عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجنون «ليلى»

بوابة الوفد الإلكترونية

نظرت له على أنه المصباح السحرى لتحقيق متطلباتها المادية والحصول على كل ما تشتهيه عيناها.

لم تفكر فى أى شىء سوى نفسها ولا يهمها أن يستدين زوجها لأجل عينيها ولم تقدر كل ذلك بل طعنته فى ظهره بخنجر الخيانة.. أما هو فكان ينظر لها نظرات العاشق المجنون بحبها فهى فتاة أحلامه التى عشقها وتحدى أسرته للزواج منها. سافر وعاش فى غربة ليرسل لها الأموال التى تريدها لتشترى كل ما تحلم به. ولكن النهاية كانت مأسوية للزوج العاشق الذى وقف أمام محكمة الأسرة يروى قصته وهو شاحب اللون بعينين منكسرتين يملؤهما الحزن.

يبدأ الفصل الأول من قصة العشق الحلال عندما كان يدرس محمود بكلية التجارة فى السنة الأخيرة ووقعت عيناه على «ليلى» وشعر بانجذاب لها من أول نظرة، وقال لنفسه قبل أن يكلمها قط: «هذه هى زوجتى وحبيبتى وعشيقتى ولن أتخلى عنها مهما تكلف الأمر». وبدأ محمود يقترب من محيطها ويسأل عنها ويعرف ما تحب وما تكره وما يفرحها وما يغضبها. كما علم أنها كانت مرتبطة بأحد الزملاء وتركها لأنه أحب صديقتها، لذلك فهى تمر بأوقات عصيبة، فشعر بأن هذه رسالة من السماء وأنه يجب أن يستغل تلك الفرصة ليقترب من حب حياته. وبالفعل بدأ يدخل لشلتها عن طريق أحد أصدقائه الذى كان همزة الوصل بينه وبينها.

كان «محمود» ينتظر أى فرصة ليعرض عليها خدماته من تقديم ملخصات وتصوير أوراق لها أو شراء المأكولات والمشروبات من كافيتريا الكلية، حاول أن يجعلها برنسيسة تقف بعيداً عن الزحام ويقف هو بدلاً منها لينهى لها ما تريده، وبعد عدة أيام متتالية كان لا يفارقها منذ أن تأتى إلى الجامعة إلى أن تعود لمنزلها، وبدأ يلمح لها عن إعجابه بها بعدما شعر بأنها هى أيضاً منجذبة له، فأحاطها بحب أفلاطونى جعلها كالملكة فى الكلية، وأصبحت محط حسد وغيرة من أصدقائها بسبب هذا الاهتمام الذى كان محمود يغمرها به فى كل لحظة، كان يحاول دائماً سرقتها من غيمة حزنها إلى عالم السعادة بروحه المرحة التى يتمتع بها.

عاش محمود أجمل لحظات حياته مع «ليلى» خلال العام الأخير فى دراسته بالكلية وظن أن هذا هو الحب الحقيقى الأبدى الذى سيصمد إلى آخر العمر، وعقب تخرج «محمود» فى الكلية طلب من أسرته أن يتقدم مباشرة لطلب يد محبوبته، إلا أن والده رفض، حيث إنه حديث التخرج لن يستطيع تحمل مسئولية فتح بيت، إلا أن «ليلى» أصرت على أن يرتبط بها عقب تخرجه لأنها لم تنس حبيبها السابق فكانت تريد أن تنتقم منه بأن تتم خطوبتها على محمود قبل خطوبته. واخترعت خدعة تقليدية لتضغط على محمود ليعجل من خطوبتهما فقالت لـه إن والدها يستعجل خطوبتها لأن هناك عريساً يريد أن يتقدم لها. مما دفع العاشق الهائم بحبها أن يتحدى أسرته ويضرب عن الطعام ليرغم والده على الزواج من «حبيبته».

ووجدت أسرته أنها فى مأزق مالى، فقام الوالد باقتراض مبلغ مالى كبير ليشترى شقة لابنه البكرى ويقوم بتجهيزها، حيث دفع والده كل ما يملك بعدما ضعف أمام إلحاح ابنه المقرب إلى قلبه. وعلت الزغاريد وهلل فرحاً بزواجه من حبيبته وشعر بأنه كالطير يرقص فرحاً فى الهواء مع محبوبته.

وقال لها أشعر بأننى دخلت الجنة بزواجى منك وأخذ يعدها بأنه سيظل يحبها إلى الأبد وسيظل ولهان بها مثل عندما رآها وأحبها بالنظرة الأولى. وأقسم بأﻻ يحزنها مهما طال العمر وأنه لن يبكيها بل سيكون لها الحضن الدافئ وجناح طير يأخذها لتهرب من أحزانها. وأمام هذا الحب كله وعدته ليلى بأنها ستكون زوجة وفية مخلصة له. إﻻ أنها نكصت بوعدها ولم تقدر حب زوجها، الذى لقب بين أصدقائه بـ «مجنون ليلى» حيث كان يرقص فرحاً عندما كانت تتصل به وهو يجلس بصحبتهم. ويرد عليها يا حبيبتى دون أن يخجل من أحد.

ومع مرور الأيام اكتشف أن متطلبات زوجته تتجاوز 3 أضعاف راتبه ورغم ذلك لم يرد أن يغضبها عندما كانت تطلب شراء بعض الملابس الجديدة فكان يستدين من أصدقائه وأقاربه إلى أن وصل الأمر أن يبيع سيارته وإشباع جشع زوجته

التى لم تشبع يوماً. فوجد الزوج نفسه أمام ديون متراكمة ﻻ يعلم كيف يسددها. فأمرته زوجته بالسفر للخارج لتحسين مستوى معيشته ورغم أنه لا يحب الغربة فإنه لم يرفض طلبها حتى يوفر لزوجته وطفلته بعد عام من الزواج حياة كريمة. وبالفعل حصل على وظيفة فى احدى الدول العربية بعد مشوار طويل من البحث وودع طفلته التى لم تكمل 3 أشهر وهو يبكى على فراقها.

وسافر «محمود» ولم يفكر فى أى شىء سوى العمل الجاد لجنى الأموال لإسعاد أسرته. وكان يحرم نفسه من متع الحياة حتى الأكل كان يقلل عدد وجباته ليرسل كل ما يحصل عليه من أموال لزوجته لتدخره حتى يتمكنوا من شراء منزل فخم وسيارة جديدة. واستمر الزوج المخلص على هذا الحال لمدة 8 سنوات كانت فيها زوجته تأخذ أمواله لتضعها فى حساب بنكى باسمها. وكانت «ليلى» تحرم على زوجها أن ينزل مصر لأكثر من مرة فى العام بحجة توفير مصاريف السفر، ورغم أن ذلك كان صعباً عليه فإنه وافق على ذلك مقنعاً نفسه بأن زوجته أصبحت أماً وتريد تأمين مستقبل ابنتها وأصبحت أكثر حذراً فى صرف الأموال.

وفوجئ الزوج بأن زوجته أصبحت لا ترغب فى لقائه ولا ترغب فى مجيئه إلى مصر بعد 9 سنوات. وبعد عدة أيام من تواجده فى مصر طلبت منه الطلاق فحاول محمود أن يستفسر عن السبب ويجعلها تتراجع عن أفكارها وقراراتها المدمرة. إﻻ أنها ألحت عليه ولم يعلم الزوج سبب هذا الطلب المفاجئ واستشاط غضبه عليها وحاول أن يعلم السبب فقالت: «أنا لم أعد أحبك وﻻ أستطيع العيش مع شخص لا أحبه»، فحاول أن يذكرها بالذكريات الجميلة التى كانت بينهما والوعود التى تعاهدا بها لبعضهما أمام الله فى بداية زواجهما، إلا أنها ألقت بكل ذلك عرض الحائط.

وأثناء جلوسه على أحد المقاهى النيلية سارحاً فى الهموم رأى زوجته تجلس مع صديقها الذى كان حبيبها الأول منذ أيام دراستهما بالكلية، فجن جنونه وحاول أن يلقنها علقة ساخنة وتجمع رواد المقهى وسيطروا عليه وهربت هى من تحت يديه وذهبت إلى محكمة الأسرة تقيم دعوى خلع، ليقف «محمود» أمام القاضى يشفق على ذاته من هذا الحب الغادر، ينتظر جلسات الصلح التى تعقدها المحكمة، إلا أنه شعر بأن شيئاً كبيراً انكسر بداخله ترك خلفه ألما مزمناً، فوافق على طلب الخلع ليتخلص من هذا الحب الذى كان يعيش به، مستعوضاً تعب السنين وألقى بذكرياته التى كان يعتز بها فى عالم النسيان.

يقول «محمد»: من عاشق إلى كافر بكل معانى الحب ومن مجنون ليلى حباً وعشقاً إلى مجنونها ولكن من شدة غدرها وخيانتها بكى على سنوات العمر التى ضاعت هباء بحثاً عن الأموال على من لا تستحق.