رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ننشر نص كلمة الرئيس السيسي أمام منتدي أفريقيا 2016

بوابة الوفد الإلكترونية

ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي الكلمة الافتتاحية بفعاليات منتدى "إفريقيا 2016" في شرم الشيخ صباح اليوم السبت، ، الذي تنظمه مصر على مدار يومين، بالتعاون مع منظمة "كوميسا"، وتحت مظلة مفوضية الاتحاد الإفريقي؛  وذلك بحضور عدد من الرؤساء والمسئولين بإفريقيا.

وتنشر "بوابة الوفد" نص الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي:

السيدات والسادة..

يطيب لى أن أرحب بكم فى شرم الشيخ، مدينة السلام، التى طالما كانت ولا تزال مقصدًا للكثير من القمم الإفريقية والإقليمية والدولية، وجسرًا للتواصل والتفاعل الإيجابى بين إفريقيا والعالم. وأتقدم إليكم جميعًا بالشكر لتلبية الدعوة للمشاركة فى هذه الفعالية المهمة "منتدى إفريقيا 2016"، التى تأتى عقب شهور قليلة من محطة فارقة فى مسيرة العمل الإفريقى المشترك عندما احتضنت شرم الشيخ فى شهر يونيو من العام الماضى مراسم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة للتكتلات الاقتصادية الثلاث: الكوميسا، والساداك، والمجموعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا التى أطلقت أكبر تكتل تجارى فى إفريقيا ليكون بمثابة اللبنة الأساسية لتحقيق آمالنا فى إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية التى نتطلع لإطلاقها خلال الفترة المقبلة كإنجاز حقيقى على صعيد جهودنا الحثيثة نحو الاندماج الإقليمى.

 

السيدات والسادة إن تحقيق التنمية الذى يعتبر بحق التحدى الرئيسى الذى نجابهه جميعًا يستدعى منا تطوير آليات العمل الإفريقى المشترك والأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمى، خصوصًا فى ضوء الارتباط الوثيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية فى إفريقيا والحاجة إلى تنفيذ مشاريع إقليمية عملاقة فى مجالات عدة بما فى ذلك البنية الأساسية، فضلًا عن تعزيز تنافسية أسواقنا الوطنية بما يزيد من قدرتها على جذب الاستثمارات والنفاذ إلى الأسواق الدولية أخذًا فى الاعتبار التحديات المتزايدة التى يواجهها الاقتصاد العالمى.

 

وأود التأكيد كذلك على أهمية محور تنمية القدرات البشرية فى عملنا المشترك وإيلاء الاهتمام الكافى بالشباب الإفريقى الذى يشكل عماد حاضر القارة وأساس مستقبلها، ويتعين الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل ورفع معدلات الإنتاجية والنمو وكذا التركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل.

 

واتصالاً بذلك، يأتى حرص مصر على مواصلة دورها النشط فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية للدول الإفريقية، لاسيما الكوادر الشابة، وذلك من خلال آليات وطنية عدة ومنها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى أنشئت عام 2014 استكمالًا لجهد ودور ممتد اضطلع به الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا فى بناء القدرات الإفريقية. فقد فتحت مصر أمام الأشقاء الأفارقة من خلال الوكالة الجديدة أبواب مختلف مراكز التميز والمؤسسات التدريبية وبأسلوب خلاق يستحدث ضمن آلياته سياسات مبتكرة وفعالــة إيمانًا منا بأن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بناصية العلم والتكنولوجيا وإعداد أجيال لديها القدرة على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف آفاق المستقبل.

 

السيدات والسادة..

لقد أضحت قارتنا الإفريقية محط اهتمام متزايد من العالم أجمع، لاسيما بعد أن قطعت الكثير من دولها شوطًا طويلًا فى تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية لتتواكب مع الوتيرة المتسارعة لمتطلبات التنمية والاستثمار، كما تعددت وتعمقت أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية وشركائنا فى التنمية، وبما يتزامن مع ما تم تحقيقه فى عدد من دولنا من معدلات نمو تجاوزت متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة. فعلى رغم الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد العالمى خلال السنوات الماضية فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموًا فى الفترة الأخيرة عشر دول إفريقية على الأقل، كما ارتفع حجم الاستثمار الأجنبى المباشر فى الدول الإفريقية بأكثر من خمسة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة وهى كلها مؤشرات تؤكد ثراء قارتنا بالموارد البشرية والاقتصادية اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة.

 

وإنه لمن دواعى فخرنا ما حققناه ونحققه فى مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقى، حيث سارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار فى الأسواق الإفريقية حتى بلغ حجم استثماراتنا فى دول القارة أكثر من 8 مليارات دولار أسهمت فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، خصوصًا فى قطاعات التشييد والبنية التحتية، والطاقة، والتعدين، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما وصل حجم تجارتنا مع أشقائنا الأفارقة إلى 5 مليارات دولار

ونستهدف مضاعفته خلال الأعوام الخمسة المقبلة. ونأمل فى أن تصب تلك الجهود بفعالية لصالح مضاعفة التجارة الإفريقية البينية التى لا تمثل حتى الآن سوى 12% فقط من حجم تجارة القارة مع العالم وهو ما لا يتناسب مع مقومات وإمكانات التكامل الاقتصادى فيما بين دولنا الإفريقية. واتصالًا بذلك، فقد شاركتم معنا فى شهر أغسطس من العام الماضى فى افتتاح قناة السويس الجديدة كخطوة أولى فى مشروع ضخم وطموح سيسهم فى دفع حركة التجارة الإفريقية مع الأسواق العالمية ويعزز من مقومات التصنيع والتصدير من خلال المناطق الصناعية واللوجيستية التــــى ســـيتم إنشـــاؤها فــــى منطقــــة القنـــــاة، كما نتطلع إلى استكمال إنشاء الطريق البرى الذى يربط مدينة "القاهرة" بمدينة "كيب تاون" مروراً بعدد من العواصم الإفريقية وكذا مشروع الخط الملاحى بين بحيرة فيكتوريـا والبحر المتوسط، وهى مشاريع تستهدف تحديث البنية التحتية لشبكات النقل والمواصلات لخدمة أهداف التكامل الاقتصادى والتنمية فى القارة الإفريقية.

السيدات والسادة..

وفى هذا الإطار، واتصالًا "بأجندة 2063" التى قمنا بإقرارها جميعا كرؤية إفريقيا لتحقيق التنمية الشاملة جاءت دعوتنا لعقد هذا المنتدى لدفع التجارة والاستثمار فى قارتنا بما يعزز من وضعية إفريقيا فى الاقتصاد العالمى. فالمنتدى لا يستهدف فقط تعريفكم وتعريف مجتمع الأعمال العالمى بالفرص الاستثمارية التى تزخر بها القارة الإفريقية وما تملكه من سوق ضخمة وإمكانات هائلة وقوة بشرية شابة وإنما يهدف أيضا إلى فتح قنوات مباشرة وفعالة للتواصل والتعاون فيما بين ممثلى مجتمع الأعمال الإفريقى ونظرائهم فى العالم.

 

وعليه، فقد حرصت مصر عند طرح فكرة عقد المنتدى على أن يكون بمثابة ملتقى لممثلى الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجهـا وتـم صياغة برنامجه بعناية ووفق رؤية واضحة بهدف بلورة أفكار ومبادرات تعاون جديدة لتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية رائدة ولدعم القدرات البشرية للقارة الإفريقية بما يخدم أهدافها التنموية. واليوم مع افتتاحنا لأعمال المنتدى أدعو أشقائى من القادة الأفارقة وكذلك مجتمعى الأعمال الإفريقى والدولى وشركاءنا فى التنمية إلى أن نضع معًا اللبنات الأولى لإطلاق الكثير من المشاريع والمبادرات التنموية وفق إطار يراعى التوازن المطلوب بين الطموحات المشروعة لأبناء القارة فى غدٍ أفضل وبين تطلع شركائنا فى التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رؤوس الأموال.

 

وختاماً.. لا يسعنى إلا أن أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة وبالتقدير إلى كل من أسهم فى تنظيم هذا المنتدى ويحدونى الأمل فى أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات، وأن يكون المنتدى خطوة مهمة ومحورية على مسار نشارك جميعًا فى صياغة معالمه بهدف إنجاز ما تصبو إليه شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال القادمة... وشكراً لكم.