رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صنادل شحن الفوسفات والكبريت والفحم تلوث مياه المصارف والبحر

بوابة الوفد الإلكترونية

جريمة بيئية مكتملة الأركان.. تتعرض لها مياه البحر والمصارف بغرب الإسكندرية، بأطنان من مواد الفوسفات والكبريت والفحم تلوث مياه، مصرف غرب النوبارية وترعة الخندق وصولاً حتى مياه البحر بخليج «المكس» الذى تحولت مياهه إلى اللون الأسود، على مدار سنوات، نتيجة للإهمال خلال العمليات التى تتم يوميا لنقل تلك المواد الخطرة من داخل ميناء الإسكندرية إلى الميناء النهرى بغرب المدينة ومرسى أسفل كوبرى مرغم، حيث يتم تفريغ شحنات سيارات نقل المواد إلى «صنادل نهرية» تقوم بشحنها عبر مياه المصرف حتى نهر النيل بغرب البلاد، والتى تتساقط كميات كبيرة منها يوميًا على أرصفة الميناء والمرسى والمياه حولها والتى يجرفها تيارات المياه إلى الأماكن المنخفضة، بمصرف غرب النوبارية حتى ترعة الخندق وتستقر فى النهاية بمياه البحر عند مدخل خليج المكس، والتى رصدتها "الوفد"، تلك الجرائم البيئية تتم يومياً منذ سنوات تحت سمع وبصر المسئولين بالجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية وجهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة.

تشير الدراسات إلى أن الفوسفات والمعادن الثقيلة، تتسبب فى أضرار بالغة على الثروة السمكية، كما تتسبب فى النمو السريع للنباتات والطحالب البحرية، مما يؤدى إلى موتها سريعًا «شيخوخة مبكرة» وبالمثل على الأسماك، وبالتالى تنقل الضرر إلى من يتناول الأسماك وبالنسبة للثروة الزراعية فإن الزراعات التى ستروى بالماء الملوث تواجه نفس الأضرار السابقة، كما تظهر الأعراض التالية عند دخول جرعات زائدة من الفوسفات لجسم الإنسان.. آلام وتهيج وحساسية بالأنف والأذن والعينين وأحيانًا اللسان وألم بالحلق ومشاكل بالتنفس وألم بالمعدة وقيء وإسهال وتدهور مستوى الرؤية. تهيج عام فى الجلد وحساسية شديدة فى طبقة البشرة وانخفاض فى ضغط الدم، مما قد يؤدى إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية حال عدم معالجته بشكل فورى وتأثيرات شديدة على الجهاز العصبى.

مصبات «سرية»

رصدنا مئات الأمتار المكعبة من مخلفات الصرف الصناعى غير المعالج تلقى يوميًا حتى الآن.. عبر مصبات سرية لشركات البترول بالمنطقة فى مياه البحر بالميناء الفرنساوى القديم داخل ميناء الإسكندرية ومياه مصرف ترعة النوبارية، نتج عنها نفوق الكائنات البحرية والنهرية بالمنطقة وتلوث الأسماك بأخطر السموم المسببة للأمراض السرطانية، تلك الجرائم التى ترتكب تحت سمع وبصر وزارة البيئة والجهاز التنفيذى لمحافظة الإسكندرية. رصدت "الوفد" بالصور.. خط سير المصبات السرية «لشركة إسكندرية للبترول» وشركات البترول الأخرى والبتروكيماويات بغرب الإسكندرية، تلك الشركات التى عطلت وعن عمد «محطات معالجة مخلفات الصناعة وغسيل تنكات المواد البترولية» والتى كان يجب أن يشرف عليها المسئولون عن البيئة والصرف الصحى بالإسكندرية. كما رصدت عدسة "الوفد" الصيادين يمارسون مهنة الصيد يوميا حتى الآن، على بعد أمتار من مصب السموم تلك الشركات على مصب ترعة النوبارية!!

والجدير بالذكر أن «الميناء الفرنساوى أقدم موانى الإسكندرية» سجل أعلى معدلات التلوث البيئى والذى قضى على والأسماك الكائنات البحرية بالمنطقة. أكدت التقارير أن المصبات السرية

الممتدة من داخل شركات البترول والكيماويات بالمنطقة ما زالت تلقى مئات الأمتار المكعبة من المخلفات الصناعية والكيماويات غير المعالجة فى مياه البحر بالميناء!!

أشارت التقارير إلى أن تلك الشركات تلقى بسمومها فى مياه البحر خلال السنوات الماضية وحتى الوقت الحالى، والأماكن السرية لمواسير ضخمة تم توصيلها من قبل شركات البترول المواجهة للميناء الفرنساوى حتى «مخازن وشون تلك الشركات بالميناء» لتلقى أطنان من سمومها مباشرا فى مياه البحر... دون رقيب أو حسيب وما زالت الجريمة البيئية مستمرة حتى الآن!!

تقرير وزارة البيئية

وكشفت تقرير لوزير البيئة عن تلوث خطير منذ سنوات يهدد خليج البحر بمنطقة المكس الملاصقة للميناء وما زال مستمراً.

وأكد التقرير أن مصانع المنطقة تلقى آلافاً من الأمتار المكعبة، يومياً من الملوثات المخلوطة بالصرف الصناعى الناتجة عن النشاط الصناعى لشركات الكيماويات وإنتاج المواد البترولية فى مياه البحر مباشرا دون معالجة.

 وأشار التقرير إلى أن المخلفات الصناعية التى يتم إلقاؤها، قد أثرت بالسالب على نوعية المياه بالخليج وأصبحت تمثل بؤرة شديدة التلوث بالإسكندرية.

أوضح التقرير الصادر من وزارة البيئة أن 9 مواقع من إجمالى 13 موقعاً قد عانت تلوثاً بكتيرياً بدرجات متباينة كان أكثرها حدة فى المكس وشرق ابى قير والميناء الغربى والدخيلة حيث بلغ المتوسط السنوى لاعداد الأنواع الثلاثة من البكتيريا الضارة.. ضعف المسموح به فى الميناء الغربى وضعف المسموح به بشاطئ الدخيلة بينما كانت شواطئ سيدى جابر والشاطبى والميناء الشرقى والأنفوشى ملوثة ولكن بصورة بسيطة نسبيا فى حين تميزت شواطئ الاستحمام الرئيسية بانخفاض أعداد البكتيريا الضارة بها عن الحدود المسموح بها وهى الهانوفيل والبيطاش والمنتزة وغرب أبوقير. وقال التقرير إن قيم الأكسجين الذائب بمياه البحر قد اشارت إلى حالة تهوية جيدة للمياه السطحية على طول الساحل إلا أن المياه القريبة من القاع فى عدد من مواقع الرصد عانت من نقص حاد فى الأكسجين.