عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ائتلاف "دعم مصر" ضد الديمقراطية

بوابة الوفد الإلكترونية

كُتب على المصريين أن يحيوا دائمًا تحت قمع ديكتاتوريات تصنعها أغلبية تتحصن بستائر وهمية من الحرية وتعدد الآراء وغيرها من الشعارات البراقة التى تفرز فى النهاية قهرًا واستبدادًا، تمارسه أغلبية متسلطة مهيمنة تُحقق مصالحها وتبنى امبراطورياتها من الفساد ولا عزاء للفقراء والمطحونين!!

والأغلبية فى حياة الشعب المصري، عرفناها وألهبت مرارتها أجسادنا مع نشأة الحزب الوطنى الذى جاء مكرسًا لحماية الحاكم والتشريع من أجله والهيمنة على مقاليد الحكم فى البلاد عبر السلطتين التنفيذية والتشريعية، وكانت نتيجة التجربة كارثية، وفشلت كل محاولات الإصلاح التى خاضتها الأحزاب والتيار المدني، حتى انتهت التجربة المريرة، باقتلاع جذور «سرطان الوطني» عبر ثورة  25 يناير 2011.

ولم تُمهل الأقدار الشعب المصري ليهنأ بتغيير الأحوال، حتى مكث حزب الحرية والعدالة على صدور المصريين وكتم أنفاسهم، ليبدأ من حيث انتهى سلفه "الوطني" فيزداد الفساد فى ربوع البلاد، فينتفض الشعب بثورة جديدة فى 30 يونية 2013، معلنًا تطهير البلاد وتحرير رقاب العباد من تكرار التجربة.

وبدلًا من الاستفادة بالتجارب المريرة والنهايات المؤلمة لأحزاب الأغلبية، وتحت شعار من سار على درب «إخوته» وصل، تشكل «دعم مصر» على صورة ائتلاف للأغلبية يهدف فى النهاية إلى مصلحة أعضائه وتحقيق مآربهم تحت شعار «الأغلبية تسود وتحكم»، ليبدأ فى تخطيط الهيمنة من النواب إلى المحليات، محاولا تكرار التجربة من جديد!!

المصريون على قناعة كبيرة وأكيدة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي اختار أن يكون رئيسًا لكل المصريين، وأنه يقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب والائتلافات.. والمصريون أيضًا يعلمون أنهم بلغوا سن النضج كما أن الشعب بلغ سن النضج ومن حقه أن يعيش تجارب الديمقراطية الحقيقية بتعددية حقيقية تسمح للأفضل أن يقود.

غضب شعبي من سياسية الائتلاف

«اختلفت المسميات والسياسة واحدة».. جملة تعكس حال ائتلاف دعم مصر فى اتباعه نفس السياسة التي كان ينتهجها الحزب الوطنى، فبعد أن نجح الشعب المصرى فى إسقاط الحزب الوطني في الخامس والعشرين من يناير، ظهر هذا الائتلاف ليكون بداية جديدة لظهور نظام حاكم جديد .

أعرب مواطنون عن استيائهم من السياسة التى يتبعها ائتلاف دعم مصر في الوقت الحالي، ورفضهم إعادة الحزب الوطني في أي شكل آخر.

يرى حسام صلاح، محامٍ، أن الشعب المصرى لن يقبل بظهور حزب وطني جديد فالقمع الذي تعرض له لمدة ثلاثين عاماً من الظلم والقهر على يد النظام السابق سيجعله يتصدى بكل حسم للائتلاف الجديد، خوفاً من تكرار هذه المأساة مرة أخرى .

وأضاف «صلاح» أن الرئيس المؤقت للائتلاف اللواء سعد الجمال، يلعب نفس الدور الذى كان يلعبه أحمد عز فى السابق، فى تصديقه على جميع قرارات الحكومة واتباع سياسة "موافقون ياريس" .

وقال طارق إبراهيم، مدرس، إن السياسة التي يتبعها الائتلاف في الوقت الحالي ستجعل نهايته قريبة، موضحًا انه بالرغم من أن هناك عددًا من المواطنين ليسوا على دراية كافية بما يرتكبه دعم مصر من تهاون في حق المواطنين إلا أن استمرار الائتلاف في اتباع نفس سياسة الحزب الوطني ستعمل على إفاقة جموع الشعب والهياج ضده .

وتابع «إبراهيم» أن المصريين انخدعوا في ائتلاف دعم مصر فهو كان بالنسبة لهم بمثابة طوق النجاة الذي سيعوضهم عن ظلم الحزب الوطني خلال الثلاثين عاماً، مؤكداً أن نظرية الاحتكار السياسي التي يمارسها الائتلاف ستجعل نهايته قريبة.

السلطة والسيطرة

وأضاف محمد الرفاعي ، أن ائتلاف دعم مصر أصبحت كل اهتماماته تنصب فى الحصول على السلطة والسيطرة على أغلبية المقاعد فى البرلمان، موضحاً أن الائتلاف يعد بداية حزب وطنى جديد مع اختلاف المسميات.

وأشار «الرفاعي» إلى أن غلاء الأسعار وسوء الأحوال المعيشية لن تلهي الشعب المصري عن المطالبة بحقوقه في اختيار من يعبر عن رأيهم ويطالب بحقوقهم في البرلمان.

وعبر هادي خالد، طالب، عن استيائه من الدور الذى يلعبه الائتلاف بموافقته على جميع القرارات التي تصدرها الحكومة، مشيراً إلى أن الشعب بحاجة إلى حزب يعبر عن رأيه ويطالب باحتياجاته ولن يتنازل عن ذلك مهما تطلب الأمر.

 

الرئيس يقف على مسافة واحدة من الجميع

فى الفترة الأخيرة، سادت مخاوف من استعادة تجربة «الحزب الوطنى المنحل»، فى ائتلاف «دعم مصر»، الذى يسعى للعب الدور نفسه تحت قبة مجلس النواب، فى إطار اتجاهه الدائم للسيطرة على البرلمان، ومساندة النظام الحالى، الذى يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسى، ما دعا السياسيون إلى مطالبته بأن يكون لكل المصريين.

قال يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه يجب على الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وألا ينحاز لائتلاف دعم مصر أو غيره من الأحزاب السياسية.

وأوضح «العزباوي» أنه من المعروف أن دعم مصر جاء لمساندة الحكومة وسياسات الرئيس، ولمواجهة الدور الذى تلعبه، لابد من تفعيل دور الأحزاب بشكل حقيقى، خاصة وأن الائتلاف لم يحصل بعد على الهيمنة المطلقة.

وأكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى، أن النظام السياسى فى مصر يحتم على الرئيس ألا ينحاز إلى أى حزب، مشيرًا إلى أن دعم مصر يمكن اعتباره بأنه حزب النظام الحالى وليس حزب الرئيس حتى الان، حيث يسعى هذا الائتلاف إلى للتوائم مع برنامج هذا النظام لتنفيذ مطالبه والاستجابة لمصالحه.

 

رئيسًا لكل المصريين

وطالب «شعبان» الرئيس السيسى بأن يظل رئيسًا لكل المصريين، ويُعبر عن المصالح الوطنية للشعب بكل طوائفه، لأنه لو تم غير ذلك فإن هذا سُيعيد ما حدث أيام مبارك وتجربة الحزب الوطنى، وما ترتب عليه من نتائج.

ووصف شعبان، ائتلاف «دعم مصر» بأنه أقرب إلى مجموعة من المصالح التى تشكلت ايام حسنى مبارك لتمرير مصالحها، مؤكدًا أن حاجة الوطن فى الوقت الحالى لنظام ديمقراطى لا ينحاز لفصيل على حساب الآخر.

فارغ سياسياً وبرلمانياً

«الغاية تبرر الوسيلة».. هكذا يمكن وصف ما يقوم به ائتلاف دعم مصر للسيطرة على مفاصل مجلس النواب، وكان آخرها انتخابات اللجان النوعية، التي شهدت عددًا من التربيطات وصفها البعض بأنها «تحت الترابيزة» من أجل مصلحته والهيمنة عليها.

أثار فوز «دعم مصر» برئاسة 16 لجنة نوعية من أصل 25، غضب النواب، باعتبارها خطوة جديدة لهيمنته علي البرلمان، فأعلن  البعض عن تقديم استقالتهم من الائتلاف.

اعتراضًا على ما شهدته انتخابات اللجان النوعية وما أسماه بـ «الخيانة العظمي» في تصريحات له، قدم المستشار محمد سليم، عضو مجلس النواب استقالته من «دعم مصر»، لعدم التزامه بوعوده التي قدمها قبل انتخابات اللجان، وهو ما تسبب في خسارته في لجنة الاقتراحات والشكاوى.

ولوجود شبهة تعارض مصالح داخل اللجان النوعية، مع ضرورة وجود كفاءات وعقليات داخل هذه اللجان بعيدًا عن تعارض المصالح، تقدم النائب أسامة شرشر، باستقالته من الائتلاف خلال الجلسة العامة للبرلمان الأحد الماضي.

الأمر الذي يثير غضب المراقبين، بالإضافة إلى وجود عدد من المخاوف من أن يلجأ الائتلاف للمنهج والأسلوب ذاته خلال انتخابات المحليات عند إجرائها، من خلال السعي للسيطرة والهيمنة عليها.

المشهد السياسي

 

لا أحد يستطيع أن ينكر السلبيات التي أصبحت تُلقي بظلالها على المشهد السياسي في مصر، ومن بينها ما يسمى بـ «دعم مصر»، هكذا قال المفكر السياسي جمال أسعد، مشيرًا إلى أن هذا الائتلاف عبارة عن استنساخ للحزب الوطني المنحل.

والأزمة الحقيقية لهذا الائتلاف يذكرها «أسعد»، أنه

لا هوية له وليس لديه خلفية سياسية يستند إليها، وتمارس أدوار لا تقنع الجماهير في ظل غياب تصورها عن الدور السياسي المفترض أن تقوم به، ودورها يتلخص في تأييد السلطة سواء كانت على صواب أو خطأ.

يسعي الائتلاف إلى السيطرة على المشهد السياسي، من وجهة نظر «أسعد» سيجعل الناس تفقد الثقة في البرلمان وسيؤدي لتآكل شعبية النظام الحالي، خاصة وأنه فارغ سياسًيا وبرلمانيًا، مضيفًا أنه من الواضح سعي الائتلاف للهيمنة على مجالس المحليات، وهو ما يسىء للتجربة الديمقراطية.

حزب وهمى

« دعم مصر» يتعامل وكأنه حزب وهو لا يملك مكونات تكوين الأحزاب، حيث تغيب القيادات التي يمكن أن تقود هذا الائتلاف. هكذا وصف ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي دور التحالف في الهيمنة على البرلمان.

ويتابع في تصريحات لـ «الوفد»، أن الائتلاف أقرب إلى الأحزاب التي أنشأتها السلطة، فهو يتعامل مع الأعضاء ورئيس المجلس باعتباره حزب الأغلبية، يستمد نجاحه من السيطرة على اللجان النوعية في مجلس النواب.

«مساعدة الأجهزة الأمنية له» تلك هي كلمة السر التي يرى الشهابي أنها السبب وراء تعامل ائتلاف «دعم مصر» من هذا المنطلق، باعتبارها صاحبة سطوة كبيرة وتأثير على الاعضاء، ولعبت دورًا حاسمًا فى نتائج الانتخابات البرلمانية الماضية.

وإمكانية سيطرة الائتلاف على الانتخابات المقبلة، يتوقف على قرار الحكومة وأجهزتها، هل يخوض «دعم مصر» انتخابات المجالس المحلية بنفس الطريقة التي خاض بها انتخابات مجلس النواب، وفقًا لما ذكره الشهابي.

ويضيف الشهابى، أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود أمام الائتلاف في انتخابات المجالس المحلية، بسبب فشل السياسات الحكومية في تخفيف معاناة الناس وحل مشاكلهم الحياتية، بالإضافة إلي أن تزايد الغضب الشعبي سيمثل عائقًا كبيرًا أمامه.

تكسير عظام الأحزاب

«دعم مصر» يهدف إلى منع تعدد الآراء وتنوعها وإقصاء الرأي الآخر، كما قال الدكتور أحمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، موضحًا أن التحالف محكوم عليه بالإعدام في أي لحظة، لاسيما أنه قائم على المصالح وليس الرؤى والأفكار، في حين أن المصالح دائمًا تتضارب وتتعارض.

ولفت دراج إلى أنه علي الرغم من انضمام العديد من الأحزاب إلى ائتلاف «دعم مصر»، إلا أن هدفه الأسمى تفتيت الأحزاب وتكسير عظامها وإعلاء الرأي الواحد، واصفًا حال الائتلاف بالإنسان الأعور الذي يرى نصف الحياة ويغفل النصف الآخر، قائلاً: «دعم مصر مش شايف الا ربع الحقيقة بس»..

الأغلبية المطلقة ضد ديمقراطية الشعوب

تزايدت الشكوك، في الفترة الأخيرة، حول السياسة التي يتبعها تحالف «دعم مصر» خاصة بعد سيطرته على ثلثي أصوات المجلس، بالإضافة إلى هيمنته على اللجان النوعية لمجلس النواب.

وما بين توجهه لنفس نهج الحزب الوطني واتخاذه نفس الدرب الذي يودي به في النهاية، وحكره على الديمقراطية الشعبية، أكد السياسيون إعلاء الائتلاف راية «نحن نرث الحزب الحاكم في الدكتاتورية وتحجيم الديمقراطية».

أكد رامي محسن مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، أن ائتلاف «دعم مصر» يسلك نفس الطريق الذي اتخذه الحزب الوطني قبل سقوطه، وهو السيطرة على أصوات النواب البرلمانيين ولجان المجلس، ومن ثم الحكر على رأي الشعب.

وأضاف «محسن» أنه يجهل معرفة إن كان سيتخذ نفس الإجراءات التى اتخذها الحزب الحاكم السابق، في السيطرة على المجلس لتحقيق مصالح شخصية، بالإضافة إلى انتهاج الديكتاتورية وتحجيم الديمقراطية، أم أنه سيسيطر على المجلس من أجل تحقيق العدالة.

وأوضح «محسن» أن الائتلاف من الممكن أن يُصدر العديد من القرارات الصحيحة في المستقبل التي تُحسن صورته أمام العوام، وأن تكون في صالح البلد، مشيراً إلى أننا لا نعرف توجههم حتى الآن هل هم أعداء للوطن أم أصحاب له.

 

تحجيم الديمقراطية

تحالف «دعم مصر» يسعى إلى السيطرة والهيمنة على مجلس النواب، من خلال فرض رأيه على البرلمان والسيطرة على لجانة النوعية والكثير من الأشياء الأخرى، كما ذكر الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وأضاف ربيع أن سياسة «دعم مصر» تُشبه كثيرًا سياسة الحزب الحاكم السابق، كما أنها تتخذ نفس النهج  لتسير عليه، وهي جمع أكبر عدد من الأصوات للسيطرة على الرأي وتحجيم الديمقراطية، من خلال السيطرة على ثلثي أصوات المجلس.

الأغلبية المطلقة دائما ما تستحوذ على رأي الشعب بسيطرتها على مجلس النواب، كما هو الحال في ائتلاف دعم مصر الذي يسيطر على ثلثي البرلمان، وفقًا للمستشار حسني السيد، المحلل السياسي.

وأوضح «السيد» أن البرلمان الحالي ذو تيار واحد وهو تيار مؤيد للدولة، كما أننا توقعنا الموافقة على برنامج الحكومة قبل مناقشة البرنامج بحوالي شهر، مطالبًا بوجود معارضة قوية بناءة وليست هدامة، لإحداث التوازن بالدولة.

ورأى السيد أن هناك تشابها كبيرا بين الحزب الوطني وائتلاف دعم مصر، ولكن الفرق بينهم هو زيادة نسبة المثقفين في الائتلاف، وهذا يعد سلاحا ذا حدين، إما أن يتخذ ذلك ضد الشعب أو يكون معه.