رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عدد من سكان الدير المنحوت يستولون على 8300 فدان بمحمية وادي الريان

بوابة الوفد الإلكترونية

في الوقت الذي كان فيه المصريون الشرفاء مشغولين بثورتهم الوطنية فى 25 يناير 2011 ومطالبها فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، استغلت فئة من اصحاب النفوس الضعيفة حالة الانفلات الأمني التى اعقبت الثورة فى تحقيق مصالح خاصة، وذلك بوضع أيديهم على مساحات شاسعة من أراضى أملاك الدولة، وقاموا بإنشاء بعض الهياكل الخرسانية بداخلها، واهمين أنه يمكن التغاضى عن جرائمهم أو على أقل تقدير ستتصالح الدولة معهم وفقاً لسياسة الأمر الواقع.
وكانت محافظة الفيوم كغيرها من محافظات الجمهورية، حيث قام بعض سكان الدير المنحوت بوضع أيديهم  على مساحة 8300 فدان داخل المحمية الطبيعية بوادى الريان، مستغلين حالة الانفلات الأمني، وسرعان ما شرعوا فى بناء عدد من المنشآت الخرسانية داخل تلك المساحة، وإمعاناً فى فرض سياسة الأمر الواقع أقاموا أسواراً بطول 11 كم حول المساحة ترتكز على جبلين من جبال المنطقة ومنعوا التردد عليها وسيطروا على العيون المائية بداخلها، فى تحدٍ صارخ لإرادة الدولة وقوانينها.
وفور الاستيلاء على الأرض اتخذت أجهزة الدولة الكثير من الإجراءات لإزالة هذه التعديات من دون جدوى، حيث يعترض واضعو اليد على أى قرارات ظنًا منهم أن الأرض ستصبح ملكًا لهم أو يغض الطرف عن جريمتهم فى حق الدولة.
ووفقاً للخطة القومية للطرق التى صدق على تنفيذها الرئيس عبدالفتاح السيسى يتم إنشاء  طريق وادى الريان/ الواحات البحرية بطول 125 كم، بحيث يمر داخل أراضي محمية وادى الريان الطبيعية بالفيوم ليربط طريق أسيوط الغربى بالواحات البحرية.
وفور إقرار المشروع أسندت الهيئة العامة للطرق والكبارى تنفيذ الطريق بطول 125 كم وعرض 12م لشركات الطرق التى تقوم حالياً بتنفيذه فى قطاعين ،الأول القطاع الشرقى بطول 55 كم يجرى العمل به من طريق أسيوط غرب النيل فى اتجاه الغرب حتى موقع المنطقة المعتدى عليها من الساكنين بالدير، والثانى القطاع الغربى بطول 70 كم يجرى العمل به أيضاً من طريق الواحات البحرية فى اتجاه الشرق.
وقد خلصت دراسات كل من وزارتى البيئة والآثار إلى الموافقة على تنفيذ المسار المخطط لطريق وادى الريان/ الواحات، ومروره داخل المحمية الطبيعية، مؤكدة أن المساحات التى يوجد عليها  الساكنون بموقع الدير هى أراضٍ أملاك دولة توجد على أجزاء محدودة منها بعض الشواهد الأثرية التى يتم اتخاذ الإجراءات لضمها إلى المنافع العامة للآثار بعد استصدار القرارات اللازمة، وطالبت الوزارتان بضرورة وقف الدير لجميع التعديات سواء المنشآت الحديثة أو المزارع أو أعمال الحفر.
فى حين أكدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن منطقة وادى الريان محمية طبيعية سكنها قديماً عدد من السكان وقد حاول البعض حديثاً إحياء الحياة الرهبانية ولم يصدر اعتداد كنسى حتى الآن بأى من هذه المحاولات، كما سبق أن  أعلنت الكنيسة أن هذا الموقع ليس ديراً كنيسياً معترفاً به، وأدانت التجاوزات التى يقوم بها البعض بالتصدى لوقف البناء وتنفيذ مسار الطريق المخطط، وحذرت من  الانسياق أو التعاطف أو التجاوب مع المغالطات التى يروجها البعض دون معرفة الحقائق الدقيقة من أجهزة الدولة.
وفى 4 أكتوبر الماضى تم توقيع محضر مع ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سكرتير قداسة البابا تواضروس، تضمن التأكيد على أن اعتراض بعض الساكنين بموقع الدير المنحوت - غير المعترف به كدير كنسى حتى الآن - لأجهزة الدولة فى تنفيذها لطريق وادى الريان/ الواحات البحرية على الأراضى المملوكة للدولة لا يمثل موقفاً رسمياً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى سبق لها استبعاد الراهب المسئول والتبرؤ من بعض الساكنين الذين انتحلوا صفة الرهبان.
كما أكد على أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تخلى مسئوليتها من تجاوزات بعض الساكنين بهذا الدير المنحوت غير المعترف به كدير كنسى حتى الآن، وجدد المحضر إدانة الكنيسة لتجاوزاتهم وتأكيدها على أن للدولة الحق الكامل فى إزالة التعدى القائم وإزالة الأسوار وتنفيذ المسار المخطط لوادى الريان/ الواحات، مع مراعاة الحفاظ على الطبيعة الأثرية والمقدسات والمغائر فى هذة المنطقة.
جاء فى بنود المحضر أن الكنيسة تقر بقيام أجهزة الدولة باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة مع كل من يعترض من الساكنين بالدير المنحوت (غير المعترف به كنيسياً حتى الآن) لتنفيذ مسار وادى الريان/ الواحات.