رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غلاف كتاب يثير فضيحة ثقافية كبرى

البارودى
البارودى

 

أثار كتاب “حكاية محمود سامي البارودي شاعر الثورة العرابية”، للباحث عاطف فتحي، فور صدوره، عن سلسلة “حكاية مصر” التي يرأس تحريرها الدكتور محمد عفيفي، وتدير تحريرها نور الهدى عبد المنعم، والتي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور محمد أبو الفضل بدران، أزمة ثقافية كبيرة، حيث وضعت صورة الخديوي عباس حلمي على غلاف الكتاب، بدلاً من محمود سامي البارودي.

 

ويعد الكتاب، سرداً تاريخياً موثقاً، للفترة الفاصلة في حياة الشاعر والسياسي والقائد العسكري، محمود سامي البارودي، وهى مرحلة مشاركته في الثورة العرابية، كما يوثق المحاكمات والمراسلات بين زعماء الثورة ووجهاء مصر، في تلك الفترة، ليكشف بأدق رؤية ممكنة، خسارة “البارودي” أجمل سنوات عمره، في المنفى، رغم أنه أحد رواد حركة الإحياء والبعث للشعر العربي المعاصر.

أكد  الدكتور، عبدالمنعم الجميعي، أستاذ التاريخ المعاصر والحديث الذي عكف على مذكرات الزعيم “أحمد عرابي“، قائد الثورة العرابية، ، فأخرجها كما يقول كتاب العلم، وكما أوجبتها رصانة العلماء: “إن ماحدث لغلاف كتاب حكاية محمود سامي البارودي، يعد جهلاً بالقواعد الأساسية، لعرض الوقائع التاريخية، والتي تمثل فيها الصور والوثائق، الجانب الأكبر والأهم من مصداقية الحدث التاريخي، وشاعر الثورة العرابية محمود سامي البارودي، الملقب بشاعر السيف والقلم، الذي تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكر، بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل، على الرغم من أنه شركسي الأصل وكان صديقًا للخديوي توفيق”.

وعمل “البارودي” في الجيش المصري، في يوليو من عام 1863، حيث عمل برتبة البكباشي العسكرية وأُلحقَ بالحرس الخديوي، وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله، واشترك في إخماد ثورة جزيرة أقريطش “كريت” عام 1865، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين، أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة.

وكان “البارودي” أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي “توفيق” بالاشتراك مع أحمد عرابي، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في 4 فبراير 1882م حتى 26 مايو 1882م، ورحل مع الزعيم أحمد عرابي، إلى جزيرة سيلان، وكان يشتاق إلى زوجته التي لم ترافقه في المنفى، وكان اسمها سميرة، ولقد توفيت وهو بعيد عن الوطن، وعندما علم بوفاتها حزن

عليها حزناً شديداً، وظل في المنفى هو وباقي رفقاء عرابي، 19 عاماً كاملة، ورجع إلى مصر وهو كفيف.

 

ويذكر الدكتور عبد المنعم الجميعي، واقعة تاريخية شهيرة بين كل من محمود سامي البارودي، والزعيم أحمد عرابي، قائلاً: لقد دب خلاف حاد أثناء الثورة، بين محمود سامي البارودي، وبين الزعيم أحمد عرابي، بعد خلع الخديوي توفيق، وإعلان الجمهورية المصرية، حول من سيصبح رئيسًا للجمهورية؟ فالزعيم أحمد عرابي، يريد محمود سامي البارودي، رئيس الجمهورية، ويشهد بأنه “ابن الأكرمين” بينما يصر محمود سامي البارودي، أن يكون أحمد عرابي هو الرئيس.

 

ويرى الجميعي أنه رغم اختلاف بعض الروايات عن تفاصيل الثورة العرابية، وبالأخص المواجهة التي وقعت بين الخديوي توفيق وعرابي، واللوحة التي تجسدها، فإن هناك أمورًا لايتعين علينا إغفالها، فقد مثلت الثورة العرابية خطوة للإمام في سياق المطالب الوطنية المصرية ومنها إقامة مجلس نيابي وعزل الوزارة المستبدة، وتصحيح أوضاع المصريين في الجيش المصري آنذاك، وهي ثورة قادها الجيش، وكان النديم في هذه الثورة قد جمع التوقيعات على التوكيلات لعرابي ليعلن مطالب الشعب على الخديوي، غير أن هزيمة عرابي وإخفاق الثورة التي انتهت بالاحتلال، كان سببها الانشقاق الذي دب في صفوف الثوار، فكان هناك من انضموا لصفوف الخديوي، ومنهم من انضم لعرابي، كشاعرنا الكبير محمود سامي البارودي، فضلا عن هزيمة التل الكبير، كما أن عرابي لم يقدر له أن يشارك في معارك كبيرة تكسبه خبرة كافية لمواجهة جيش الاحتلال المجهز والمدرب.