رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل حان الوقت للاقتراض من صندوق النقد الدولي؟

الجنيه
الجنيه

آثارت زيارة وفد من "صندوق النقد الدولي" خلال الأسبوع الماضي علامات استفهام عن سببها وتوقيتها، بل دفعت بعض الخبراء والاقتصاديين للتساؤل: هل حان الوقت للاقتراض من الصندوق في ظل أزمة العملة الصعبة التي تحكم الخناق على البلاد والتي عكف البنك المركزي في الآونة الأخيرة على اتخاذ خطوات لتخطيها؟

أبلغت مصادر مصرفية رفيعة المستوي رويترز من بينهم مصدر يعمل بالبنك المركزي أن وفدا من صندوق النقد يضم مجموعة من الاقتصاديين زار المركزي المصري خلال الأسبوع الماضي للمساعدة في رسم سياسة سعر الصرف والإجراءات النقدية.

ورغم جو التكتم والسرية الذي أحاط بزيارة وفد الصندوق لمصر وامتناع البنك المركزي عن التعليق، قال أحد وزراء المجموعة الاقتصادية "زيارة وفد صندوق النقد لمصر كانت زيارة روتينية."

وفي أحدث خطوة اتخذها المركزي المصري لتجاوز أزمة العملة خفض البنك سعر الجنيه 14.5 % مقابل الدولار في أول تخفيض رسمي في عهد المحافظ الجديد طارق عامر عقب وصوله مساء الاحد مع محافظ المركزي الأسبق فاروق العقدة من لندن بعد أن التقيا عددا من صناديق الاستثمار الأجنبية.

وباع المركزي 198.1 مليون دولار يوم الاثنين في عطاء استثنائي لتغطية واردات سلع استراتيجية أساسية بسعر 8.85 جنيه للبنوك مقارنة مع 7.73 جنيه في العطاء الدوري السابق يوم الأحد. ويباع الدولار بسعر 8.95 جنيه رسميا في البنوك بعد العطاء الاستثنائي يوم الاثنين.

وقال حسين شكري رئيس مجلس إدارة بنك الاستثمار اتش.سي "لا مفر من الاقتراض من صندوق النقد. كنا نعتمد سابقا على المساعدات الخليجية ولكن بعد توقفها لم يعد لدينا إلا الاتجاه للصندوق رغم أن ذلك قد يلزمنا ببرنامج إصلاح اقتصادي نحن نحتاج إليه بالفعل."

ويرى هاني جنينة من بلتون المالية أن الميزة الأساسية لقرض صندوق النقد الدولي هي الاشتراطات لأنها تكون بديلا عن ضعف الثقة.

وقال " عادة ما تكون الدول التي تطلب قروضا من صندوق النقد الدولي هي تلك التي لم تعد تستطيع اللجوء لأسواق المال العالمية نتيجة تطبيق سياسات مالية ونقدية غير ملائمة وتعاني من ضعف ثقة المستثمرين."

وجاءت زيارة وفد الصندوق لمصر في وقت تسارعت فيه وتيرة تحركات لمواجهة أزمة العملة الصعبة.

فقد أخذ البنك المركزي خلال الأسبوع الماضي سلسلة إجراءات لتحرير حركة التدفقات الدولارية من وإلى البنوك حيث ألغى سقف الإيداع والسحب المصرفي بالعملة الصعبة لمستوردي السلع الأساسية والأفراد كما أطلق شهادات ادخار بالعملة الأجنبية ذات عوائد مرتفعة بل ولجأ للتدخل الشفهي لكبح سعر صرف الجنيه أمام الدولار في السوق الحرة

وآتت تحركات المركزي أكلها سريعا إذ هبط الدولار بشدة في السوق السوداء كما أخذ محافظ المركزي طارق عامر عددا من التدابير لتوفير الدولار والحفاظ عليه ومن بينها تقييد الاستيراد العشوائي تقييد عمليات السحب من بطاقات الائتمان بالدولار والتحويلات عبر ويسترن يونيون.

وطرحت مصر شهادات ادخارية دولارية وباليورو للمصريين في الخارج بجانب رفع العائد على شهادات الاستثمار بالدولار داخل مصر في محاولة لجذب أي عملات أجنبية وسط الشح الشديد الذي تعانيه في المعروض من العملة الخضراء.

وعقب إعلان المركزي خفض قيمة الجنيه اليوم قال هشام عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري أكبر بنك حكومي في البلاد إن مصرفه وبنك

مصر طرحا شهادات استثمار اليوم الاثنين للأفراد الطبيعيين بعائد 15 % مقابل التنازل عن أي عملة عربية أو أجنبية.

وأضاف عكاشة في اتصال هاتفي مع رويترز يوم الاثنين "الشهادات لأجل ثلاث سنوات بعائد يصرف كل ثلاثة اشهر. طرح الشهادات يبدأ من اليوم ولمدة 60 يوما.

وقال مسؤول مصرفي رفيع المستوى طالبا عدم الكشف عن اسمه "هذا هو الوقت المناسب للاقتراض من صندوق النقد لاحتياجنا لمنحه لنا شهادة ثقة في أداء الاقتصاد المصري من حيث سلامة الإجراءات الإصلاحية الاقتصادية التي تعكف عليها مصر إلى جانب التدفقات النقدية التي سيتيحها القرض نفسه والتي ستضاف إلى أرصدة الاحتياطي من النقد الأجنبي لمصر."

وأضاف قائلا "الشروط التي عادة ما يطلبها الصندوق تتمثل فى تحرير سعر صرف العملة المحلية وإصلاح منظومة الدعم وإصلاحات هيكلية فى عجز الموازنة العامة للدولة ومنظومة الأجور وأن تلك الإجراءات سوف تسهم فى جذب تدفقات الاستثمار الأجنبى المباشر."

.

وقال محسن عادل عضو مجلس إدارة البورصة المصرية "الطبيعي أن تكون هناك شروط أو قواعد عند الحصول على قرض من الصندوق. التوقيت الحالي يستلزم اتخاذ بعض الإجراءات قبل اللجوء للحصول على تمويل من مؤسسات مثل الصندوق من ضمنها اعتماد برنامج إصلاح اقتصادي متوافق عليه شعبيا واقتصاديا من الحكومة المصرية."

ولم تعرض الحكومة المصرية برنامجها على مجلس النواب حتى الآن رغم انعقاده منذ يناير .

وقال مسؤول مالي حكومي رفيع المستوى مشترطا عدم نشر اسمه "المركزي استنفد معظم أدواته المالية في التصدي لأزمة الدولار ولم يتبق له سوى تحرير سعر الصرف بالكامل أو اللجوء لقرض الصندوق خاصة وأن قدرة الدولة على الاستدانة من أسواق المال العالمية سيئة للغاية بعد 2011 ."

وجاء التدهور في سعر العملة المحلية في مصر رغم دخول إجمالي 1.4 مليار دولار خزينة البنك المركزي المصري في صورة قرضين من الصين والبنك الأفريقي للتنمية منذ بداية العام.

واتفقت مصر على قرض بمليار دولار من البنك الدولي لكنها لم تحصل عليه حتى الآن ولم تعلن الحكومة أسباب عدم الحصول عليه رغم تأكيدها سابقا أنها كانت ستحصل عليه قبل نهاية 2015