عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

46 عامًا على إنشاء «منظمة التعاون الإسلامي»: قليل من الإنجازات.. كثير من الإخفاقات

منظمة التعاون الإسلامي
منظمة التعاون الإسلامي

تعقد منظمة التعاون الإسلامي، يومي 14 و15، دورتها الثالثة عشر، برئاسة تركيا، بمشاركة نحو 30 دولة إسلامية؛ لبحث ‏‎ ‎ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، ووضع آليات ‏توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني‎.‎‏ ‏

تأسست منظمة التعاون الإسلامي في المغرب، عام 1969، بعد عقد أول مؤتمر لقادة العالم الإسلامي، ‏وجاءت بعد محاولة الكيان الإسرائيلي، حرق المسجد الأقصى الشريف، حيث طرح وقتها مبادئ الدفاع ‏عن شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبة الصخرة.‏

وعلى مدار 46 عاما نرصد لكم، أبرز الجولات التي انتصرت فيها منظمة التعاون الإسلامي، والأخرى التي أخفقت فيها...

الإنجازات.

في مجال التعاون الاقتصادي نجحت المنظمة في إبرام بعض الاتفاقيات العامة المتعلقة بالمجال الاقتصادي، على الرغم من أنها لم تول اهتماما كبيرًا بذلك المجال، وفي عام 1977 وافق وزراء خارجية الدول الإسلامية خلال المؤتمر الثامن للمنظمة على التوقيع على  الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والفني والتجاري.

وفي المؤتمر الثاني عشر للمنظمة والذى عقد في يونيو عام 1982، تم الوفاق على اتفاقية بشأن تنشيط الاستثمارات وحمايتها وضمانها.

فيما نجحت المنظمة في تأسيس المؤسسة الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الإسلامي للتدريب المهني والفني والبحوث، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وتبادل السلع.

ومن الناحية الثقافية، تمكنت من إنشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإسيسكو" بموجب قرار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث، الذي عقد فى عام 1981، واللجنة الدولية للحفاظ على التراث الإسلامي الحضاري.

كما استطاعت تأسيس وكالة الأنباء الإسلامية الدولية عام 1972 ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية عام 1975، ويأتي وذلك كله سعيًا من المنظمة المحافظة على تحقيق أهدافها المتعلقة بالجوانب الثقافية والحفاظ على الهوية الحضارية للعالم الإسلامي.

وحازت المنظمة على إعجاب العديد من المراقبين بالنجاحات التي حققتها على مستوي الدور الأخلاقي والفكري، حيث يرون أنها اتخذت خطوات عديدة لصون القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين، وإزالة التصورات الخاطئة، كما دافعت بشدة عن القضاء على التمييز إزاء المسلمين بجميع أشكاله وتجلياته.

وتولي منظمة التعاون الإسلامي الآن اهتمامًا موسعًا بشأن "قضية الارهاب"، وتسعى في ذلك المجال نحو التأكيد عدم صحة  الربط بين الإسلام والمسلمين وبين الإرهاب، بالإضافة إلى ضرورة تفعيل معاهدة منظمة المؤتمر لمكافحة الإرهاب، وسعيها نحو الاهتمام بالحقوق السياسية والإنسانية للجماعات والمجتمعات المسلمة بالدول غير الأعضاء فيها.

الإخفاقات.

وتعد إخفاقات المنظمة أكثر من إنجازتها حيث عجزت  المنظمة منذ تأسيسيها عن الخرج  عن طور البيانات والتوصيات وقرارات ولجان والمؤتمرات، و تعد هذه لآليات هي المهيمنة على عمل

وأداء منظمة التعاون الإسلامي، على الرغم من ما تعانيه الدول الأعضاء فيها من أزمات متفاقمة ومخططات الاستنزاف والتهميش والتجزئة والتقسيم والنزاعات الإقليمية والمذهبية.

وعجزت منظمة التعاون الإسلامي عن  فرض أي حلول جذرية فيما يخص الأزمات التي يمر بها العالم الإسلامي في فلسطين وبخاصة في غزة، واليمن والسعودية والسودان وليبيا والعراق وسوريا وأفغانستان، باكستان، والصومال، ونيجيريا.

ولم تتخذ موقفًا من المجازر التي تعرض لها المسلمين في بورما على يد البوذيون، حيث تعرض أكثر من 20 ألفًا للذبح في أبشع عملية تصفية عرقية ‏شهدها التاريخ الحديث.

و في يوليو 2012 اكتفي إحسان أوغلو، الأمين العام آنذاك، بالإعراب عن قلقه إزاء العنف المتواصل ضد ‏حقوق "الروهينجا" المسلمين في ميانمار، حيث قتل وجرح وشرد الآلاف من أبناء هذه الأقلية، مكتفيًا ‏بالتشديد على موقف منظمة التعاون الإسلامي الثابت في متابعتها للقضية الروهينجا.‏

وإزاء عمليات ‏الإعدام والقتل الميداني التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء الأرض الفلسطينية، العام الماضي، و التي أدت ‏إلى استشهاد 29 فلسطينيًا وجرح حوالي 1400 بينهم نساء وأطفال، لم تتحرك المنظمة سوى بالإدانة لتلك الأحداث.‏

كما فشلت المنظمة في التحول لتكتل قوي وناجح مثل الاتحاد الأوروبي، الذي حقق الوحدة الاقتصادية والسياسية، التي مكنته من مواجهة أي تهديدات قائمة ومحتملة.

ويعتبر الأدهى من ذلك هو فشل المنظمة في بلورة رؤية بآليات تنفيذية واضحة لحلها، وأصبح أعضاؤها يلجؤن لمنظمات دولية أبرزها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأطراف دولية كبرى على رأسها الولايات المتحدة، ليبحثوا عن حلول مكلفة وتنطوي على مخاطر ولا تخدم مصالحها العليا، بل مصالح الدول الكبرى في المنطقة.