رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«زواج خلف القضبان»

عامل الأحذية رضا
عامل الأحذية رضا سرور أثناء توقيعه علي عقد الزواج

لأول مرة تنطلق زغاريد الفرح فى أرجاء قسم أول طنطا في «حفل عرس» مسجون على حبيبته وأم طفله الذى رزق به وهو خلف القضبان، وزعت الحلوى والمشروبات على ضباط وأفراد ومساجين وزوار وجاء عقد القران وقسم الزواج الغليظ والارتباط الموثق بحضور مأذون ربط قلبين بالرباط المقدس.

وجمعهما وارتبطا بعلاقة غرامية، هو «جزمجى» يقيم فى منطقة سيجر، وهى «بائعة خضار» تقيم بإحدى قرى مركز طنطا، ارتبطا بعلاقة لم تخف على أحد وبسبب ظروفه وظروفها وتكاليف الأفراح وتأثيث الشقة والخطوبة والذهب وغيرها من متطلبات الحياة، عقدا على بعضهما «عرفيا» وسارت علاقتهما فى هدوء ولم يصدقا ان الحياة ابتسمت لهما أخيرا بعد طول شقاء.

هى فلاحة بسيطة وهو لا يريد غير الستر ولكن الاقدار كانت تخفى له خطوة لم يحسب حسابها لها جيدا، تعرف بحكم عمله على بعض رفقاء السوء واستدرجوه لعالم المخدرات وقبض عليه بالفعل بمعرفة الرائد أحمد الهرميل رئيس مباحث قسم أول طنطا فى قضية مخدرات وحكم عليه بالسجن 6 شهور.

ولكن العامل البسيط ترك خلفه زوجته التى حملت منه ثم أنجبت طفله الوحيد، ولم تتمكن زوجته العرفية من استخراج شهادة ميلاد له وبالتالى لم تنجح فى إعطائه التطعيمات المطلوبة.

توجهت الزوجة لزوجها المسجون وأبلغته بالمشكلة التى تواجهها، فلم يتردد الزوج فى التقدم بطلب إلى العميد محمد السروجى مأمور قسم أول طنطا برغبته فى الزواج رسميا علي يد مأذون فى السجن على زوجته حتى تتمكن من استخراج شهادة ميلاد طفله ويأخذ التطعيمات المقررة.

وأخطر اللواء نبيل عبدالفتاح مدير أمن الغربية بطلب السجين ورغبته فى الزواج على يد مأذون من زوجته العرفية وأم طفله ووافق المدير علي طلبه فوراً وعرض الأمر علي المحامي العام للموافقة وتمت الموافقة وبالفعل حضر المأذون وعقد القران الشرعى وسط حالة من الفرحة التى دبت فى أرجاء القسم على غير العادة ووزعت الحلوى والمشروبات ابتهاجا بعريس السجن وعروسه.

 وكان السجين رضا سرور، عامل الأحذية، والمحبوس 6 أشهر، وينفذ حكم حبس 90 يومًا بسبب كسره للمراقبة، قدم طلباً للعميد محمد السروجى مأمور قسم أول طنطا يطلب فيه سماح أجهزة الأمن له باتمام إشهار زواجه من سيدة تدعى أسماء الصعيدى بائعة خضار.

وعقد القران بمكتب المأمور، بحضور العقيد وليد توفيق نائب المأمور والرائد احمد الهرميل رئيس المباحث والنقيب حسين خليل معاون أول المباحث والرائد محمد فودة معاون الشرطة والنقيب محمد تعلب. وبعد أيام سيخرج العريس من محبسه إلى أحضان زوجته لينعما بالحب ونعمة الأمن والأمان، وعبر الزوج السجين عن سعادته لارتباطه بزوجته وأم ولى العهد ووعدها بانه سيحافظ عليها بالسير على الصراط المستقيم وعدم العودة إلى الطريق الخطأ وانه وعى الدرس بحبسه فى قضية المخدرات والذى اضطره للابتعاد عنها وقضاء مدة عقوبته محبوسا وغاضبا.

وأنا أصدق وعد العامل البسيط لان حياته الآن تستحق ان يعيشها فى أمان ولتربية طفله مع زوجته الحبيبة.

طريقهما سيكون صعبا ولكن بالحب سيكون الصعب سهلاً وبالرغبة فى تربية ولى العهد فى مناخ صحى سيجعل قدرته على مواجهة الباطل أشد بأسا وإصراراً على عدم العودة للقضبان مرة أخرى لانه بذلك لن يُحرم من زوجته وحبيبته فقط بل أيضا من حضن ولى العهد وبسمته الجميلة وشقاوته اللذيذة.