رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أرض الفيروز" بعيدة عن عيون المبدعين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع كل احتفال بذكرى تحرير سيناء 24 أبريل، تعانقنا أحلام اليقظة ونتخيل فيلما عظيما يرصد المشوار نحو هذا التحرير العظيم ويرصد البطولات التى قدمها الجيش والشعب المصرى وأبناء سيناء للحفاظ على هذا المثلث الحيوى الذى يمثل «مضخة الدم» فى قلب الوطن وبوابة حدوده الشرقية، لكن للأسف تتبخر الأحلام وتتوقف الطموحات عند تاريخ المخلصين من مبدعى مصر الكبار الذين قدموا مجموعة من الأفلام التى تصنف بأفلام المعارك عن نصر أكتوبر المجيد وطبعاً هذا النصر جاء بتحرير سيناء التى لم تنفصل عن هذا الحدث الحقيقى فى تاريخ الوطن.

الواقع يؤكد أن المبدعين من أهل الفن وصناعة السينما عندما قدموا أفلاما حربية تجسد نصر أكتوبر، كان ذلك بمبادرات شخصية، وعن حب وحماس واقتناع لم يفكروا فى مكسب إيرادات شباك التذاكر ولم يتوقفوا عند الخسائر التى قد تنجم عن إنتاج فيلم مكلف، فكروا فقط فى تجسيد معنى النصر وفى صناعة أرشيف سينمائى يحفظ ذاكرة الحرب للأجيال القادمة ووجدوا تجاوباً وحماساً ودعماً واهتماماً أكبر من القيادات السياسية والعسكرية وقتها لدرجة جعلت القوات المسلحة تعيد مشاهد الحرب كاملة بكل معداتها فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، و«الوفاء العظيم» و«العمر لحظة» و«بدور»، وصولا لفيلم «حائط البطولات»، وكل هذه الأفلام كان النجم والمبدع الكبير محمود ياسين قاسماً مشتركاً فيها مع منتجين مثل رمسيس نجيب ورفلة ومارى كوين وغيرهم، والآن تبدل الحال وظهرت طائفة «مقاولى الهدد» الفكرى أفلام مبتذلة وسطحية، وما زلنا نبحث عن مبادرة فنية جماعية من الدولة والمبدعين لتضيف عملاً جديداً لأرشيف السينما بفيلم يرصد بطولات الحرب وتحرير سيناء.

 

أتمنى أن أختم حياتى بعمل عن النصر وسيناء

المخرج الكبير مجدى أبوعميرة قال لـ«الوفد»: أمنية حياتى أن أنهى مشوارى مع الفن بإخراج عمل سينمائى أو درامى يرصد نجاح الجيش والقيادة والشعب فى انتصار أكتوبر وتحرير جزء مهم فى أرض الوطن من يد العدو الصهيونى، وكيف لقناه درساً فى فنون الحرب والقتال وكيف أظهرنا للعالم تضحيات وقوة وبطولات قواتنا المسلحة وصبر وجلد شعب مصر العظيم.. وأضاف: أشعر بالحزن وأنا أرى الإبداع توقف عند مجموعة قليلة من الأعمال أنتجها صناع السينما بحب وإخلاص فرحاً وزهواً وافتخاراً بالنصر، فهذا العدد رغم المجهود الجبار والإخلاص الكبير الذى قدمت به هذه الأفلام، لكنها قليلة ولا تتناسب فى العدد مع قيمة النصر وأهمية هذا الشريان الحيوى سيناء، وأوضح: أتمنى تجسيد حدوتة إنسانية شديدة التفاصيل أعبر من خلالها عن هذا الحدث المهم مثل تضحيات جندى أو قيادة فى معركة أكتوبر حتى النصر أو تضحيات أحد أبناء سيناء دعماً للجيش والقيادة حتى تحرير هذا الجزء الغالى من الوطن، فهذه الأعمال التى تجسد واقعاً عاشه جيل ضحى وأعطى ولم ينتظر الثمن مهم جداً أن تنقله لجيل لم يعش هذه المرحلة ويعيش حالة لامبالاة وتخبط وفقد معنى كبيرًا ومهمًا وهو كيف تعيش فى وطن استشهد منه آلاف لكى تعيش كريماً وقوراً حراً، هذا الجيل يحتاج لأمثلة ونماذج قدوة لكى يستعيد من خلالها انتماءه لوطنه وحبه له والذى أصبح خيطاً رفيعاً كاد أن ينقطع بسبب تهميشه لدرجة تجعله يلقى بنفسه للموت غرقاً فى البحر فى رحلات هجرة غير شرعية، لأنه لم يجد نفسه فى وطن يستوعب أحلامه مع أن هذا الوطن عظيماً لكن هذا الشاب لم يجد القدوة التى تجعله صبوراً.

 

الدولة هى صاحبة المبادرة الأقوى

المخرج الكبير على عبدالخالق يقول: لا أتصور عبر هذه السنوات الطويلة ألا تظهر مبادرة جادة من الدولة لعمل فيلم أو مسلسل ضخم يرصد محطات الوصول لهذا النصر العظيم سواء نصر أكتوبر المجيد أو تحرير سيناء، وهى جزء

مهم جداً فى كرامة الشعب المصرى خاصة أن هناك نماذج ومئات القصص التى تصلح لعمل سيناريوهات مهمة يمكن أن تستلهم منها العبرة والقيمة لدور قواتنا المسلحة وشعب مصر وقياداته.

وأضاف: نصر أكتوبر الذى أوصلنا لتحرير سيناء ربما يكون هو الحدث أو النصر الحقيقى الوحيد فى تاريخنا، لكن أن تتخلى عن حفظه وتجسيده ذاكرة السينما وتكتفى ببعض الأفلام القليلة، فهذا لا يليق بمصر رغم المجهود الرائع الذى صنعت به هذه الأفلام، وكانت نتاج حب وإخلاص للوطن وشىء من رد الجميل وحدث تجاوب عظيم ومهم وقتها من القوات المسلحة ساهم فى تقديم أفلام محترمة.

وأضاف: لكن الحدث عظيم ومهم وكبير ويدرس فى كل العالم، وسيناء مطمع لكل العالم، خاصة عدونا الأكبر، وعلينا أن نقدم الصورة الإيجابية لهذا الجزء الحيوى من خريطة مصر ويجب أن ندعمها بالتنمية الفكرية والثقافية وإبراز تضحيات الجيش المصرى والشعب وأهل سيناء حتى حررت حتى يعرف الجيل الحالى قيمتها وأهميتها والتضحيات التى بذلت لاسترجاعها وهذا يتطلب عملاً سينمائيًا أو مسلسلاً دراميًا مهمًا وكبيرًا يوضح هذا الدور.

وأشار، للأسف أنا شخصياً خضت تجارب مريرة من أجل الوصول لعمل يرصد هذه الملامح عبر رحلتى مع قطاع الإنتاج لتحضير مسلسل بعنوان «رنين الصمت» عن دور شاب من أبناء سيناء عمل عميلاً مزدوجاً وأمد الجيش المصرى بمعلومات ساهمت بدور إيجابى فى الحرب، لكن بعد شهور من التحضير توقف كل شىء؛ لأن ميزانية قطاع الإنتاج ليس بها ما يكفى لإنتاج هذا المسلسل.

وأضاف: فى صوت القاهرة مسلسل نجمة سيناء مازال يعاني من التعثر، وهناك حالة انفصام بين الواقع والمسلسلات التى تقدم فهى تعمل فى سكة لا تدعم المرحلة ولا تدعو لقيم العمل والعطاء والانتماء بسبب غياب الإنتاج الدرامى الرسمى للدولة.

وأوضح «عبدالخالق»: لا أتصور وجود فيلم عظيم أيضاً فى السينما يرصد التفاصيل المهمة بشكل إنسانى درامى والوصول لتحرير سيناء أو كشف بعد آخر من أبعاد نصر أكتوبر بدون مبادرة قوية من الدولة لأن مثل هذه الأعمال مكلفة ولا يقدر عليها منتج خاص لا يهمه سوى المكسب لكن الدولة تسعى للكسب المعنوى والفكرى فقط واستقطاب جيل الشباب الذى أصبح يرى نفسه مهماً ويغرد خارج السرب. وقال: أعتقد أن قواتنا المسلحة العظيمة لن تتوانى عن تقديم الدعم المعنوى والفنى اللازم، وسبق أن لقيت هذا الدعم فى أكثر من عمل يحمل الطابع الحربى فى السينما من القوات المسلحة.