رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراقبون عن تخلي «إخوان تونس» عن "الجماعة" وتحولها لحزب مدني: ذكاء سياسي

راشد الغنوشى
راشد الغنوشى

ضربات متتالية يتلقاها التنظيم الدولي للإخوان، فبعد إلغاء الجماعة في الأردن ارتباطها بالتنظيم العالمي، وانفصالها عن مكتبه الأم في القاهرة، في فبراير الماضي، جاء تحول حركة النهضة التونسية إلى حزب سياسى مدنى والانفصال عن الحركة الدعوية للجماعة تمامًا.

 

 وعقدت حركة النهضة التونسية، مؤتمر عام بالأمس، أعلنت خلاله تدشين حزب سياسى مستقل، والانفصال عن الحركة التابعة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، بحضور كل من الرئيس التونسى القائد السبسى، راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، وعبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة، إضافة إلي عدد من قيادات الحركة.

 

وقال راشد الغنوشى، فى افتتاح المؤتمر إن النقد الذاتى شرط فى عالم الحداثة، وكما كرسنا هذا فى تاريخنا سنرسخه فى مؤتمرنا العاشر٬ الذى ينتظر منه التونسيون الكثير، مضيفًا أن حل الأزمة فى الشرق الأوسط يتطلب المصالحات بين الفقراء والاغنياء، بين الشمال والجنوب، بين الثقافات والحضارات والأديان٬ فعالمنا محتاج للتعارف والسلم والتضامن والأمن والتسامح.

 

وأكد علي أنهم حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية، مع ضرورة التحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي لتكون مجمعة لا مفرقة، مشيرًا إلي أن الحركة تحولت حزب ديمقراطي وطني متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية.

 

ومن جانبه رحب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بخطط حركة النهضة للفصل بين العمل  الديني والسياسي، معتبرًا أنها لم لم تعد حزبا يمثل خطرا على الديمقراطية.

 

وعلي الجانب الأخر، انتقد أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، تحول حركة النهضة التونسية إلى حزب سياسى مدنى والانفصال عن الحركة الدعوية، قائلًا:" فصل الدعوى عن العمل الحزبى، حسن البنا رفض الفكرة الحزبية إجمالا وهناك ما لا مجال لحصره، ما يؤكد على أنه رأى أن ممارسة الإخوان للسياسة لا تتخطى كونها جماعة ضغط تتحكم ولا تحكم".

 

وتابع عبر صفحته علي "فيس بوك": "أن هذا يتيح للجماعة كتنظيم ممارسة السياسة فى الشأن العام غير الحزبى، فتتمكن من إعلان المواقف المبدئية من القضايا الكلية وتشكل الرأى العام المساند لقضايا الأمة، وهذا قد يتيح لأفرادها تشكيل حزب أو أحزاب، لكن ليس مما رآه البنا أن تتحول الجماعة لحزب وفقط أو أن يلتزم أعضاؤها بعضوية حزب دون غيره من الأحزاب".

 

وأضاف رامي، جاءت وثيقة 1994 التى راجعت فيها الجماعة موقفها من الأحزاب الذى يخالف ما ذهب

إليه البنا لتقر من حيث المبدأ الانضمام لأحزاب لا أن تتحول الجماعة لحزب أو يكون لها حزب وحيد لا غير يعبر عنها.

 

اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تحول تحول حركة النهضة التونسية إلى حزب سياسى مدنى منفصل عن الحركة الدعوية، نوع من الذكاء السياسي.

 

وأوضح أن حركة النهضة في تونس تلعب سياسة بدرجة عالية من الحرفية، ونجحوا في التعامل مع الواقع السياسي الذي تعيشه بلادهم، وهي القدرات التي لا تمتلكها الجماعة في مصر، لذا فهناك فرق بين الإخوان في القاهرة وتونس.

 

  وقال إن حركة النهضة التابعة لتنظيم الإخوان في تونس هي الوحيدة التي نجحت في أن تصمد كحزب سياسي في المجتمع العربي، موضحًا أن قرارها بالانفصالعن الحركة الدعوية للجماعة يبعدها عن الكثير من الأمور والاشكاليات التي كان من الممكن أن تواجهها باعتبارها حزب اسلامي ديني.

 

وأكد علي أن هذه الخطوة سوف تزيد من ثقل حركة النهضة في الشار السياسي التونسي، كما أنه يبعد عنهم أنهم حركة دعوية ذات طابع سياسي.

 

وثمن أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، قرار حركة النهضة، قائلًأ إن أهم ما يميز الغنوشى هو إدراك الواقع التونسى اجتماعيًا وسياسيًا، وفهم التحولات التى ضربته حتى أصبح قادرًا على فرز الأفكار جيدًا.

 

ورأي أن حركة النهضة بدت متصالحة مع الحداثة، من خلال اتصالها بالواقع وإجراء المراجعات النقدية، وهو ما جعلها مختلفة عن الإخوان في مصر، ومكنها من أن تصبغ نفسها بلون خاص بها صنع تفرد مواقفها.