عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاوضات سد النهضة تصل لطريق مسدود

بوابة الوفد الإلكترونية

مع رفض إثيوبيا المقترح المصري زيادة عدد فتحات سد النهضة من أجل تقليل المخاطر التي يمكن أن تنجم عن أي مشكلة تواجهه في المستقبل دخلت  المفاوضات طريقا مسدودا من جديد يثير التساؤلات بشأن جدوى المفاوضات، وهو ما دعا البعض إلى مطالبة الدولة بانتهاج سبل جديدة من أجل ضمان الحقوق المصرية في مياه النيل وعدم التأثر السلبي بأي مشروعات تقام عليه.

غير أنه مما يقلل من نبرة التشاؤم التصريحات التي خرج بها الرئيس السيسي مؤخرا داعيا خلالها المصريين إلى عدم القلق بشأن مسار المفاوضات وتأكيده في الوقت ذاته على انه لن يضيّعنا. ورغم هذه اللهجة التي تبث الطمأنينة تثور العديد من التساؤلات بشأن مسار مفاوضات سد النهضة خلال المرحلة المقبلة وإمكانات مصر لتحقيق مطالبها.

يقول أحمد عز العرب الرئيس الشرفى لحزب الوفد في معرض تقييمه للأزمة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يخدر ولا يعطى مسكنات للشعب المصرى لاننى أعرفه جيدا فهو رجل صادق ويتمتع بشعبية عريقة داخل مصر وخارجها وهو ما قد يشير في تقديري إلى ان الجانب الاثيوبى لديه رغبة وحرص على العلاقة الطيبة مع القاهرة.

وأعرب عز العرب عن اعتقاده بأن هناك أيادى خفية تعبث وتحاول بث الفتنة والشائعات بين الجانبين، على رأسها امريكا واسرائيل، مؤكدا انه لا بد من التحرك السياسي والدبلوماسي من الجانب المصري لاحتواء المشكلة، وهو تحرك يجب ان يوازيه تحرك فني من الخبراء والمتخصصين في كل المجالات لمعرفة حجم الأزمة، والتوصل إلى حلول عاجلة لها، حتى لا تُضر المصالح المصرية.

كما دعا إلى إقامة تكامل اقتصادي مع دول حوض النيل بما يحقق هدف تعزيز وتنمية العلاقات بين هذه الدول، فضلاً عن ضرورة ترشيد الاستهلاك المحلي لمياه النيل. وأشار عز العرب إلى ان مصر قد لا تجد أمامها في نهاية المطاف بعد استنفاد التفاوض مع الجانب الاثيوبي سوى اللجوء للتحكيم الدولي، حتى يتم الحفاظ على الحقوق التاريخية المصرية في مياه النيل.

وقالت «أمينة النقاش» نائب رئيس حزب التجمع  ان الجانب الاثيوبى قام بإنشاء اكثر من 40% من سد النهضة فمن الصعب اقناع الجانب الاثيوبى بايقاف البناء مؤكدة انه لم يكن امام الشعب المصرى سوى المفاوضات والضغوط للوصول الى حلول تضمن نسبة وصول المياه إلى الأراضى المصرية بشكلها الطبيعى، سواء بمنع الشركات السعودية التى تعمل فى إنشاء سد النهضة وسحب معداتها من موقع العمل أو التلويح من جانب الجهات والمسئولين المصريين بقطع العلاقات المصرية الاثيوبية.

وأفادت أمينة بأن تصريحات الرئيس السيسى لطمأنة الشعب بأن المفاوضات مازالت مستمرة وفى طريقها للحل من الجهات المعنية شىء مؤكد وصحيح لرغبة الطرف الاثيوبى والمصرى في الوصول لحل  وهذا يحسب للرئيس السيسى  ويعد من انجازاته واعتقد ان هذا قد يحدث لوجود علاقات ومصالح بين  هذه الدول وليس من مصلحة اثيوبيا معاداة مصر.

وأعرب «محمد نصر علام» وزير الرى «الأسبق» عن أمنيته بأن تتحقق تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى  على ارض الواقع لحل الأزمة، مضيفاً واعرف ان الرئيس السيسى يتمتع بشعبية كبيرة واعاد العلاقات بعد تدهورها فى عهد مبارك ومرسى، فعلاقة مصر بجميع الدول طيبة وخاصة دول حوض النيل، مشيرا إلى أن الجهود المصرية المبذولة لحل الأزمة لم تصل إلى حل والامور معقدة واثيوبيا تماطل وقد شاركت الخارجية المصرية في عدة اجتماعات تتعلق بالسد وحتى تاريخه لم تفد بأن اجتماعها فشل أم نجح وأتصور ان ما يتم يستهدف انقاذ ما يمكن انقاذه للخروج بزيادة عدد الفتحات لسد النهضة للخروج من المأزق وتحريك المياه الراكدة للتفاوض.

و«أوضح» علام  ان مصر مرت بمرحلة عصيبة وانهيار فى الداخل والخارج فى ظل حكم الجماعة الإرهابية التى فشلت جميع المفاوضات فى عهدها وهو ما جعل موقف المفاوض المصري بالغ السوء.

وقال «محمد رضا إسماعيل» وزير الزراعة الأسبق: ان تصريح  الرئيس السيسى بطمأنة الشعب المصرى عبر وسائل الإعلام يعطى بادرة امل فى وصول الجانبين الى حل واعتقد ان هناك علاقات قوية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيسين الاثيوبى والسودانى تجعل الرئيس يدلى بمثل هذه التصريحات وأرجح انه قد يكون هناك شيء لا نعرفه لدى الجهات العليا  لرئاسة الجمهورية وسوف يعلن عنه فى وقته المناسب.

واكد إسماعيل ان  تركيا وامريكا واسرائيل وراء مشكلة سد النهضة، ورغم ذلك يجب علينا ان ننتظر ولا نسبق الاحداث مؤكدا انه متفائل فى ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأكد ضرورة عدم التقليل من خطورة الموقف، وأنه يجب إيجاد حلول غير تقليدية، لأن أزمة المياه بمثابة حياة أو موت للدولة المصرية، موضحاً أن كل الحلول القانونية غير مجدية حتى الآن، خاصة أن القوى الكبري تقف إلى جانب إثيوبيا، والمناخ الدولي غير مواتٍ لدعم الموقف المصري فكثير من الدول في العالم الغربي تتعاطف مع إثيوبيا ودول حوض النيل وترى أن مصر، بتعاملها وتجاهلها وتصرفاتها، لم تخلق لنفسها طريقاً يفتح لها باباً إيجابياً مع دول الحوض، محملاً وزراء الري المتعاقبين مسئولية الأزمة المائية الحالية، فمنهم من استخدم التهويل في حجم المشكلة، ومنهم من استخدم التهوين، موضحا أن إسرائيل طرف مباشر فيما يحدث في أعالي النيل معتبراً أن سد النهضة هو تأليف وإخراج وسيناريو إٍسرائيلي أمريكى.

وأكد الدكتور يسري دويدار الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الأزهر بالقاهرة إن إصرار المفاوض المصرى على زيادة عدد الفتحات يأتى لـ3 أسباب رئيسية، أهمها رفع معدلات أمان السد خلال أوقات الفيضانات العاتية، والتى تقضى بتصريف كميات إضافية للمياه لن يتمكن السد من تصريفها عبر فتحات التوربينات الـ16، موضحا أن السبب الثانى يتمثل فى تصريف المياه وقت تعطل فتحات التوربينات عن العمل، وأن السبب الثالث يتمثل فى تصريف المياه فى أوقات الفيضانات المنخفضة، والتى لا تصل فيها المياه إلى فتحات التوربينات المرتفعة. وعلق دويدار على تصريح الرئيس السيسى مؤكدا انه رجل ذو خبرة عسكرية ويعى ما يقوله جيدا، معربا عن أمنيته في أن تصل المفاوضات إلى نتائج جيدة.