بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

المفكرون والسياسيون‮ ‬يحملون إسرائيل مسئولية تفجيرات الإسكندرية

انتقد مفكرون وسياسيون الحادث المأساوي‮ ‬الذي‮ ‬وقع مساء أمس الأول امام كنيسة القديسين بالاسكندرية وأسفر عن مقتل مسلمين ومسيحيين،‮ ‬معربين عن حزنهم الشديد لما ألت إليه العلاقة بين عنصري‮ ‬الأمة،‮ ‬وحملوا إسرائيل مسئولية الحادث باعتبارها المستفيد الأول من اشعال الفتنة الطائفية في‮ ‬مصر‮.‬

أكد المستشار محمود أبو الليل،‮ ‬وزير العدل الأسبق أن هناك أيادي‮ ‬خفية وراء هذا الحادث لزعزعة الاستقرار وتمزيق الوحدة بين المسلمين والمسيحيين‮.‬

واستبعد أبو الليل،‮ ‬أن‮ ‬يقوم بهذا العمل الاجرامي‮ ‬مصري‮ ‬حقيقي،‮ ‬لأن الارهاب لا‮ ‬يفرق بين مسلم أو مسيحي،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أن هذا الحادث راح ضحيته مسلمون ومسيحيون أيضاً‮.‬

ورفض أبو الليل توجيه التهمة لتنظيم القاعدة قائلا‮:‬ً‮ ‬كلمة‮ »‬القاعدة‮« ‬أصبح تعبيراً‮ »‬هلامياً‮« ‬غير مستساغ‮ ‬لدي‮ ‬العقل وخاصة أن هناك عدوا‮ ‬يقف علي‮ ‬أبوابنا وهو اسرائيل‮ ‬يسعي‮ ‬دائما لزعزعة الاستقرار وإحداث شقاق بي‮ ‬عنصري‮ ‬الأمة‮.‬

وأكد وزير العدل الأسبق،‮ ‬أن ما بين مصر وإسرائيل من عداء لن تمحيه أي‮ ‬معاهدات سلام إلا إذا تحقق السلام في‮ ‬فلسطين‮.‬

واتفقت معه في‮ ‬الرأي‮ ‬الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد،‮ ‬وأكدت ان هذا الحادث ترجمة لما قاله رئيس الموساد الاسرائيلي‮ ‬السابق بأن الفتنة الطائفية من أهم اسباب تمزيق مصر،‮ ‬عبر ارتكاب حوادث تثير‮ ‬غضب كل من المسلمين والمسيحيين وتابعت قائلة‮: »‬كان أولي‮ ‬بنا منذ إعلان رئيس الموساد الاسرائيلي‮ ‬لهذه التصريحات أن نزيد من الاجراءات الأمنية،‮ ‬فالأمر ليس أمنياً‮ ‬وحسب وإنما‮ »‬سيادياً‮«.‬

وأشارت فؤاد إلي‮ ‬ما قام به جهاز المخابرات من اكتشاف شبكة تجسس مؤخراً‮ ‬يؤكد مطامع اسرائيل في‮ ‬مصر ورغبتها الجامحة في‮ ‬زعزعة استقرارها واكدت فؤاد أن تنظيم القاعدة مجرد‮ »‬خيال مآتة‮« ‬اخترعته قوي‮ ‬الهيمنة الجديدة لتمزيق العالم العربي‮ ‬وقلبه مصر‮.‬

وفي‮ ‬نفس السياق حذر السفير إبراهيم‮ ‬يسري‮ ‬مساعد وزير الخارجية الأسبق المسيحيين من الانفعال والانخداع في‮ ‬مظاهر الاحداث‮.‬

وأكد‮ ‬يسري‮ ‬أن طريقة التفجير بسيارات مفخخة تؤكد أن هناك أيادي‮ ‬أجنبية هي‮ ‬التي‮ ‬تقف وراء التفجير وذلك من أجل تفتيت وحدة مصر مشيراً‮ ‬إلي‮ ‬أن تنظيم القاعدة أصبح شماعة‮ ‬يعلق عليها كافة الاحداث الاجرامية والارهابية‮..‬

من جانبه وصف الدكتور‮ ‬يوسف زيدان ـ استاذ التراث العربي‮ ‬ورئيس مركز المخطوطات بمكتبة الاسكندرية الحادث بـ»البشع وغير المبرر‮«‬،‮ ‬مؤكداً‮ ‬علي‮ ‬اضراره بالمسلمين قبل المسيحيين وطالب بضرورة توحيد رد الفعل المسيحي‮ ‬والاسلامي‮ ‬أملاً‮ ‬في‮ ‬عدم استغلال ما حدث لأغراض‮ »‬هؤلاء الذين‮ ‬يستفيدون من هذه الكوارث‮« ‬علي‮ ‬حد قوله مستبعداً‮ ‬تحميل تنظيم القاعدة مسئولية الحادث‮.‬

وقال زيدان‮: ‬أرجو أن تقتصر دعوة رجال الدين

المسيحيين أو المسلمين علي‮ ‬علاقة العبد بربه بعيداً‮ ‬عن اللعب بعصا الدين في‮ ‬السياسة والكف عن تسيير عقول الناس وتوجيه افكارهم‮.‬

واتهم المستشار محمود الخضيري‮ ‬ـ نائب رئيس محكمة النقض السابق ـ اسرائيل بمسئوليتها عن الحادث الأليم وقال‮: »‬هذا عمل اجرامي‮ ‬لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يرتكبه مصري‮ ‬سواء مسلماً‮ ‬أو مسيحياً‮« ‬موضحاً‮ ‬أن الدولة العبرية هي‮ ‬المستفيدة من تبعات هذا الحادث ودخول مصر في‮ ‬دائرة الفتنة الطائفية‮.‬

وأكد الخضيري‮ ‬علي‮ ‬ضرورة استغلال الحادث في‮ ‬توحيد الصف ورفع راية الوحدة بين المسلمين والمسيحيين‮.‬

وعن مسئولية رجال الدين عن الاحتقان الطائفي‮ ‬أكد نائب رئيس محكمة النقض السابق أن ما تضمنه الخطاب المسيحي‮ ‬والاسلامي‮ ‬في‮ ‬تراشق واتهامات في‮ ‬الفترة الاخيرة لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يؤدي‮ ‬الي‮ ‬هذا العمل الاجرامي‮ ‬لأنه لا‮ ‬يتفق مع قناعة المصريين بالوحدة الوطنية‮.‬

وشدد الشاعر عبد الرحمن الأبنودي‮ ‬علي‮ ‬دور الفكر الديني‮ ‬المتخلف في‮ ‬السماح باختراق الامة سواء في‮ ‬اسرائيل أو تنظيم القاعدة أو التكوينات المحلية المتشددة محذراً‮ ‬من تكرار مأساة العراق والسودان في‮ ‬مصر‮.‬

وأكد الابنودي‮ ‬علي‮ ‬حزنه الشديد لما‮ ‬يحدث بين عنصري‮ ‬الامة،‮ ‬مؤكداً‮ ‬علي‮ ‬وجود اليد الاسرائيلية في‮ ‬هذا الحادث الاجرامي‮. ‬وقال‮: »‬إسرائيل تريد استمرار الامة العربية في‮ ‬خضوعها وغرقها في‮ ‬مشكلاتها الداخلية فكل مصائبنا تكون لاسرائيل دخل في‮ ‬تأجيجها‮«.‬

وحمل الدكتور عمرو الشوبكي‮ ‬ـ الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية تنظيم القاعدة مسئولية الحادث مؤكداً‮ ‬ان الوضع الداخلي‮ ‬هو الذي‮ ‬سمح لهذا التنظيم أن‮ ‬يعبث بالوحدة الوطنية‮.‬

وأكد الشوبكي‮ ‬علي‮ ‬ضرورة فتح كل الملفات العالقة بين الجانبين المسيحي‮ ‬والاسلامي‮ ‬بما في‮ ‬ذلك قانون دور العبادة الموحد،‮ ‬محملاً‮ ‬الإدارة السياسية تفاقم الاحتقان الطائفي‮.‬