رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأقصر شهدت أول احتجاجات عمالية منذ 3500 عام

بوابة الوفد الإلكترونية

يقول علماء المصريات، إن مصر هى فجر ضمير العالم، بما وضعته عبر تاريخها الضارب فى أعماق الزمن، من أسس لأول دولة متحضرة على وجه الأرض، ومبادئ إنسانية عظيمة، تمثلت فى تحقيق العدالة على الأرض، واحترام الآخر، وتركت للإنسانية جمعاء، تراثاً هائلاً من الفنون والعلوم والآداب، التى تبهر العالم حتى اليوم.

وكما عرفت مصر القديمة، الكثير من القيم والمبادى الإنسانية النبيلة، فقد عرف الفراعنة، قيمة العمال، وقدروا دورهم فى بناء الدولة المصرية، قبيل آلاف السنين. وكما يقول عالم المصريات، والمدير العام الأسبق لآثار الأقصر ومصر العليا، سلطان عيد، فقد كان العمال هم «سر» تقدم الدولة المصرية القديمة، وعراقة علومها وفنونها، وآثارها العريقة.

ويقول عالم المصريات محمد يحيى عويضة، إن حضارة مصر القديمة قامت على عدد من الأسس والمبادئ الإنسانية والدينية، وكان العمل أحد تلك الأسس، وكان بمثابة التطبيق العملى للإيمان والعلم، وإن قدماء المصريين تفردوا بمنظومة العمل الجماعى، فشقوا القنوات والترع وأنشأوا السدود، وشيدوا المعابد، وحفروا المقابر فى تناغم شديد فيما بينهم، كما عرفوا، واحترموا مواعيد العمل، الذى كان أمراً مقدساً لدى المصرى القديم، وتوارثوا أعمال ومهن وصناعات وحرف آبائهم وأجدادهم، وورثوها لأبنائهم، كما أخلصوا فى

أعمالهم، وكانوا يؤدونها فى دقة متناهية، وبإحساس مرهف نراه فى كثير مما تركوه من لوحات وأدوات فى شتى مناحى الحياة.

أما عالم المصريات الدكتور أحمد صالح عبدالله، فقد كشف أن أول احتجاجات عمالية فى التاريخ، جرت غرب مدينة الأقصر، فيما يسمى اليوم «منطقة دير المدينة»، وذلك قبل 3500 عام، حيث أضرب العمال ممن يقومون ببناء مقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء الفراعة فى جبل القرنة، واعتصموا ونظموا المسيرات احتجاجاً على ضعف رواتبهم آنذاك، وأن العمال في مصر القديمة استطاعوا أن يحصلوا على حقوقهم بالتظاهر السلمي، وكيف وقفت الشرطة بجانبهم آنذاك، وطالب أحمد صالح، بأن يتحول «دير المدينة» الذي تفجرت بين أروقته أول ثورة عمالية في التاريخ إلى متحف للثورات يسجل قصص ومشاهد الثورات العمالية والشعبية عبر العصور.