رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المشهد الإعلامى.. من "الريادة" إلي" الرداءة"

بوابة الوفد الإلكترونية

مهمة الإعلام الحقيقية هي تنوير المتلقى والارتقاء بمداركه.. وقد تصدر التليفزيون المصرى لسنوات طويلة المشهد الإعلامى.. وكان الوطن العربى من المحيط إلى الخليج يعتبره مصدراً للمعرفة والتسلية أيضاً.. ومع انتشار وتعدد الفضائيات الخاصة تراجع دور ماسبيرو.. وقد ساهم في تراجع ماسبيرو ضيق هامش الحرية وفي المقابل كثرت برامج التوك شو التي راهنت القنوات الخاصة عليها لجذب أكبر قدر من الإعلانات التجارية.. وشيئاً فشيئاً حدث ارتباك وفوضى في المشهد الإعلامى.. وتحول المذيعون إلى قضاة مهمتهم تعليق المشانق للضيوف وإطلاق الأحكام.. هذا بالإضافة إلى تدني لغة الحوار.. وبات الاشتباك والمشاحنات بين الضيوف هي السمة التي تغلب علي كل برامج التوك شو.. كما ظهرت نماذج إعلامية مشوهة من الصعب أن تحدد ملامحها.

في هذا التحقيق نرصد التحول الذي طال الشخصية الإعلامية وكيف أثرت الانتماءات علي مستوي الإعلام. ونناقش تأثير الإغراء المادى علي المشهد الإعلامى.

الإعلامية الكبيرة فايزة واصف أحد رموز الزمن الجميل في الإعلام، أكدت أن هناك فرقاً كبيراً بين الإعلامي في الماضى والحاضر. شهدنا في السنوات الأخيرة انفلاتاً إعلامياً لم يسبق له مثيل. الأمر ببساطة أن في زماننا كنا بنحب بعض بجد ونتنافس لمصلحة الشاشة.

كان همنا الأكبر تقديم إعلان جيد يحظى بإعجاب المشاهدين وللأسف حالياً بعض الإعلاميين همهم الأكبر الحصول على مال وفير.

أؤكد أن الواسطة والمحسوبية هي السبب الرئيسى فى التشويه والانفلات الإعلامى الذي نشاهده تقريباً كل يوم وأتمنى أن تعود القيم الأصيلة للإعلاميين.

ويقول مجدي لاشين، رئيس التليفزيون: للأسف الشديد حدث خلل كبير في الشخصية الإعلامية في السنوات الأخيرة، حتي في ماسبيرو أكدت عليهم مراراً وتكراراً بضرورة الاهتمام بعملهم والتجويد، حتي يحللوا «الفلوس اللي بيخدوها»، ولكنى لم أستطع حتي الآن تحقيق ما أتمناه بالنسبة لشاشة التليفزيون. والفضائيات ساهمت بشكل كبير في حالة الانفلات التي تعاني منه، في الزمن الماضى قدمنا إعلاماً رائعاً بأقل الإمكانيات.

ولكن حدث اهتزاز للشخصية الإعلامية في السنوات الأخيرة تشعر به جميعاً علي الشاشات.

ويقول حسين زين، رئيس قطاع القنوات المتخصصة: لدي تعليق بسيط، للأسف الشديد تعاني من خلل واضح بالطبع شخصية الإعلامي تشوهت وتبدلت بشكل مرعب بل ومخيف.

اختفت تماماً المعايير المهنية، أصبح أمراً عادياً أن يذاع علي الشاشات أخبار كاذبة ومن يحظى لا يقتدر.

للأسف في هذا العصر، الإعلاميون الشباب لا يسمعون النصيحة ولا يستجيبون للنقد.

الحل من وجهة نظرى تطبيق المعايير المهنية بشكل صارم علي الجميع ومن غير المعقول استمرار حالة الانفلات دون أي محاسبة كفانا انفلاتاً وتشويهاً خمس سنوات.

أرجو من جميع الإعلاميين مراعاة مصلحة الوطن وكفانا إثارة وتشويهاً.

ويؤكد محمود عبدالسلام رئيس الفضائية المصرية: الصورة المشوهة للإعلاميين موجودة بالفعل. والسبب الرئيسى من وجهة نظرى سياسة الشللية.

أصبح الإعلام عبارة عن شلة، كل شلة لها توجهات معينة تحاول فرضها علي الناس، معظم الإعلاميين للأسف يعملون لحساب أصحاب القنوات وتطبيق أجندات خاصة، هذا ما رأيناه بأعيننا في الخمس سنوات الأخيرة.

رأينا العجب علي الشاشات المختلفة في السنوات الأخيرة واستمرار هذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة.

ويؤكد أسامة البهنسى، نائب رئيس قطاع القنوات المتخصصة، أن المنافسة بين الإعلاميين هي السبب الرئيسى في تشويه صورة الإعلاميين. الكل يريد أن يحظى بأعلى نسبة مشاهدة ويتخذ سياسة الإثارة لجذب المشاهدين حتي ولو كان على حساب قيم المجتمع أو مصلحة الوطن.

أتصور أن المنافسة وجذب المعلنين ساهما بشكل رهيب في تشوه صورة الإعلاميين ومازلنا في جلسة المنافسة والتشويه حتي الآن.

بينما تؤكد الإذاعية سونيا محمود، مدير عام إذاعة الأغاني والمذيعة الكبيرة بشبكة صوت العرب: للأسف الشديد عدد كبير من الإعلاميين فقدوا المصداقية بسبب نقص المعلومات وانتهاك الخصوصية وتبادل ظواهر عجيبة مثل الجن والعفاريت وتشويه صورة الناس.

سأقول رأياً صريحاً ربما يغضب البعض، كنت أتمنى من الصحفيين كتابة البرامج ووضع الأفكار بدلاً من ظهورهم علي الشاشة. للأسف الشديد الأجيال الحديثة عانت من الانفلات الإعلامي. أرجو أن تعود للخير الصادق والمعلومة الصحيحة، ولا نسعى وراء الإثارة لمجرد جذب المشاهدين وما يؤلمنى «المتلونون» من الإعلاميين العودة للإعلان الحقيقي هو الحل والعقاب الصارم لكل متجاوز ولكل من ينشر أخباراً كاذبة.

بينما يؤكد الإذاعي محمد فؤاد مدير عام المنوعات بشبكة البرنامج العام.

من وجهة نظرى أن تشويه صورة الإعلاميين في السنوات الأخيرة سببه أن كل من هب ودب أصبح إعلامياً لاعب كرة سابق ممثل أو ممثلة، ولا مانع أن تكون

راقصة. أعتقد أنها ظاهرة مرعبة. ومن درسوا الإعلان علي أصوله يجلسون في منازلهم دون عمل.. هل يعقل هذا؟

وغياب الضوابط ساهم بشكل كبير في نشر الفوضى الإعلامية التي نشاهدها بشكل يومى. أصبحت العملية «سمك لبن تمر هندى». متي ننتظر عندما نشاهد مذيعاً علي الشاشة دون أي تاريخ أو دراسة إعلامية ومع ذلك يظهر ويستمر سنوات علي الشاشة نحن نعيش في زمن اللامعقول والمشاهد في كل الأحوال هو الضحية.

بينما يؤكد خالد سعد، نائب رئيس الإدارة المركزية للبرامج الإخبارية بقطاع الأخبار أن  غياب روح الفريق وضعف الإدارة، هما السبب الرئيسى في حالة التشوه الإعلامى، تعلمنا زمان أن القيادة هي سر النجاح.

للأسف الشديد القيادة حالياً تعمل حسب هواها الشخص والمجاملات الصارخة تسيطر على الشاشات. هذه السياسة أدت بشكل مباشر لحالة لما تشاهده الآن من إعلام مشوه وشخصيات إعلامية تشوهت بفعل الزمن وحالة انفلات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإعلام المصرى.

وتؤكد المذيعة أمنية مكرم التي تقدم برنامج «حديث الساعة» على شاشة التليفزيون المصرى أن أهم أسباب حالة التشوه الإعلامى من وجهة نظرها. غياب روح الانتماء عند معظم الإعلاميين مذيع يعمل في قناة ما. يكون ولاؤه لها، ثم ينتقل لقناة أخرى فيبدل اتخاذه لقناة أخرى والأعجب من ذلك مذيع أو مذيعة يعملان في أكثر من قناة في وقت واحد. كل قناة لها توجهات وسياسة خاصة. هل يفضل هذا بالطبع المعادلة اختلت وتشوه صورة الإعلاميين أمر طبيعى.

زمان كان المذيع أو المذيعة يعمل بالقناة الأولى طوال عمره. يعني لديه توجه ثابت لا يتلون نعيش الآن ما يشبه حالة لاعبي الكرة الذين ينتقلون بين الأندية المختلفة والاتحاد للفانلة التي يرتديها. غاب الانتماء والمهم الحصول على المادة.

ويقول الإذاعي على مراد، مدير عام التنفيذ بشبكة البرنامج العام: إن غياب القدوة هي السبب الرئيسى في حالة التشوه الإعلامي الذي نعيشه تربينا في الماضى علي أساتذة وعمالقة تعلمنا علي أيديهم الإعلام الحقيقي والانضباط في كل شىء.

للأسف الشديد القدوة غابت عن كثير من الإعلاميين وكان من الطبيعي أن نشاهده ويعيش في تلك الحالة من التشوه ولا أعلم متى ينتهى؟

بينما يؤكد رجب عبدالحميد، مدير إنتاج برنامج «البيت بيتك» وحالياً برنامج «مباشر من مصر» أن حالة التشوه سببها الرئيسى الإعلاميون المتلونون الذين يحاولون مسايرة كل عصر ويتلونون حسب طبيعة كل نظام يحكم البلاد.

شاهدت هذا بنفسي ومن الطبيعي أن نجد تلك الحالة من التشوه الإعلامي والذي لا أعلم متى سينتهي.

ويقول مخلص عبده خليل، رئيس القنوات التعليمية بقطاع القنوات المتخصصة، إن هناك عدة عوامل ساهمت بشكل أساسى في تشوه صورة الإعلاميين، أهمها عدم الصدق والموضوعية في تناول الأحداث وإعلاء المصلحة الشخصية عن المصلحة العامة، حتي ولو كان ذلك علي حساب المشاهدين.

والطامة الكبرى حالة التلون الإعلامى حسب كل نظام سياسي قائم، لا أعرف إيه التمثيل ده علي الشاشة.