الجملة التى دفعت «الكينج» لتغيير أحداث «المغنى»
ما أشبه الليلة بالبارحة فى عام 1968 غنى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ «فدائى» تكريماً وتخليداً للشهيد الذى ضحى بحياته فى حرب الاستنزاف، مرت الأيام وتعاقبت السنوات وكأنها فى سباق، ومازالت الأغنية تملأ الأفق وتسكن وجدان الشعب العربى من المحيط للخليج، لم يكتب البقاء لأغنية «فدائى» إلا شىء واحد وهو أنها نابعة من تجربة عاشها الفنان الذى غناها والمبدع الذى كتب كلماتها وهو محمد حمزة والملحن الذى ترك بصمة ثابتة لاتزول مع الأيام وهو بليغ حمدى.
من جديد يكرر «محمد منير» التجربة ويغنى للشهيد ضمن احداث مسلسله الجديد «المغنى» فى منزله بأسوان وفى وقت الراحة طلب «منير» من أصدقائه وفريق عمل مسلسل «المغنى» الالتفاف حوله حتى يسجلوا رأيهم فى أغنيته الجديدة عن الشهيد، وبأداء شديد الحساسية غنى «منير» واستخدم آلة «الدوف» وبمجرد الانتهاء من الاغنية وجد الدموع تسكن عيون كل المستمعين لها، فضحك قائلا: كده اختيار صح.
وقال منير لزملائه: إن البحث عن هذه الاغنية استغرق منه وقتاً طويلاً جداً، لأنه كان يريد كلمات تعبر عن معاناة ومأساة أم الشهيد التى تفقد ابنها فى غمضة عين ويلازمها ألم الفراق طوال العمر.
استغل محمد منير وجود فريق العمل وقال: إن هناك موقفاً مؤلماً دفعه للبحث عن أغنية للشهيد، وأكد ان نجل حارس منزله مات بالفعل أثناء ثورة 25 يناير، وترك رحيله ألماً كبيراً فى قلبه وزاد حجم الألم والحزن فى قلب منير عندما عاد الى أسوان والتقت به أم الشهيد فقالت له بصوت أدمى قلبه «فين حق ابنى يا منير».
عاش «الكينج» لحظات مؤلمة وظل صوت هذه السيدة يرن فى أذنه طوال الليل والنهار.. وكان هناك حوار دائم بينه وبين نفسه كيف يساعد هذه السيدة على التخلص من أوجاعها وأحزانها ولا يجد حلاً.. وعندما قرر منير أن يقدم سيرته الذاتية فى مسلسل اشترط أن تحتوى الأحداث على هذا المأزق الصعب الذى عاشه ومازال يتألم بسببه وأراد تدعيم هذا الموقف بالغناء فقدم هذه الأغنية التى يتوقع
يواصل منير تصوير احداث مسلسل «المغنى» فى أسوان وبالتحديد فى منزله وتؤدى فى هذا العمل الفنانة الكبيرة حنان يوسف دور شقيقة منير وتتناول الأحداث رحلة الحلم الذى داعب منير منذ صغر سنه وحداثة عهده بالحياة وقد بدأ حلمه فى أسوان وانطلق الى كل الدنيا، فقد استطاع منير العبور الى عقول ووجدان الناس بأغانٍ رائعة وأسلوب مختلف عن الآخرين.
يحسب للمنتج محمد فوزى حماسه لتقديم حياة منير فى مسلسل طويل فهو يجسد مشوار مطرب صاحب جماهيرية عريضة، ويكفى أنه نجح فى إقناع منير بالتمثيل فهو يرى أن التمثيل مهنة مرهقة ومتعبة جداً ويعشق الغناء فقد شارك منير بالتمثيل فى اعمال كثيرة منها «جمهورية زفنى»، و«يوم حلو ويوم مر»، و«حكايات الغريب»، و«المصير»، و«على عليوة»، وتجارب تمثيلية محدودة ولم يفضل الاستمرار فى التمثيل، لأنه يرى أن مهمة المطرب تحريض المجتمع على تصحيح الأخطاء وتحويل السلبيات الى ايجابيات، يؤمن بأن الفن رسالة ويجب ان تؤثر فى المتلقى وتترك فيه انطباعاً ايجابياً.
وسوف يعرض مسلسل «المغنى» فى رمضان ومن المتوقع أن يحظى بنسبة مشاهدة عالية بسبب جماهيرية منير كمطرب، والمسلسل من تأليف محمد محمدى وأحمد محيى، واخراج شريف صبرى، ويشارك فى بطولته حنان يوسف، رانيا فريد شوقى، محمد أبو داود، وميسار مغربى.
.gif)