بالفيديو.. خبراء: الانفلات الإعلامي سبب رئيسي لتدني "لغة" الشباب
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، بتلك الكلمات حث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم- المؤمنين على ضرورة الالتزام بالأخلاق لأنها أهم سمة تتسم بها المجتمعات المتحضرة، فغيابه يؤدي حتمًا إلى انهيار أي أمة.
في الآونة الأخيرة، انتشر بين الشباب استخدام ألفاظ غير لائقة ما أفضى إلى ضياع أخلاقهم، بشكل يتنافى مع تقاليد المجتمع أو تعاليم الدين الحنيف، الذي نهى عن السب، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: "ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء".
وحول سبب انتشار الظاهرة، اتفق خبراء الاجتماع والإعلام والنفسيون أن السبب الأساسي هو ما تعرضه وسائل الإعلام من محتوى هابط ولابد من تشديد الرقابة للحد منها.
مواطنون عن لغة الشباب: "قلة أدب"
أرجع الحاج أحمد السيد" 52 عامًا" السبب فى انتشار الألفاظ السيئة بين الشباب إلى سوء التربية من الأسرة، قائلًا: "قلة أدب"، موضحًا أنه لابد من وجود رقابة واهتمام من الأسرة للقضاء على الظاهرة.
وقالت سكينه متولى، "48 عامًا"، إن سوء التعليم والتربية هما العاملان الأساسيان فى انتشار هذه الظاهرة بسبب قلة الوعى بهما، لافتة إلى أن الفتيات يتلفظن أيضًا بهذه الكلمات مثل الشباب ولا يحترمون أكبرهم سنًا.
وأضاف جاسر على، "10 سنوات"، أن البيئة التى ينشأ بها الشاب هى التى تدفعه الى استخدام هذه الألفاظ، مشيرًا الى أن أقرانه يستخدمونها داخل المدرسة، قائلًا: "أنا مش بعمل زيهم".
وعلق الشاب خليل السيد، " 27 عامًا" على هذه الظاهرة، بأنها بسبب قلة الوعى الدينى لدى الشباب وبعدهم عن الصلاة وعن العادات والتقاليد التى تحكم المجتمع، مؤكدًا أن الحل للقضاء على هذه المشكلة هو تربية الشباب على الأسس الإسلامية الصحيحه التى أوضحها لنا النبى – صلى الله عليه وسلم.
الأسرة والإعلام.. سببا ضياع الأخلاق
أرجع أحمد ثابت، الخبير النفسى، سبب استخدام الشباب للسباب والألفاظ غير اللائقة إلى الأسرة، المتمثلة فى كيفية تعامل الأب والأم مع أبنائهم، والمدرسة كيف يتعامل المدرس مع التلميذ، والبيئة المحيطة بالشاب، وأخيرًا وسائل الإعلام.
أكد ثابت أن تأثير وسائل الإعلام خطير على سلوك الشباب لما يبث خلالها من مسلسلات وبرامج تعمل على إكسابهم عادات سيئة، مستشهدًا بواقعة ضرب العضو البرلمانى السابق توفيق عكاشه "بالجزمة".
وتحدث الخبير النفسى عن أفلام السبكي، قائلًا: "إنها مليئة بالإفزازات والإيحاءات الجنسية ويتخذها الشباب قدوة لهم فى نهج حياتهم"، متسائًلا عن دور النقابة أمام ما يبث على القنوات الفضائية.
ونوّه الدكتور محمد هانى، خبير الصحة النفسية، بأن سبب استخدام الشباب للشتائم فى لغتهم هو اختفاء دور الأسرة فى التوجيه والإرشاد خلال مرحلة المراهقة باعتبارها أول خطوة فى تكوين شخصيتهم.
وتابع هانى أن البرامج والأفلام التى تبث باستمرار على القنوات الفضائية عامل أساسى فى انتشار هذه الألفاظ بين أوساط الشباب، لترددها باستمرار وبالتالى تجاهلوا العادات والتقاليد.
وأَضاف خبير الصحة النفسية، أن استخدام هذه الألفاظ ينعكس بصورة سلبية على المجتمع ما يفضى إلى ضياع الأسس الدينية التى نشأنا عليها، مطالبًا بإعادة تأهيل الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح.
الرقابة لم تعد موجودة
أكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق، أن المؤسسات الإعلامية انهارت قبل حدوث ثورة 25 يناير وتخلت عن دورها وأصبحت مشتتة بين الراغبين فى تحقيق الأرباح والمصالح وبين غير المهتمين.
وأضافت عبدالمجيد، أن الشباب نشأ فى بيئة لا تقوم فيها المؤسسات بدورها مما أدى إلى اندثار العادات والتقاليد، وانعكس ذلك على سلوكهم قائلة: "بيعاكسوا بألفاظ خارجة والشتائم أصبحت لغتهم".
ولفتت عبدالمجيد إلى أن الرقابة لم تعد موجودة وغير قابلة للتنفيذ فى الفترة الحالية لانتشار وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى بين أوساط الشباب، مطالبة برفع مستوى أداء تعامل الإعلاميين مع الجمهور وتدريبهم، إضافه إلى تطوير المواثيق الخاصة بهم.
وأشار الدكتور حسن على، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة المنيا، إلى أن المحتوى الإعلامى أثر على سلوك الشباب بالسلب وبالأحرى برامج التوك شو والدراما الرمضانية والأفلام، إضافة إلى عدم وجود اهتمام من الأسرة بسبب سوء الظروف المعيشية واهتمامهم بتحصيل قوت يومهم، لافتًا إلى غياب دور الرقابة عن وسائل الإعلام سبب كثرة القنوات الفضائية الخاصة.
الرقابة هي الحل
قالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الإعلام له دور فعال وأساسي في انتشار الظاهرة، فالشباب تأثروا بشكل غير طبيعي بما ينشره المحتوى الإعلامي.
وأضافت خضر، أن السينما والدراما لهما دور، فالجيل الذي تربى على "كابتن ماجد وأبلة فضيلة" ليس كالذي تربى على ما يعرض الآن من مشاهد عنف وبلطجة وغيره من المشاهد غير لائقة، فمفاهيم الأخلاق والتربية تغيرت، نتيجة انعدام الرقابة.
وللحد من انتشار الظاهرة، أكدت "أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس"، أنه لابد من وجود وزارة للإعلام فضلًا عن تشديد الرقابة على المحتوى الإعلامى، كما يجب الالتزام بأخلاقيات المهنة، وذلك لأنها ستؤثر بشكل إيجابي.
واتفقت معها فى الرأى الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، قائلة: "إن وسائل الإعلام والدراما والسينما لها دور أساسي في انتشار الظاهرة".
وأوضحت فايد أن أحد الأسباب هو تدهور التعليم، إضافة إلى غياب الجزء التربوي من المناهج الدراسية واستخدام بعض المدرسين للألفاظ الخارجة أثناء تعاملهم مع الطلاب.
واستكملت فايد، أن العشوائيات الموجودة في مصر تشكل خطرًا على فئة الشباب لاختلاط الطبقات بعضها ببعض؛ لأن معظم الأحياء الراقية بها مناطق عشوائية واحتكاك مما يزيد من انتشار الظاهرة.
ورأت فايد أن الحل الأمثل للقضاء على هذه الظاهرة هو اهتمام بعض المؤسسات بدورها المنوط مثل وزارة الثقافة وإقامتها ندوات ثقافية لتوعية الشباب من آن إلى آخر، إضافة إلى تجديد الخطاب الديني، وذلك لما له من دور فعال في توجيه الشباب للأصلح.
احتضان الشباب دينيًا
الداعية محمود عباس، قال إن هذه الظاهرة لم نشهدها من قبل، فالألفاظ الجارحة والخارجة الذي يطلقها الشباب الآن أصبحت في كل مكان في الشوارع والطرقات والمدارس وقاعات الدروس، مشيرًا إلى أن هذا ليس بغريب على مجتمع تتنشر فيه الفوضى والهمجية.
وأرجع عباس سبب انتشار الظاهرة إلى ابتعاد الشباب عن تلقي ثقافة نظيفة فأصبحوا يكتسبون ثقافتهم وسلوكهم من خلال ما يعرض على شاشات التلفاز من برامج وفن هابط.
وشدد عباس على ضرورة سن قوانين للحد من الظاهرة، مؤكدًا أن القانون وحسن التربية هما العصى الوحيدة في هذه الحالة، أما الأزهر فهو لا يملك إلا كلمته الذي يؤديها دائمًا ولكن "لا حياة لمن تنادي".
وأشار عبدالله النجار، الداعية الاسلامي، إلى أن الشباب يكتسبون ثقافتهم عبر "الإنترنت" و"الفيسبوك"، منوهًا بأن الشباب تأثروا بانتشار هذه الألفاظ وأصبحوا يتحدثون بها بكل تلقائية وكأنه شيء طبيعي مخالفين عادات وتقاليد المجتمع.
وعن دور الأزهر، أوضح النجار أنه على المؤسسات الدينية احتضان الشباب وتوجيههم بشكل سليم، لأن هناك أصحاب المذاهب السياسية يقومون بتوجيه الشباب بشكل خاطئ للوصول إلى أهدافهم السياسية، مستخدمين أساليبهم ذي الطابع العصبي التي تعد سببًا من أسباب انتشار الألفاظ غير اللائقة.
شاهد الفيديو كاملا
.gif)