يا معاشر الثوار.. انتبهوا
لابد لنا من وقفة - بعد أحداث يوم الجمعة 9/9 والتي أسماها الثوار «جمعة تصحيح المسار» وكان لها عنوان ومطالب لا غبار عليها ولا خلاف عليها - وإذا كان «الوفد» قد أعلن عدم المشاركة، وكذا بعض الأحزاب الأخرى..
إلا أن الوفد لم يحرم الشباب الوفدي من المشاركة، وكانت تجمعات ميدان التحرير بالقاهرة وبعض المدن الأخرى محل تقدير واحترام بسبب التزامها وحسن تصرفها - إلا أن ما حدث في نهاية ذلك اليوم من اتجاه بعض الناس إلي مقر سفارة إسرائيل وهدم السور المقام أمامها.. ثم محاولة اقتحامها وهي خاوية علي عروشها.. ثم إلقاء بعض أوراق من أرشيفها أو مخزنها - ثم الاعتداء علي قوات الأمن الموجودة لحماية تلك السفارة.. ثم الاتجاه إلي مديرية أمن الجيزة لقذفها بالحجارة وإحراق سيارة الشرطة وبعض سيارات مملوكة لبعض المواطنين من الجيران، وما كان من اعتداء علي مقر وزارة الداخلية ومبني الأدلة الجنائية المجاورة لها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد.. بل إن مظاهرة الإسكندرية بدورها هي الأخري انتهت بمحاولة الاعتداء علي بعض أقسام الشرطة هناك، وتلك أحداث ليس لها أي مبرر عند الثوار، ولكن لها دلالات معينة عند كل ذي عين مبصرة وفكر سياسي - وهو ما أثار العديد من الأسئلة.. منها: ما علاقة مليونية تصحيح المسار بالاعتداء علي وزارة الداخلية وما صاحبه من إهانة وتخريب أو حرق؟ وما علاقة تصحيح المسار بالاعتداء علي سفارة إسرائيل؟ مع كراهيتنا للعدو الصهيوني، إلا أنها سفارة أو بعثة دبلوماسية لها احترامها حتي يتخذ ضدها الإجراء القانوني وليس الاقتحام والضرب والتحطيم هو وسيلة مشروعة في عرف القانون الدولي. ولماذا كان الاعتداء علي مديرية أمن الجيزة وحرق سيارات الشرطة وبعض سيارات مملوكة للمواطنين؟ وقتل أفراد وإصابة عدة مئات من الشرطة والمواطنين معاً؟ وهل محاولة الشوشرة أمام سفارة السعودية هو الآخر عمل وطني؟
إنها أسئلة.. وغيرها قد يحار العقل في الإجابة عنها أو يتوقف المنطق السليم عن تبريرها، حتي إذا تنصل منها الثوار في الميدان أو أعلنوا استنكارها فإن العقل السليم والاستنتاج السليم عند تحليل تلك الأحداث ومحاولات الاعتداء علي بعض أقسام الشرطة في الإسكندرية يؤكد أن هناك مخططاً للانحراف بمبادئ الثورة أو القضاء علي مطالبها أو القضاء عليها
وأرجو أن ندعو جميعاً «اللهم احفظ مصر من كل سوء.. إنك سميع مجيب الدعاء».
محام بالنقض
وعضو الهيئة العليا للوفد