رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليلة مقتل "الست فوزية"

محمد علي الشهير بـ
محمد علي الشهير بـ «بوجي» المتهم بالقتل

بنظرات حادة ودموع متحجرة وقلب كالصخر وقف «محمد علي» وشهرته «بوجي» أمام المقدم أحمد الخولي، رئيس مباحث مركز شرطة طوخ يروي تفاصيل جريمته التي ارتكبها في حق سيدة مسنة هي أم صديقه بـ «التبني» لسرقة مصوغاتها الذهبية بعد مروره بضائقة مالية وإغلاق جميع الأبواب في وجهه، ولم يجد أمامه سوي تلك الطريقة لتدبير نفقاته وتوفير ثمن شرائه المخدرات، نرويها في السطور القليلة القادمة.

«الكيف بيذل.. والحاجة للفلوس وحشة.. والناس كلها كانت بتكرهني ومفيش حد كان عاوز يسلفني.. منذ 8 سنوات تعرفت علي شخص يدعي «أحمد» وكان أكتر من أخ لي، وفي يوم احتجنا فيه لنقود ولم نجد طريقاً غير السرقة، لاعتقادنا أنه الأسهل والأسرع وقمنا بسرقة خزينة أحد محلات السوبر ماركت عن طريق مغافلة صاحبه وارتكبنا بنفس الطريقة أكثر من واقعة».

كنا نقوم بعمليات السرقة والتصرف في المسروقات معاً، وتوزيع حصيلة السرقة بالتساوي، وخرجنا في يوم لننفذ عملية سرقة، لكن تم القبض علي صديقي «أحمد» وحزنت لفراقه، فقررت أن أرعي أهله حتي خروجه من محنته، ولم يكن يعرف غير سيدة مسنة تدعي «فوزية إبراهيم» قامت بتبنيه من أحد الملاجئ بعد وفاة أسرته، كانت تسكن في منزل من 3 طوابق هي وأفراد أسرتها، أي أنها كانت لها شقة مستقلة بمفردها، وكنت أزورها دوماً وأجلس معها وأساعدها بحكم صداقتي لابنها بالتبني، ولم أتخيل أن أقتلها، لكن الشيطان زين لي فعلتي، فكنت شبه مفلس، ولم أجد عملاً، وكنت أتعاطي المخدرات، وجلست بمفردي أفكر في طريقة لأجلب بها نقوداً، وقررت حينها سرقة السيدة فوزية، خاصة أنني علي علم بكل مكان في الشقة، وسيكون دخولها سهلاً بالنسبة لي، مرت عدة أيام ولم أذهب لزيارتها، فوجدتها تتصل بي لتطمئن علي، فأخبرتها بأنني مريض قليلاً، وبمجرد نزولي للشارع سأذهب إليها.

ومكثت لعدة ساعات حتي حل الليل، وتوجهت إلي العقار الذي تقيم فيه، وصعدت إلي شقتها بالطابق الثاني، وببطء شديد فتحت الباب بـ «مطواة» كانت معي، وألقيت نظرة عليها فوجدتها مستغرقة في النوم، فبدأت أبحث عن النقود في الدولاب الخاص بها، وأثناء ذلك سقطت علبة علي الأرض فاستيقظت، وظنت أنني لص فصرخت واستغاثت بباقي سكان العقار، شعرت بالخوف الشديد واندفعت نحوها وأحكمت قبضتي علي رقبتها، وخنقتها لكي لا تفضح أمري، ولم أتركها إلا جثة هامدة، وحملتها ووضعتها علي السرير، واستوليت علي 3 غوايش ذهبية من يدها وقرطها الذهبي، و400 جنيه، وخرجت مسرعاً، وقبل مغادرتي الشقة بعثرت بعض محتوياتها حتي يعتقد الجميع أنها حادثة سرقة عادية، ولم أتخيل لحظة أن يتم القبض عليّ.

ويتابع المتهم اعترافاته قائلاً: صديقي كان قد أوصاني علي تلك السيدة التي يعتبرها أمه قبل أن يدخل السجن، لأنني أقرب الناس إليها، إلا أنني لم أحافظ علي تلك الأمانة التي حملني

إياها، فأنا أستحق عقوبتين إحداهما لخيانتي صديق عمري والأخري لجريمة القتل.

وأضاف المتهم قائلاً: لم أندم يوماً علي أي خطأ ارتكبته في حياتي المليئة بالأخطاء التي ارتكبها منذ نشأتي، إلا أن تلك الجريمة جاءت لتشعرني بالذنب وأندم عليها ندم يكفيها وما ارتكبته من جرائم سابقة.

وروي المقدم أحمد الخولي رئيس مباحث مركز شرطة طوخ تفاصيل الواقعة، التي بدأت ببلاغ من محمد عبدالمطلب موظف بالمعاش، بمقتل شقيقته داخل غرفتها، وقوة أمنية انتقلت إلي مكان الجريمة، وتبين وجود أثار خنق بالرقبة من الجانبين والأمام، وخروج جزء من اللسان، وأثار سحجات بمعصم اليد اليمني والأذن اليسري، وسرقة 3 غوايش ذهبية وقرط ذهبي و400 جنيه.

وأشار إلي أنه تم عمل التحريات اللازمة ورصد تحركات المترددين علي المكان وبسؤال الجيران، قالت «سمية علي» ربة منزل إحدي الجيران: إنها شاهدت «بوجي» صديق نجل المجني عليها أثناء نزوله من عقار الحاجة فوزية، قبل اكتشافهم الواقعة بساعة، وكان مرتبكاً، مما أثار الشك حوله، خاصة أنه من المعروف عنهم سوء السلوك.

تم القبض علي المتهم، وبمواجهته أنكر في بداية الأمر صلته بالواقعة، وبعد تضييق الخناق اعترف بمروره بضائقة مالية، واستغل وجود المجني عليها بمفردها فذهب لسرقتها أثناء نومها، وعقب ذلك استولي علي المصوغات من يدها والمبلغ المالي، ولكن حظه العاثر جعلها تستيقظ من نومها قبل انتهائه من جريمة السرقة، لم يكن ينتوي قتلها فهو يحبها ويعتبرها والدته، فهي من ربت أعز أصدقائه، ولكن ماذا يفعل بعدما ضبطته يسرقها، صرخت بكل قوته، حاول إسكاتها.. التقت عينيهما.. صدمت عندما كان هو اللص كادت تموت من الصدمة، ولا أحد يدري هل هي ماتت من صدمتها فيه من إطباق يديه علي رقبتها.. ماتت «الست فوزية» ولحق «بوجي» بصديق عمره في السجن، ولكن كيف يكون رد فعله عندما يعلم أنه قتل أمه التي أوصاه بها؟