«صلاة تشرنوبل».. حلقة جديدة في مسلسل انتهاك حقوق الملكية الفكرية
في 26 أبريل 1986، وقع حادث بمفاعل «تشيرنوبل» وظل أسوأ حادث نووي في التاريخ، وغطت آثاره المدمرة ثلاثة أرباع أوروبا، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي بأوكرانيا، لقى منهم 36 شخصًا مصرعهم، وأصيب أكثر من 2000 شخص.
«صلاة تشرنوبل» كان الكتاب الأول الذي نقل أصوات من وقعت عليهم المأساة في صمت، حيث قامت الكاتبة والصحفية البيلاروسية «سفيتلانا أليكسفيتش» بإجراء مقابلات مع 500 ناجٍ وناجية من الانهيار ورجال الإطفاء، ومن تم تكليفهم بدفن وجه الأرض الملوث وإطلاق النار على كل الحيوانات بالمنطقة، وقصصهم التي كشفت عن الخوف والغضب واللا يقين المستمر معهم رغم تنظيف آثار الكارثة جيدًا لكنها الآثار التي لا تمحى من نفوس البشر.
نقلت «سفيتلانا» أصوات الضحايا داخل روايتها في شكل مونولوج بصدق وعاطفة لا تسعها اللغة جسدت التغيرات النفسية التي أحدثتها الكارثة، والتحولات الجينية التي تركت أثرًا كبيرًا لدى السكان هناك، ولكل الساعين في البقاء ولكن بدلًا من المضي قدمًا قررت «سفيتلانا» الرجوع للكارثة ووصفتها بأنها أسوأ بكثير من معسكرات الاعتقال ومصارعة المجهول.
«سفيتلانا أليكسفيتش»، اسم يصعب نطقه وكتابته ولكن أصبحت تحت دائرة الضوء العربي حينما تم اختيار لجنة تحكيم نوبل للآداب لها عام 2015 فقد جاء في بيان الأكاديمية السويدية أن أعمالها «المتعددة الأصوات تفنّد معاناة عصرنا»، وهو بالضبط ما أرادته «سفيتلانا» مع تخصصها في رصد أصوات واعترافات الإنسان الحقيقية، وأدلة الشهود، والوثائق، وكما عبرت هي قائلة: بهذه الطريقة تستطيع أن تكون عدة أشخاص في وقت واحد: كاتب، وصحفي، وعالم اجتماع، وعالم نفس، وواعظ.
حيث كشف إبداعها وكتاباتها عن نوع مختلف تمامًا من الأدب اقترب إلى الواقع لدرجة الملامسة، نوع نقل أصوات نطقت لأول مرة إلى الورق، ولمَ لا و«سفيتلانا» بالأصل صحفية استقصائية.
تعود الكاتبة «سيفتلانا اليكسفيتش» الحاصلة على نوبل عام 2015، وكتابها «صلاة تشرنوبل» الى إثارة الجدل من جديد داخل أوساط النشر العربي حيث تقدمت «دار مصر العربية» الناشرة للكتاب باللغة العربية بشكوى الى الناشر الكبير «محمد رشاد» بصفته رئيس اتحاد الناشرين العرب اتهمت فيها «دار طوى» للنشر والتوزيع بانتهاك الملكية الفكرية
وأكد «وائل» التواصل مع المسئولين عن دار طوى، وتمت مطالباتهم بتعويض، على أن تكون قيمة التعويض نصف الحقوق الملكية المتفق عليها في التعاقد وهو مبلغ 2350 يورو، موضحا أن مدير طوى رفض هذه القيمة واعتبرها عقابا لدار طوى.
وأضاف «الملا» أنه تقدم ببلاغ لرئيس اتحاد الناشرين المصريين، وبلاغ آخر إلى إدارة معرض الرياض، لاتخاذ الإجراء القانوني ضد دار طوى التي انتهكت حقوق الملكية الفكرية.
الجدير بالذكر أن هذه السابقة لم تكن الأولى لدار طوى حيث إنها قامت بسرقة كتاب «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة إليف شافاق، من دار الآداب حيث تقدمت السيدة رنا إدريس صاحبة دار الآداب ببلاغ لـ«أحمد مجاهد» مدير الهيئة المصرية العامة للكتاب السابق وأغلق جناحها مع دار الجمل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2015.

.gif)