجاح المسلسل، خاصة أن ياسر عبدالرحمن جعل من التتر عامل جذب، وبمجرد دخول الموسيقى تعرف اسم المسلسل، أما على مستوى الدراما، فتجد أن عملاً مثل «المال والبنون» مباراة فى الأداء الرفيع بين ما يقرب من 50 فنانًا وفنانة كل واحد منهم قيمة فى ذاته عبدالله غيث فى الجزء الأول واستبدل بعد رحيله بحمدى غيث فى الجزء الثانى ويوسف شعبان وأحمد عبدالعزيز وهادى الجيار وسلوى عثمان ورجاء حسين وفايزة كمال ثم جيهان نصر وشريف

منير ثم وائل نور وإبراهيم يسرى وحنان سليمان وفادية عبدالغنى وصلاح رشوان وعبلة كامل وزيزى البدراوى وحنان ترك ووحيد سيف وسيد زيان وعايدة رياض ومحمد أبوالحسن وأحمد راتب ومحمد متولى وحسن حسنى ومحمد الشويحى وهياتم وأحمد شاكر وحسين فهمى وروجينا وناهد جبر وسعد أردش وجمال إسماعيل ونادية عزت وصبرى عبدالمنعم وعمر ناجى وليلى جمال وإبراهيم رجب وسهيلة بركات ومصطفى الكواوى وغيرهم. تأليف محمد جلال عبدالقوى وإخراج مجدى أبوعميرة.

هذا الكم من الممثلين وكل شخصية لها خط درامى فى إطار عام يؤكد أهمية الأسرة المصرية والتفاف الأبناء حول مائدة واحدة، كلها دروس تؤكد عادات وتقاليد هذا الشعب الجميل.

الحوار مكتوب بدون أن تجد فيه جملة واحدة بها ما يخدش الحياء، لأن المؤلف والمخرج والأبطال كانوا يعون جيدًا أن هذا العمل موجه للأسرة المصرية، ويجب ألا يقدم لها أى قدر من الإسفاف. ووقتها كان صناع الدراما يقدرون تمامًا قيمة الأسرة، الأم والأب والأبناء وصناعة الدراما وقتها كانت تقوم على أكتاف الدولة، حيث كان الراحل ممدوح الليثى رجب دولة يعرف ما الذى يمكن أن يقدم من خلال رئاسته لقطاع الإنتاج، وأيضًا كان هناك يوسف عثمان، رئيس قطاع الفيديو بالتليفزيون، وخلال هذه الفترة قدمت أهم الأعمال الدرامية فى تاريخ مصر، وعندما تراجع إنتاج الدولة وجاءت شركات الإنتاج الخاصة انتقلت مفردات السينما الهابطة إلى الدراما، وظهر شعار النجم الأوحد.. وكل فنان يسيطر على منتج وتبدأ رحلة البحث عن تفصيل سيناريو، وانتهت القضية بتلك الأعمال التى تشاهدها كل عام فى رمضان، وأصبحت القضايا التى تتعامل معها تسىء للمجتمع المصرى بشكل مفجع، وشيئًا فشيئًا سوف تخرج الدراما من حسابات القنوات العربية بسبب لغة الحوار الركيكة والألفاظ الخارجية عرض المال والبنون فى هذا التوقيت قبل الماراثون الرمضانى جاء ليكشف حقيقة المستوى الرفيع الذى كانت عليه الدراما المصرية فى الثمانينات والتسعينات وحقيقة المستوى المتدنى لحد الانهيار الذى تقدمه الدراما الآن.